تشهد أسواق اللحوم في مدينة إدلب شمال غربي سوريا طلبًا مضاعفًا على لحوم الفروج مقارنة بالشهرين الماضيين، بعد انخفاض السعر بنحو 35%.
وبلغ سعر الكيلو من الدجاج 55 ليرة تركية، بعد أن كان بـ90 و95 ليرة (الدولار الأمريكي يقابل 33 ليرة تركية).
وأرجع أصحاب المداجن وبائعو الفروج ممن قابلتهم عنب بلدي أسباب انخفاض الأسعار، إلى تراجع الطلب بعد عيد الفطر، وعودة العمل في جميع المداجن، التي أغلقت خلال فصل الشتاء.
وانخفض سعر الفروج خلال اليومين الماضيين بمقدار 700 دولارًا للطن الواحد، ووصل سعر الطن إلى 1400 دولار أمريكي، بعد أن وصل منذ مطلع آذار الماضي إلى 2100 دولار للطن.
تضاعف المبيعات
أدى انخفاض أسعار الفروج إلى تضاعف نسبة المبيعات بنسبة 100%، وقال عبد المجيد معراوي وهو صاحب محل لبيع الفروج، إن الأسعار صارت في متناول ذوي الدخل المحدود ومناسبة لجميع المواطنين.
وقال معراوي لعنب بلدي إن سعر كيلو الفروج وصل إلى 55 ليرة، وكيلو الفخذ 58 ليرة، و”السودة” 75 ليرة، والصدر بدون عظم 100 ليرة، وهي أسعار أقل بنسبة 30% عن أسعارها خلال شهر رمضان.
وذكر البائع أن معظم الأهالي امتنعوا عن الشراء خلال شهر رمضان (من 10 آذار إلى 9 نيسان) لارتفاع سعره، وتراجع قدرتهم المالية على تحمل كلفتها، بينما فضل البعض شراء كميات قليلة لإضافة نكهة الفروج إلى الطبخة.
ولفت البائع إلى أن الأهالي كانوا يشترون في شهر رمضان “القوانص” التي كان سعرها 45 ليرة للكيلو الواحد، والرقاب التي كان سعرها 35 ليرة، أما اليوم فازداد الطلب على الفخاذ التي تراجع سعرها من 78 إلى 58 ليرة.
من جانبه، ذكر بائع الفروج أحمد ناصر أن الجميع مستفيد من انخفاض الأسعار، فصار بمقدور الأهالي تناول اللحم الأبيض، وزادت مبيعات أصحاب المحال وأرباحهم، لافتًا إلى أنه أصبح يبيع 200 كيلو من لحم الفروج في عدة ساعات مقارنة ببيعة 100 كيلو طيلة النهار خلال شهر رمضان.
وأضاف ناصر لعنب بلدي أن الطلب على الفروج مرتفع، متوقعًا انخفاض الطلب بعد مدة قصيرة حال شعور الأهالي بالاكتفاء من لحم الفروج الذي حرموا منه خلال الشهرين الماضيين.
وذكر ناصر أن المداجن أغلقت خلال فصل الشتاء بسبب مرض “الطاعون” الذي أصاب الدواجن، وارتفاع تكاليف الأدوية وتكاليف التدفئة، وهذه الأسباب زالت بارتفاع درجات الحرارة، مشيرًا إلى توقعات بانخفاض الأسعار مرة أخرى لعودة جميع المداجن للعمل.
ما رأي الأهالي
يعمل عيسى القدور (37 عامًا) في تبليط الأرضيات، وهو مهجر إلى مدينة إدلب، قال لعنب بلدي إن عمال المياومة بات بمقدورهم تناول الفروج إلى حد ما بعد انخفاض الأسعار، لافتًا إلى أنها تبقى مرتفعة مقارنة بأجور العمال التي تصل إلى 100 ليرة يوميًا في أحسن الأحوال.
وأضاف عيسى أن تدني الأجور والارتفاع المستمر في أسعار المواد الغذائية يجبر المواطنين على الاقتصاد في الشراء، لافتًا إلى أن وجبات اللحوم صارت من الرفاهيات، ولا تحصل عليها العائلة سوى أيام قليلة من الشهر وبكميات منخفضة.
السيدة عبير الطه (41 عامًا) أرملة تقيم في مدينة إدلب، أعربت عن رضاها من انخفاض أسعار الفروج، وتمنت المزيد من الانخفاض في سعره وبقية المواد الغذائية، معتبرة أن “الرمد أفضل من العمى”، وأن تناول كيمة قليلة من الفروج بعد انخفاض سعره أفضل من الحرمان منه.
وفي الشمال السوري، تصل أجرة العامل يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، بينما وصل حد الفقر المعترف به إلى 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.
ويسكن شمال غربي سوريا 5.1 مليون شخص، منهم 4.2 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.4 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 3.4 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.