عروة قنواتي
تقترب المسابقات الأوروبية المحلية من نهايتها مع بقاء 5 و6 جولات في أغلب الدوريات الكبرى، لربما لم تكن المفاجأة بحسم مبكر للقب البوندسليغا، فمن طبيعة وقدرة الفريق المسيطر والأشهر في تاريخ المسابقة أن يفعلها بكل ثقة، لكن المفاجئ في الأمر كان بأن البافاري ليس هو من يحسم ولا غريمه التقليدي دورتموند لا مبكرًا ولا متأخرًا، كان باير ليفركوزن، كان تشابي ألونسو، كان اللقب التاريخي الأول لهذا الفريق المجتهد.
اليوم مساء وعند العاشرة بالتوقيت المحلي، يحل برشلونة الجريح ضيفًا على ريال مدريد المتصدر والمنتشي بكل شيء في كلاسيكو الأرض، مباراة الإياب لموسم 2023-2024، والفارق بين المتصدر والوصيف 8 نقاط وبعد الكلاسيكو يتبقى 6 جولات، والفوز ذهابًا كان في جيوب لاعبي الملكي بهدفين لهدف، ماذا بعد؟
غدًا، الاثنين، في ميلانو ديربي الغضب بين الإنتر وميلان، وهوية هذا الديربي في الموسم الحالي وفي الإياب حصرًا قد تحمل التتويج الرسمي لخزائن النيراتزوري بسبب فارق النقاط الكبير الذي يفصلهم عن غريمهم التقليدي نادي الميلان بفارق 14 نقطة، والفوز يعطي الإنتر 17 نقطة كفارق لن يكفي الوقت في الجولات المتبقية لتعويضه والقفز فوقه.
حسم غير رسمي وقتل للمنافسة
ريال مدريد يفتح ملعبه مساء اليوم بعد عودة مظفرة من أرض ملعب “الاتحاد” في ربع نهائي دوري أبطال أوروبا وبعد إقصاء السيتي بطل المسابقة في الموسم الماضي بفارق ركلات الترجيح، والواضح بأن هدوء السيد كارلو أنشيلوتي، المدير الفني للميرينغي، قد سمح له بترتيب أوراق الفريق أكثر واللعب والكسب بحسب الظروف الراهنة دون توتر، فها هو ينتقل لمقابلة البايرن في نصف نهائي الشامبيونزليج، ويمني النفس بفوز ثالث هذا الموسم بعد الذهاب ونهائي السوبر على برشلونة لرفع الفارق فيما تبقى من جولات الدوري إلى 11 نقطة، ما يعطيه أفضلية الحسم غير الرسمي حاليًا وقتل المنافسة وإتعاب نفسية الملاحقين له إن كان برشلونة بدرجة كبيرة وإن كان جيرونا بدرجة أقل.
برشلونة لم يبقَ له ما يخسره مع السيد تشافي، المدير الفني للفريق، الذي قدم مستويات متقلبة في فهمه لطريقة لعب برشلونة، فلم يكن في كثير من الجولات قادرًا على تحقيق ما يصبو إليه النادي، وعند التلويح بإقالته في نهاية الموسم ركب حصانًا سريعًا ومميزًا، وبدأ بتسجيل الأرقام التي قربته نوعًا ما من منافسة الريال على لقب الليجا ونقلته لربع نهائي الشامبيونزليج لينتصر ذهابًا على باريس سان جيرمان في حديقة الأمراء، ويخسر بقوة في الإياب على ملعبه. خرج تشافي مع برشلونة وعاد لنقطة الصفر أمام العشاق وأبناء النادي، يريد الفوز في الكلاسيكو وتقليص الفارق إلى 5 نقاط وانتظار تعثر الريال في مباراتين من 6 وهذا صعب للغاية.
ديربي الغضب.. هل يشهد الاحتفال المنتظر
ينوي الإنتر أن يجهز على الميلان ويلاحقه على الموسم بكامله في مواجهة مساء الاثنين ضمن الديربي الشهير، والسيد إنزاغي مدرب الفريق يعلم بأن خسارة الديربي أو التعادل لن تكون ثقيلة على الفريق وخصوصًا بفارق النقاط الكبير بين الغريمين الذي وصل قبل الديربي إلى 14 نقطة، والهزيمة للإنتر تعني بأن 11 نقطة ستبقى خلال 5 جولات يصعب جدًا أن يخسر فيها الإنتر بأحسن الأحوال أكثر من 3 مباريات، إلا أن مواجهة الديربي أمام جماهير تنتظر الحسم في مباراة ندية وغالية كهذه المواجهة، وجماهير تريد أن تحبط خصومها وتفسد فرحة احتفالهم المبكر، أما نتيجة التعادل فتترك الفارق كما هو بين أبناء ميلانو وتؤجل حسم البطولة لمصلحة الإنتر لجولة مقبلة.
الميلان مع خروجه من بطولة الدوري الأوروبي قبل أيام على أيدي أبناء العاصمة الإيطالية روما، وخسارته ذهابًا وإيابًا أمام ذئابهم، يبدو محبطًا مع مديره الفني بيولي ومستسلمًا بموسم صفري لا يحمل أرقامًا تشفع له حتى لو انتصر في ديربي الغضب مساء غد.
الكلاسيكو والديربي واحتمالات الحسم المبكر في المسابقتين، ووجبة كروية دسمة من العيار الثقيل أبطالها أشهر وأكبر أندية أوروبا في العالم.