استهدفت مجموعة عسكرية من داخل الأراضي العراقية قاعدة عسكرية للتحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة الأمريكية شمال شرقي سوريا، دون معلومات عن حجم الأضرار التي خلفها القصف.
وقالت خلية الإعلام الأمني العراقي، إن قوات الأمن العراقية عثرت، مساء الأحد 22 من نيسان، غرب محافظة نينوى قرب الحدود العراقية- السورية، على آلية أطلقت منها صواريخ من العراق نحو قاعدة للتحالف الدولي في عمق الأراضي السورية.
وأضافت أنها تواصل عملية البحث للقبض على الفاعلين، بعد عثورها على الآلية محترقة في منطقة الإطلاق.
من جانبها، نقلت وكالة “رويترز” الدولية عن مصدرين أمنيين عراقيين ومسؤول أمريكي (لم تسمّهم)، أن خمسة صواريخ على الأقل انطلقت من بلدة زمار العراقية باتجاه قاعدة عسكرية أمريكية في شمال شرقي سوريا أمس الأحد.
ونقلت الوكالة عن المسؤول الأمريكي أن أكثر من خمسة صواريخ أطلقت من العراق باتجاه قوات التحالف في قاعدة للتحالف ببلدة الرميلان التابعة لمحافظة الحسكة شمال شرقي سوريا، مشيرًا إلى أن الهجوم لم يسفر عن إصابات.
ووصف المسؤول الهجوم بأنه “هجوم صاروخي فاشل”، بحسب الوكالة، لكن لم يتضح ما إذا كانت الصواريخ فشلت في ضرب القاعدة أم تم تدميرها قبل وصولها، ولم يكن من الواضح أيضًا ما إذا كانت القاعدة هي الهدف نفسه.
وأضاف أن طائرة تابعة للتحالف الدولي نفذت ضربة ضد منصة الإطلاق عقب الهجوم.
المصدران الأمنيان وضابط في الجيش العراقي وصفته “رويترز” بـ”الكبير” (لم تسمّهم) قالوا إن شاحنة صغيرة عليها منصة إطلاق صواريخ كانت متوقفة في بلدة زمار على الحدود مع سوريا.
وقال الضابط بالجيش العراقي للوكالة، إن القوات العراقية استولت على الشاحنة المدمرة لإجراء مزيد من التحقيقات، وأظهرت التحقيقات الأولية أنها دمرت بـ”ضربة جوية”.
ولم تعلن أي جهة مسؤوليتها عن الهجوم حتى لحظة تحرير هذا الخبر، كما لم تعلن الولايات المتحدة رسميًا عن تعرض قاعدة عسكرية تتبع لها في سوريا لهجوم.
هدوء منذ شباط
تكرر حديث مسؤولين بوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) عن أن القواعد الأمريكية في سوريا والعراق لم تتعرض لأي استهداف منذ مطلع شباط الماضي، عقب ضربات واسعة النطاق وجهتها الولايات المتحدة لميليشيات موالية لإيران في المنطقة.
ومن التعليقات الرسمية التي صدرت عن الولايات المتحدة في هذا السياق، حديث السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، بات رايدر، إذ قال إن القواعد لم تشهد أي هجمات منذ شباط، وأرجع ذلك إلى سببين، الأول أن هذه الاستهدافات خطرة، والثاني لكون القوات الأمريكية موجودة في المنطقة للتركيز على مهمة هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”.
رايدر أضاف أنه في حال عادت الهجمات أو التهديدات، ستتخذ بلاده التدابير المناسبة لحماية قواتها، كما فعلت سابقًا.
وفي 20 من شباط الماضي، قالت نائبة السكرتير الصحفي لـ”البنتاجون”، سابرينا سينغ، خلال مؤتمر صحفي، إن أحدث هجوم تعرضت له القواعد الأمريكية سواء في سوريا أو العراق كان في 4 من الشهر نفسه.
ولم يطرأ أي تحديث على المعلومات التي تحدث عنها “البنتاجون” منذ ذلك الحين.
وفي 28 من كانون الثاني الماضي، قبيل توقف الهجمات على القواعد الأمريكية، أصدرت “المقاومة الإسلامية في العراق” (وهي المسؤولة عن الهجمات ضد القواعد الأمريكية) بيانًا، قالت فيه إنها منحت فرصة لـ”قوات الاحتلال” للانسحاب، في إشارة إلى الجيش الأمريكي.
و”المقاومة الإسلامية في العراق” هي تحالف من الفصائل العسكرية التي تشير إليها الولايات المتحدة على أنها وكيلة لإيران، وتنتشر في العراق وسوريا، وهي المسؤولة عن معظم الاستهدافات التي طالت القواعد الأمريكية منذ منتصف تشرين الأول 2023 وحتى شباط الماضي.
بعد ضربات أمريكية
في 2 من شباط الماضي، بعد استهدافها 85 موقعًا في سوريا والعراق، قالت الولايات المتحدة إنها ضربت مراكز القيادة والسيطرة ومنشآت المخابرات ومرافق تخزين أسلحة تستخدمها ميليشيات مدعومة من إيران لمهاجمة القوات الأمريكية وقوات التحالف.
المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية، جون كيربي، قال عقب الاستهدافات نفسها، إن بلاده ضربت أهدافًا من شأنها أن تؤثر على قدرة الميليشيات الموالية لإيران على شن ضربات مستقبلية ضد الأمريكيين، بحسب مؤتمر صحفي مسجل نشره “البيت الأبيض“.
ونقلت وكالة “رويترز” عن مسؤولين أمريكيين أن الولايات المتحدة تقدر أن إيران هي التي صنعت الطائرة من دون طيار التي هاجمت القاعدة الأمريكية، وتسببت بمقتل ثلاثة جنود أمريكيين وإصابة ما لا يقل عن 40 آخرين.
وجاءت الهجمات الأمريكية ردًا على هجوم بطائرة مسيّرة أسفر عن مقتل ثلاثة جنود أمريكيين، وجرح أكثر من 40 آخرين في نقطة عسكرية تعرف باسم “البرج 22” على المثلث الحدودي بين سوريا والعراق والأردن في نهاية كانون الأول 2023.