إيران تهدد مجددًا بالرد إن تعرضت لتهديد

صاروخ باليستي أطلقته إيران نحو إسرائيل ولم يبلغ وجهته النهائية- 16 من نيسان 2024 (رويترز)

camera iconصاروخ باليستي أطلقته إيران نحو إسرائيل ولم يبلغ وجهته النهائية- 16 من نيسان 2024 (رويترز)

tag icon ع ع ع

قال القائد العام للجيش الإيراني الفريق عبد الرحيم موسوي إن عملية “الوعد الصادق” (الهجوم الإيراني على إسرائيل) أظهرت أن أي خطر يتهدد بلاده سيعقبه “رد قاس”.

وأضاف بحسب ما نقلته وكالة الجمهورية الإسلامية (إرنا) اليوم، الخميس 25 من نيسان، أن إسرائيل استخدمت جميع تجهيزاتها وقدراتها لمواجهة هجوم إيران مشيرًا إلى أن بلاده نفذت مهمتها بصورة وصفها لـ”الجيدة” وبرهنت أن أي تهديد موجه ضد إيران سيواجه برد.

وفي خبر منفصل نشرته “إرنا” قال موسوي إن طهران ليست بصدد توسيع رقعة الحرب لكنها سترد على أي اعتداء.

التصريحات الإيرانية حول عزمها الرد على أي هجوم إسرائيلي يستهدف مصالها ليس جديدًا، ويقابله تصريحات إسرائيلية قالها وزير الدفاع الإسرائيلي، يوآف غالانت، لنظيره الأمريكي، لويد أوستن، حول احتمالية رد إيران على كل استهداف إسرائيلي ينفذ في سوريا.

وقال مسؤول أمريكي ومصدر آخر مطلع على مكالمة جرت بين الوزيرين لموقع “إكسيوس” الأمريكي، في 15 من نيسان، إن الوزير الإسرائيلي أبلغ نظيره الأمريكي أن بلاده لن تقبل معادلة ترد فيها إيران بهجوم مباشر في كل مرة تضرب فيها أهدافًا في سوريا.

ومنذ الغارة الإسرائيلية على حي المزة بدمشق، التي استهدفت السفارة الإيرانية في سوريا، وقتلت قادة بارزين في “الحرس الثوري الإيراني” منهم مسؤول ملفي سوريا ولبنان محمد رضا زاهدي، لم تستهدف إسرائيل أي مواقع في سوريا باستثناء قصف جاء في إطار الرد الإسرائيلي على الاستهداف الإيراني لها.

وفي 13 و14 من نيسان الحالي، أطلقت إيران طائرات مسيّرة مذخرة باتجاه أهداف إسرائيلية، ردًا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر نفسه.

وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيال هغاري، حينها، إن إيران أطلقت في المجمل أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل، منها 170 طائرة مسيرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخًا باليستيًا، وتمكن الجيش الإسرائيلي من اعتراض 99% منها.

ويأتي الهجوم الإيراني ردًا على قصف نفذه سلاح الجو الإسرائيلي، في 1 من نيسان الحالي، استهدف موقعًا ملاصقًا للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، أسفر عن مقتل ضباط في “فيلق القدس” الإيراني، وهي وحدة عسكرية إيرانية تتبع لـ”الحرس الثوري”.

هجوم واحد

منذ مطلع العام الحالي، كثّفت إسرائيل هجماتها على المصالح الإيرانية في سوريا، التي تعتبرها تل أبيب مركزًا لعبور الأسلحة نحو ميليشيا “حزب الله” اللبناني في العراق، لكن سلسلة الهجمات هذه انقطعت من هجوم السفارة الإيرانية بدمشق في 1 من نيسان.

ومنذ ذلك الحين أغارت إسرائيل على مواقع عسكرية جنوبي سوريا لمرة واحدة، دون تبني الهجوم رسميًا، إذ أعلنت وزارة الدفاع في حكومة النظام السوري عن استهداف طال مواقع عسكرية، جنوبي سوريا.

وأوضحت الوزارة في بيان نشرته عبر “فيس بوك”، في 19 من نيسان الحالي، أن المواقع المستهدفة تتبع للدفاع الجوي، متهمًا إسرائيل بشن الهجوم على المواقع العسكرية، باستخدام الصواريخ، مشيرًا لوقوع أضرار مادية.

الهجوم نفسه جاء متزامنًا مع الرد الإسرائيلي على الهجوم الإيراني، إذ قصفت تل أبيب عبر طائرات مسيرة موقعًا في مدينة أصفهان الإيرانية، دون إعلان رسمي.

نوعان من الاستهدافات

منذ سنوات، تشن الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على أهداف في سوريا، ولطالما اقتصر تحديد هوية هذه الطائرات على الإعلانات التي تصدرها وزارة الدفاع بحكومة النظام السوري، دون تبني إسرائيلي.

ومع اندلاع “طوفان الأقصى” في 7 من تشرين الأول 2023، باتت تعلن إسرائيل عن جزء من هذه الاستهدافات، بذريعة الرد على صواريخ أُطلقت من سوريا.

ويربط الجيش الإسرائيلي غاراته وقصفه المعلَن على سوريا، بصواريخ أو قذائف أُطلقت من الجنوب السوري على وجه الخصوص، بينما يخرج في أوقات زمنية مختلفة لاستهداف مناطق حيوية تشمل مطارات، دون إعلان رسمي.

وخلص تقرير سابق أعدته عنب بلدي إلى أن إسرائيل تدير حربًا منفصلة عن ردودها على الهجمات التي تنطلق من سوريا، وتستهدف هذه الحرب بنية تهريب الأسلحة نحو لبنان عبر سوريا.

المحلل السياسي المتخصص بالشأن الإيراني، مروان فرزات، قال حينها لعنب بلدي، إن قواعد الاشتباك الأساسية التي بدأت منذ سنوات تلخصت بمنع وصول أسلحة إيرانية متطورة إلى أذرع طهران في كل من سوريا ولبنان وفلسطين.

وشكلت هذه القواعد مداومة إسرائيلية على ضرب شحنات الأسلحة الإيرانية، سواء القادمة عبر سوريًا برًا أو بحرًا أو جوًا، بالإضافة إلى استهداف الطرق ومحطات التوقف والتبديل التي تتبعها الشحنات في طريقها نحو لبنان.

ويعتقد فرزات أن قواعد اشتباك جديدة شكلتها إسرائيل عقب أحداث “طوفان الأقصى”، فإيران وإسرائيل هما طرفا الحرب هنا، نظرًا إلى كون النظام السوري بعيدًا كل البعد عن هذه الجبهة ولا يمتلك أي قرار فيها، ومن هنا وضع الطرفان قواعد الاشتباك هذه بحيث لا تتجاوز مسافة خمسة كيلومترات من طرفي الحدود، وألا تستخدم فيها إلا الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والصواريخ ذات القدرة التدميرية المتواضعة.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة