شهدت مدينة جرابلس بريف حلب الشمالي الشرقي اشتباكات بالأسلحة إثر خلاف عشائري اليوم، الاثنين 22 من نيسان، ما أسفر عن وقوع قتلى وإصابات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في ريف حلب أن الاشتباكات دارت في أحياء وشوارع المدينة بين أفراد من عشيرتي قيس وطي، باستخدام أسلحة متنوعة من بنادق ورشاشات، وسط حالة توتر وخوف وهلع بين السكان، دون معرفة السبب الرئيس واء الخلاف.
وأضاف أن معظم المحال التجارية أغلقت إثر الاشتباكات، وسط مناشدات من الأهالي وغرف “تلجرام” (واسع الانتشار في المنطقة) من أجل تدخل “الشرطة العسكرية” التابعة لـ”الجيش الوطني السوري” ووقف الاشتباكات.
ولا توجد إحصائية دقيقة لعدد القتلى والمصابين، بينما تشير تقديرات شهادات محلية لمقتل ثلاثة أشخاص بينهم امرأة، وإصابة نحو سبعة.
وفي 16 من نيسان الحالي، قُتل عنصر من “الشرطة العسكرية” إثر اشتباكات بين مجموعة مسلحة تابعة لـ”فرقة الحمزة” في “الوطني” ومجموعة مسلحة من عشيرة الدمالخة في الغندورة بريف مدينة جرابلس.
وأرسلت “الشرطة العسكرية” تعزيزات بدعم من فصائل “الوطني” لفض النزاع وإلقاء القبض على المطلوبين.
وتشهد مدن وبلدات ريف حلب اشتباكات متكررة بوتيرة متفاوتة، سواء إثر خلافات بين عائلات أو بين فصائل “الوطني”، أو حتى مع فصائل تابعة لـ”تحرير الشام” صاحبة النفوذ العسكري في إدلب.
وتتكرر الانتهاكات والاشتباكات في مناطق سيطرة “الجيش الوطني”، ويتعذر في كثير من الأحيان النظر فيها من قبل جهات قضائية مستقلة، كما حصل في القرارات الخاصة بقائد “فرقة السلطان سليمان شاه” (العمشات)، محمد الجاسم (أبو عمشة)، بعد إدانته بعديد من الانتهاكات، وتجريمه بـ”الفساد”، وعزله من أي مناصب “ثورية”.
وتعود الاشتباكات الداخلية في ريف حلب لعدة أسباب، منها ما يتعلق بكيان “الجيش الوطني” وضعف الهيكلية والقيادة، وآخر متعلق بمنهجية وطبيعة الفصائل وغياب السلطة المركزية، إلى جانب الموقف الدولي الرافض لتحويل “الجيش الوطني” إلى مؤسسة عسكرية كبيرة، بحسب ما قاله محللون في وقت سابق لعنب بلدي.
وصار حمل السلاح ظاهرة منتشرة في مناطق سيطرة “الجيش الوطني السوري” بريفي حلب الشمالي والشرقي ومدينتي تل أبيض ورأس العين شمال شرقي سوريا، ودائمًا ما يتحول أي شجار إلى الاستخدام الفوري للسلاح، سواء في الهواء لنشر الهلع والخوف، أو بشكل مباشر لتحقيق إصابات.
اقرأ أيضًا: سلاح الشمال “خارج التغطية”.. من يضبط الفوضى