رغبة بالسفر أو العمل.. إقبال على تعلم اللغات في القامشلي
الحسكة – مجد السالم
تنتشر في مدينة القامشلي بالحسكة شمال شرقي سوريا بشكل ملحوظ معاهد تعليم اللغات، التي لا تكاد تنقطع عن إعطاء الدورات على مدار العام ولمختلف الأعمار والمستويات.
وتشهد هذه المعاهد إقبالًا، وبحسب ما رصدته عنب بلدي، فإن الدافع الرئيس لإتقان اللغة هو تقوية السيرة الذاتية (CV) للحصول على وظيفة، وبعض الطلبة من أجل تطوير أنفسهم وتجاوز امتحانات المدارس.
يحمل حسن الخليف (36 عامًا) إجازة في الاقتصاد، وقال لعنب بلدي، إنه يسعى إلى إتقان اللغة الإنجليزية من أجل الحصول على منصب وظيفي في إحدى المنظمات العاملة في المنطقة، والتي تشترط في كثير من إعلانات التوظيف لديها إتقان الإنجليزية.
وأضاف أن أي إعلان وظيفي في القامشلي عادة ما يشترط تمكن المتقدم من اللغة الإنجليزية، خاصة مع وجود منافسة للظفر بفرصة عمل في إحدى المنظمات التي تمنح رواتب مجزية بالدولار الأمريكي.
وربط الشاب سبب انتشار معاهد تعليم اللغات بكثرة بوجود المنظمات، فهو يقارن بين الرواتب التي يمنحها القطاع الخاص أو “الإدارة الذاتية” أو القطاع الحكومي وتلك التي تمنحها المنظمات بالدولار، لذلك يرغب في تعلم اللغة حتى لو كان مستواه فيها ضعيفًا جدًا.
وفي آب 2023، زادت “الإدارة الذاتية” رواتب موظفيها بنسبة 100%، وارتفعت من 520 ألف ليرة سورية كحد أدنى إلى مليون و40 ألف ليرة سورية (نحو 70 دولارًا)، بينما تمنح المنظمات رواتب بالدولار وتبدأ من 300 دولار (4.5 مليون ليرة).
ومن أسباب الإقبال على المعاهد، تراجع التعليم أو عدم رضا الأهالي عن المستوى التعليمي في المدارس، لذلك يحرص بعضهم على تسجيل أبنائهم من طلاب شهادتي التعليم الأساسي والثانوي (البكالوريا) في معاهد تعليم اللغات.
حسان الشيخ (39 عامًا) وهو من أبناء القامشلي ووالد لطالبة في الصف التاسع، قال لعنب بلدي، إنه سجل ابنته في مدرسة عامة تعاني من الاكتظاظ الشديد في عدد الطلاب ضمن الشعبة الواحدة، وكذلك من الإهمال من قبل المدرسين خصوصًا لمادتي اللغة الإنجليزية والفرنسية.
وذكر أن مستوى ابنته تراجع في اللغات ضمن مدرستها الجديدة، لذلك اضطر لتسجيلها في معهد لتعليم اللغات، إلى جانب دورات في مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
“لم الشمل” يحتاج إلى لغة
تعتبر ألمانيا الوجهة الرئيسة لأغلب الذين لجؤوا إلى الدول الأوروبية من أبناء المنطقة، ما زاد من أهمية تعلم اللغة الألمانية، ويعود هذا الاهتمام إلى فرض السفارة الألمانية شرط حصول المتقدمين على شهادة في اللغة الألمانية كجزء من الأوراق المطلوبة للسفر إلى ألمانيا.
ورغم امتلاك هناء (26 عامًا) من القامشلي إجازة في اللغة الفرنسية، فإنها مضطرة لتعلم اللغة الألمانية بعد أن خُطبت لأحد الأشخاص المقيمين حاليًا في ألمانيا.
وقالت هناء لعنب بلدي، إن تعلم اللغة الألمانية أحد متطلبات لم الشمل مع خطيبها، بحيث يكون المعهد معترفًا به مثل شهادة “Goethe”، ويكون تقديم اختبار إتقان اللغة في بيروت أو أربيل، فالمعاهد تساعد على تعلم اللغة ولا تمنح شهادات معترفًا بها دوليًا.
وأوضحت أن أجور المعاهد مرتفعة وتبدأ من 250 دولارًا وحتى 500 دولار حسب المعهد وكيفية التدريس وعدد الأشخاص ضمن “الكورس”، كما أن بعض المعاهد تتعامل باليورو.
ولفتت هناء إلى وجود أشخاص يتعلمون اللغة الألمانية في المعهد نفسه، بعضهم أطباء ومهندسون خريجون يرغبون بالسفر إلى ألمانيا.
بالدولار واليورو
فاضل العلي (39 عامًا) مدرس لغة إنجليزية، قال لعنب بلدي، إن السنوات السابقة شهدت إقبالًا ملحوظًا على تعلم اللغات، ولم تقتصر المعاهد على تقديم دورات لطلاب التاسع و”البكالوريا” كما السابق، إذ بات الإقبال من مختلف الأعمار والخلفيات العلمية، لرغبتهم في السفر أو الحصول على وظيفة في المنظمات الدولية والمحلية، ما زاد في عدد المعاهد لتعليم اللغات لتصل نحو 15 معهدًا في القامشلي وحدها.
وأضاف أن الفرص أمام مدرس اللغة الإنجليزية وغيرها من اللغات صارت جيدة ومتاحة بكثرة، سواء ضمن المعاهد أو المنظمات أو عبر إعطاء دروس خصوصية.
وعن أكثر اللغات تعلمًا قال فاضل، إن الإنجليزية تأتي أولًا ثم الألمانية وبعدها الفرنسية والروسية، أما الأجور فهي تختلف في هذه المعاهد حسب نوع الدورة، وتبلغ تكاليف “كورس” اللغة الإنجليزية نحو 400 دولار لكل مستوى، والألمانية نحو 300 يورو.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :