تنتشر عبر مختلف وسائل التواصل الاجتماعي والمواقع الإلكترونية، إعلانات مدفوعة ومتكررة للحصول على جنسيات عدة دول مقابل مبالغ طائلة.
تنشر هذه الإعلانات شركات تتنوع مجالات اختصاصها، بين التسويق العقاري وتسيير الأمور القانونية وغيرها، وتعتمد في إعلاناتها على نجوم ومشاهير عرب
آخر المنضمين لركب هذه الإعلانات، الممثل السوري باسم ياخور، الذي نشر تسجيلًا مصورًا عبر صفحته في “فيس بوك“، الجمعة 19 من نيسان، قال فيه إنه حصل على جنسية “الكاريبي”.
منشور ياخور حصد تفاعلًا واسعًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي، دون أن يذكر إن كان تقاضى مبالغ مالية أو دفعها للشركة، أم حصل على الجنسية بمقابل الإعلان فقط.
مبالغ طائلة
ياخور قال إن هدف حصوله على الجنسية، هو سهولة التحرك والسفر، في إشارة لضعف جواز السفر السوري، الذي يتطلب منه الانتظار لوقت طويل قبل الحصول على تأشيرات الدخول.
الممثل السوري ليس الأول في العالم العربي الذي يعلن عن تعاونه مع شركات من هذا النوع، وسبقه إليها آخرون، كالمطرب هاني شاكر، والفنانة رحمة رياض.
في بحث أجرته عنب بلدي عشرات الشركات التي تقدم خدمات من هذا النوع، وتعتمد في تسويقها على فنانين ومشاهير، وعبارات براقة توحي بأن الأمر في غاية السهولة وبمميزات تكاد لا تنتهي.
أحد المواقع يروج للحصول على الجنسية لفترة بين ثلاثة وستة أشهر فقط، ويمكن للحاصل عليها السفر لأكثر من 180 دولة، والاحتفاظ بجنسيته الأصلية.
تتشابه الأسعار المطلوبة للحصول على هذا النوع من الجنسيات، وتعتمد بالأساس على قانون يتيح التجنيس عبر الاستثمار في دول الكاربيبي، وتروج الشركات إلى أن العملية نفسها لا تحتاج لمقابلات إلزامية ولا شهادات تعليمية عليا.
كما لا تتطلب شرط الإقامة الإلزامية في البلاد، وتقدم ما تقول إنه “استشارات مجانية على مدار الساعة” للعملاء الراغبين بالاستفسار.
وتبدأ أسعار هذا النوع من الخدمات من 100 ألف دولار أمريكي، وتصل إلى 200 ألف دولار، حسب الدولة ونوعية الاستثمار وغيرها من المعايير التي يتطلبها هذا النوع من الاستثمار، وتدفع لمرة واحدة ولا تسترجع.
مخاطر ممكنة
ولا يمكن التأكد من مدى جدية هذه الشركات، التي لا تشير إلى أي مساوئ أو مخاطر ممكنة، بما في ذلك عملية دفع الأموال، التي تصل أحيانًا إلى 200 ألف دولار أمريكي.
وليست وحدها الدول العربية التي تمتلك شركات من هذا النوع، وهناك شركات أجنبية كذلك بالمبالغ نفسها.
إحدى مخاطر هذه الجنسيات، أشارت إليها صحيفة “الجارديان” البريطانية في تحقيق نشرته في 2023، قالت فيه إن شخصيات أمنية ورجال أعمال من الشرق الأوسط حصلت على الجنسيات.
وجاء في التحقيق الذي أنجزته الصحيفة مع 14 منظمة دولية وإخبارية، أن برنامج بيع جوازات السفر في جمهورية الدومينيكا، حقق أكثر من مليار دولار أمريكي، منذ 2009.
ومن بين الحاصلين على الجنسيات، عقيد سابق في الجيش الليبي خلال فترة حكم معمر القذافي، ومليونير تركي مدان بالاحتيال، وآخر متهم بارتكاب جرائم حرب (لم تذكر جنسيته)، وأسد الله خالد، رئيس المخابرات الأفغانية السابق.
وفي تحقيق نشرته في تموز 2021، قالت الصحيفة “الجارديان”، إن دولة فانواتو، جنوب المحيط الهادئ، أسقطت جنسيتها عن المواطن السوري عبد الرحمن خيتي، بسبب ارتباطاته العائلية والمالية بأحد المشمولين بالعقوبات الأمريكية، فهو شقيق رجل الأعمال السوري المعاقب أمريكيًا، عامر خيتي.
وجاء في التحقيق أن عبد الرحمن خيتي من أوائل الأفراد الذين حصلوا على جنسية فانواتو بموجب برنامج دعم التنمية، الذي يسمح للمواطنين الأجانب بشراء الجنسية مقابل 130 ألف دولار أمريكي.
وحصل عبد الرحمن خيتي على موافقة للحصول على جواز سفر فانواتو في وقت سابق من هذا العام، قبل أن يكشف تحقيق “الجارديان”، شراكته المالية مع شقيقه عامر.
ما “جنسية الكاريبي”؟
يشير مصطلح “جنسية الكاريبي”، لجنسيات عدة دول في المنطقة التي تحمل الاسم ذاته.
وتتكون المنطقة جغرافيًا من مجموعة جزر في البحر الكاريبي في المنتصف بين أمريكا الشمالية والجنوبية والوسطى.
من هذه الجزر “جزر الباهاماس” و”أنتيغو وباربودا” و”باربادوس” و”هاييتي” و”دومينيكا”، وهي جزر مستقلة، فيما تتبع أخرى لدول أوروبية، كفرنسا وهولندا، أو للولايات المتحدة الأمريكية وكذلك لبريطانيا.
توصلت بعض هذه الجزر إلى اتفاقيات مع الاتحاد الأوروبي، لدخول مواطنيها إلى دول الاتحاد دون تأشيرات سفر مسبقة ولمدة 90 يومًا، وهو ما رفع من وتيرة عمليات بيع جوازات السفر، وفق “الجارديان”.