إعلان تخفيض مخصصات الوقود يتسبب بأزمة نقل في اللاذقية

ازدحام في "كراج" اللاذقية - 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

camera iconازدحام في "كراج" اللاذقية - 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

tag icon ع ع ع

اللاذقية – ليندا علي

تشهد مدينة اللاذقية أزمة نقل خانقة بعد إعلان المحافظة تخفيض مخصصات الوقود للسائقين، رغم عدم تطبيق التخفيض حتى الآن، لكن الإعلان خلق فرصة لرفع الأسعار وإحداث أزمة وفق سائقين قابلتهم عنب بلدي.

وأمضت فاطمة (22 عامًا) أكثر من ساعة وربع، في 23 من نيسان الحالي، وهي تنتظر وتركض للحاق بالحافلات (الباصات) في كراج “جبلة”، لتتمكن أخيرًا من حشر نفسها مع ثلاثة آخرين، في مقعد بالكاد يتسع لثلاثة أشخاص.

الشابة التي كانت متوجهة إلى جامعة “تشرين” حيث تدرس، عانت بذات القدر في طريق العودة، ونجحت بعد جهد جهيد في العثور على مكان صغير في “الباص” بالقرب من مستشفى “دراج” بمدينة اللاذقية، حيث توجد “باصات” جبلة- اللاذقية.

استغلال

في 21 من نيسان الحالي، أعلنت محافظة اللاذقية تخفيض مخصصات المحافظة من مادتي المازوت والبنزين، ما أدى إلى تخفيض مخصصات وسائل النقل العامة بمعدل 25%، وإيقاف تزويدها يوم الجمعة بشكل مؤقت.

ثلاثة سائقين عاملين على خطوط سقوبين داخل مدينة اللاذقية، كذلك على خط جبلة وخط الحفة، أكدوا لعنب بلدي أن مخصصات المازوت لم تنخفض ولا تزال على حالها لجميع الخطوط، وهي 34 ليترًا لخط سقوبين، و31 ليترًا لخط الحفة، و46 ليترًا لخط القرداحة.

وذكر السائقون الثلاثة أنهم يتوقعون التخفيض قريبًا، لكن كثيرًا من السائقين استخدموا إعلان المحافظة حول تخفيض المخصصات لاستغلال المواطنين، وتقاضي مبالغ زائدة منهم تحت هذه الذريعة.

وأضاف السائقون أن سعر المازوت بـ”السوق السوداء” ارتفع مباشرة عقب إعلان المحافظة، ولامس الـ18 ألف ليرة لليتر الواحد، بمجرد صدور إعلان تخفيض المخصصات.

أشخاص يركضون لحجز مقعد في حافلات ضمن "كراج" جبلة في اللاذقية - 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

أشخاص يركضون لحجز مقعد في حافلات ضمن “كراج” جبلة في اللاذقية – 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

انتظار طويل

بعد ظهر يوم الثلاثاء 23 من نيسان، انتظرت سوزان (39 عامًا) موظفة بالقطاع الخاص، نحو 45 دقيقة بالقرب من البريد في مدينة جبلة، ولم توفق بأن تستقل أي “باص”، ما اضطرها لطلب “تاكسي” تتوجه بها إلى “الكراج”، ليأخذ السائق 20 ألف ليرة سورية، مقابل مسافة لا تتجاوز الـ3.5 كيلومتر.

وفي “الكراج” كان الوضع صعبًا جدًا على حد وصفها، وقالت “إن الناس كانوا أكوامًا”، حتى إن “الكراج” لم يتسع لبعضهم ما اضطر العشرات منهم للتوقف خارجه، وانتظار “الباصات” التي تقلّهم إلى الأرياف.

ورغم عرض الركاب على السائقين دفع مبالغ مالية أكثر من الأجرة بنحو ثلاثة أضعاف، إلا أن السائقين رفضوا، كما ذكرت سوزان، دون أن تعرف السبب.

وارتفع سعر مازوت النقل من 700 ليرة لليتر الواحد إلى 2000 ليرة في آب 2023، ما أدى لمضاعفة أجور “الباصات”.

ولا يختلف الحال داخل مدينة اللاذقية، التي تعيش أزمة نقل خانقة وزحامًا كبيرًا خصوصًا على خطوط، الدائري الشمالي، وقنينص، وحي السجن، كذلك “باصات” الضواحي مثل المشيرفة وسقوبين وبكسا، كما يزدحم الناس في “كراجي” الفاروس والشرقي، كذلك على الطرقات بانتظار الباصات.

أحمد (21 عامًا) وهو طالب بكلية الهندسة في جامعة” تشرين”، قال إنه أضاع أكثر من أربع ساعات خلال اليومين الماضيين، في رحلتي الإياب والذهاب من منزله في كرسانا إلى الجامعة، وأضاف أنه كره الدوام الجامعي، ويتمنى لو يستطيع أخذ إجازة طويلة ريثما ترفع الحكومة سعر البنزين والمازوت، وتنتهي أزمة المحروقات الحالية.

ازدحام في "كراج" اللاذقية - 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

ازدحام في “كراج” اللاذقية – 23 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ ليندا علي)

أزمة مفتعلة

ويعتقد معظم السوريين أن أزمات المحروقات مفتعلة، الهدف منها تبرير سبب رفع سعر المادة لاحقًا، وعلى الرغم من الرفع المستمر لسعر البنزين، إلا أن سعر المازوت ما يزال ثابتًا ورفعه يحتاج لعملية تمهيد خصوصًا أنه يشكل عماد وسائل النقل العامة التي يرتادها الفقراء.

وعلى الرغم من أن وزارة النفط لم تعلن تخفيض مخصصات البنزين والمازوت، بشكل رسمي حتى اليوم، الأربعاء 24 من نيسان، فإن موقع “أثر برس” المحلي، نقل عن مصادر في محافظات دمشق وريفها، ودير الزور وحمص وحلب، تأكيدها تخفيض مخصصات المحروقات بنسب متفاوتة في عموم المحافظات.

وبالنسبة لـ”التكاسي”، لم تُعرف بعد مدة انتظار وصول رسالة المخصصات، بينما قال علي، وهو خمسيني يعمل بنقل الخضار والفواكه، إن الرسالة عادة تأتي مرة كل عشرة أيام، وقد وصلته في الموعد المعتاد دون أي تأخير، رغم مخاوفه من تأخرها.

ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة، ويعادل الدولار الأمريكي 14900 ليرة سورية.

وارتفع متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مؤلفة من خمسة أفراد، إلى نحو 12.5 مليون ليرة سورية، بينما وصل الحد الأدنى إلى 7.8 مليون ليرة سورية.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة