"شكري بيك" و"أبو رياح" والتظاهر وعلم الثورة

مسلسل “تاج” يستحضر الرموز متجاوزًا خطوط السلطة الحمراء

camera iconمشهد من مسلسل "تاج" يظهر احتفال السوريين بعيد الجلاء ومرور موكب "القوتلي" 2024 - (منصة نص خبر)

tag icon ع ع ع

“الشام لولا المظالم كانت فوق المدن جنة”، بهذا الموال اختتم مسلسل “تاج”، من بطولة الفنان تيم حسن والفنان بسام كوسا، ومن إخراج سامر البرقاوي، وانتاج شركة “الصبّاح”، والذي انتهى عرضه في السباق الدرامي لموسم رمضان 2024.

أُسبقت عبارة “الشام لولا المظالم كانت فوق المدن جنة”، في نهاية الحلقة الأخيرة لمسلسل تاج بكلمة “بلاد”، ربما كان توجهًا من صناع العمل، لتعميم حالة المظالم في بلاد الشام، دونما تخصيص لسوريا ودمشقها، وبالتالي احتساب موقف لتبني قضية تخص سوريا أو ترتبط بالأحوال التي تجري فيها اليوم.

المظالم السورية

تلك العبارة الشهيرة يعرفها كثير من السوريين، وكبرت بحجم والمظالم التي يعيشونها، عبر 13 عامًا من تاريخ الثورة التي بدأت عام 2011، بل تتعداها إلى عقود خلت من التاريخ السياسي الحديث لسوريا، لتصبح الآن لسان حال شعب بأسره.

تلك العبارة جزء من الموال الشهير للفنان الشعبي تيسير السقا (أبو رياح)، فنان دمشق وغوطتها، الذي بدأ مسيرته الفنية منذ ستينيات القرن الماضي.

عرفه كبار السن والتفّوا حوله بسهراته الطويلة، التي ميزها الارتجال والشجن والمواويل السبعاوية، وبحة صوته المميزة، وعُربه المحببة، فيما اكتشفه جيل الشباب السوري عبر شبكات التواصل الاجتماعي عشية الحراك في 2011.

رحل السقا عن عالمنا جراء إصابته بوباء “كورونا”، في عام 2020، تاركًا إرثًا شعبيًا في عالم الغناء الشعبي والإنشاد الديني، ولم يأت الإعلام الرسمي على ذكر رحيله.

شهرة “الموال” والأغنية ارتبطت في الماضي برواية تشير إلى أن المطرب الشعبي “أبو رياح”، تعرض للسجن بسبب كلماتها في عهد الرئيس حافظ الأسد، الذي لم يرضه أن يوصف ما يدور تحت حكمه بالمظالم.

وجاءت الحلقة الأخيرة من لمسلسل “تاج” مكللة بهذ الأغنية، لتحمل العديد من الإسقاطات للحال السورية اليوم، وتُشعل هذه النهاية قلوب السوريين وتؤجج حرقتهم.

المطرب الشعبي تيسير السقا أبو رياح 2018- (تراث دمشق القديم/ فيس بوك)

تفاعل جماهيري إيجابي

الصحفي جميل ضاهر، المختص في الفنون والمطور الدرامي في قناة “MBC”، تحدث لعنب بلدي، عن التفاعل الجماهيري مع مسلسل “تاج”، وقال إن “المشاهد العربي بقدر ماتعرض لبشاعة وظلم الأنظمة المستبدة، بعد نيله الاستقلال عن الاحتلالات الأجنبية، ورغم محاولة الكتّاب والمخرجين بإظهار المحتل بصورته السيئة، ربما لم يرصد المشاهد إلا النواحي الإيجابية في هذا العمل وغيره، التي كانت موجودة في فترة الاستعمار”.

ومن الناحية الشكلية والإخراجية، أشاد جمهور المسلسل بالإنتاج الضخم الذي كان واضحًا بكل تفاصيل هذا العمل، إذ بنيت مدينتان على أطراف دمشق تحاكيان دمشق في الأربعينيات.

وجرى التصوير فيهما برؤية المخرج سامر البرقاوي، ومدير تصويره البولندي زبيغنيو ريبتشنسكي، ليقدما العمل في أجمل صورة تشابه أضخم الأعمال الفنية السينمائية العالمية، فيما اعتبره نقّاد عملًا فنيًا ناضجًا من حيث النص والإخراج والتمثيل، بحسب الصحفي جميل ضاهر.

لقطة تجسد دمشق وساحة المرجة التي بنيت وعرضت في “تاج” 2024 -(ET بالعربي)

حلم الاستقلال

ربما كان من أقوى المشاهد، الاحتفال في ساحة المرجة، بالاستقلال وجلاء الاحتلال الفرنسي عن الأراضي السورية في العام 1946، واستحضار لحظة التجلي، للسوريين الذين عاشوا في تلك الحقبة من الزمن، وتقديمها في المسلسل.

عبّر السوريون في مواقع التواصل عن نشوة الانتصار، التي عاشوها مع المشهد مع آمالهم وحلمهم بتحقيق الانتصار والاستقلال، في التاريخ الحالي والتحرر من حالة الاستبداد والقمع السياسي، والظلم في كافة الأصعدة، وتحرير سوريا من الاحتلالات الأجنبية والسلطات غير الشرعية، التي تسيطر على الأرض السورية.

سلّط المسلسل الضوء على صراع درامي عميق بين مفهومي العمالة للمُستعمر والوطنية، عبر الشخصيتين الرئيسيتين “تاج” و”رياض”، مُبرزًا تناقضات المجتمع في تلك الحقبة، والتي أسقطها الجمهور على التناقضات التي تعيشها سوريا في الوقت الحالي.

لقطات من مسلسل “تاج” أثناء الاحتفال بعيد الجلاء – 2024 (ET بالعربي)

“القوتلي” حضور مهيب

أعطى مسرح الاحتفال بساحة المرجة، في المسلسل، وظهور الرئيس السوري الراحل شكري القوتلي، بُعدًا ملحمًيا آسرًا لدى المتلقي، والذي اعتمد على وثائق تاريخية، مرتبطة بتلك الفترة.

كذلك كان الأمر بالنسبة للمشاهد الحية التوثيقية لجنازة الرئيس القوتلي، الذي توفي في بيروت في 30 حزيران 1967 عن عمر ناهز 75 عامًا، إثر تعرضه لذبحة قلبية عند سماعه نبأ سقوط هضبة الجولان في يد إسرائيل.

وأُعيد جثمانه إلى دمشق مجللًا بالعلم السوري، بوساطة من الملك فيصل بن عبد العزيز، وخرجت جنازة شعبية مهيبة له لم تشهد مثلها مدينة دمشق من قبل، والتي صاح خلالها المشيعون: “لا إله إلا الله وشكري بك حبيب الله. الله يرحم شكري بك، الله يرحم سوريا” وصُلي على الرئيس القوتلي، في الجامع الأموي ووُوري الثرى في مقبرة الباب الصغير بدمشق.

مشهد الجنازة في الحلقة الأخيرة أخذ حيزًا من التفاعل، وكانت لمشاهد الرئيس “القوتلي”، أبعد الأثر في التفاعلات تجاه هذه الشخصية في تاريخ سوريا الحديث، خصوصًا مع اعتماد طاقم العمل على تقنية النحت الثلاثي الأبعاد، التي كشف عنها مخرج العمل سامر البرقاوي، لإحياء شخصية القوتلي، وتحقيق المقاربة ما بين الوثيقة وصورة الشخصية في المسلسل.

اللافت، في المسلسل نقل الثقل في شخصية ومنصب “الرئيس”، والعلاقة فيما بينهما، فالمكانة لمواقف “القوتلي” التاريخية، لازالت حاضرة في وجدان السوريين، من بداية نشاطه السياسي حتى توليه السلطة، وصولًا لسبب وفاته إثر سماع نبأ سقوط هضبة الجولان بيد إسرائيل.

تناول “شخصية” بهذه المكانة في مسلسل تاج (القوتلي يعرف عند السوريين باسم أبو الجلاء) يُعّد جديد الطرح في الدراما، وبذلك أبرز المسلسل رمزيات كانت ممنوعة لعقود، خلال فترة حكم حافظ الأسد ونجله بشار الأسد، إذ يتجاوز العمل فكريًّا وفنيًّا ما تعيشه سوريا من مناخ التصحر السياسي، ومقارعة حرية التعبير، والخطوط الحمراء المرسومة مسبقًا عبر الرقابة التي تحكم النتاج الفكري والأدبي، مرورًا بالرقابة الذاتية في عقول وأفكار الكتّاب والقيميين عن الأعمال الفنية، لاسيما المتعلقة بـ”قداسة” هذا المنصب وعدم التطرق إليه سابقًا، وإن كان متعلقًا بتاريخ سوريا.

تشييع الرئيس السوري شكري القوتلي إلى مثواه الأخير بدمشق 30 حزيران 1967 – (ويكبيديا)

استحضار تداول السلطة

فترة الأربعينيات تثبت تاريخيًا مناخًا سياسيًا ديمقراطيًا شهدته سوريا، ومن أبرز الأمثلة على ذلك وثيقة انتقال السلطات الدستورية التي تبادل التوقيع عليها الرئيس السوري هاشم الأتاسي، ورئيس الجمهورية المنتخب شكري القوتلي، وسبقتها موافقة الأتاسي زعيم الكتلة الوطنية على ترشيح القوتلي، والذي فاز بما يشبه الإجماع في 17 من آب 1943 بمنصب رئيس الجمهورية.

هذه الممارسات الديمقراطية تعتبر مفقودة منذ ذلك العهد، ودخول سوريا بعدها في نفق الانقلابات العسكرية، وانعدام الحياة السياسية وتداول السلطة كآلية من آليات التداول السلمي، وكان لإحياء شخصية الرئيس القوتلي في المسلسل أثر في التذكير بتلك المرحلة.

الرئيس السوري شكري القوتلي يلقي خطاب القسم في مجلس الشعب عام 1943- (الموسوعة الدمشقية)

الحق في التظاهر

رصد المسلسل المظاهرات في تلك الفترة وحالة العصيان والإضرابات، إذ كانت الوسيلة التي يستعملها الشارع للتعبير عن غضبه أو شعوره الوطني والصورة التي ركزت على صيغ التغيير.

وبدا ذلك في أحد المشاهد، حين هدد الرئيس القوتلي ضابطًا فرنسيًا بخروج الشعب للتظاهر وإعلان العصيان، ما لم يتم الإفراج عن طلاب جامعة اعتقله الفرنسيون خلال مظاهرة تطالب بانسحاب الفرنسيين من سوريا، ليبدي الآخر تجاوبًا مع هذا التهديد.

وهو ما عكس حالة خشية من صوت الشارع، تشابه ما شهدته سوريا في تاريخها المعاصر، وتحديدًا خلال الثورة السورية التي بدأت في 2011.

مشهد من المسلسل تناول قمع المظاهرات الطلابية التي تخرج من جامعة دمشق، على يد الجنود السنغال المتطوعين في الجيش الفرنسي، وكانوا يسمون آنذاك “الخيالة السنغال”، والذي تداوله السوريون على مواقع التواصل الاجتماعي واستذكار القمع الذي مورس أيضًا من النظام السوري وأدواته الذي استخدمها في قمع الثورة.

مظاهرات في مدينة دمشق ضد الانتداب الفرنسي عام 1945-(موقع التاريخ السوري)

علم الثورة

أيضًا ما لاحظه الجمهور في الحلقات الأولى، غياب علم  استقلال سوريا أو علم الجمهورية السورية الأولى (والذي اُعتمد لأول مرة في عام 1932)، في المشاهد التي يجب أن يظهر فيها هذا العلم، وهو العلم ذاته الذي اعتمده سوريون مع استمرار الحراك الثوري عام 2011، وعرف بعلم الثورة.

تدارك صناع العمل هذه الثغرة لاحقًا، وكان لزامًا عليهم نقل صورة العلم، لمصداقية المشهد في تلك الحقبة التاريخية، والذي اعتبره جمهور الثورة استحقاقًا رمزيًا.

صورة لمتظاهرين في إدلب السورية في الذكرى العاشرة للثورة السورية -(رويترز)

دمشق المدينة المفقودة

كثيرًا ما يتناقل سكان دمشق ومن يعرفها ذكريات عن جمالها في فترة الأربعينيات من القرن الماضي.

وهي الفترة التي شهدت فورة عمرانية وجدت فيها العديد من الأحياء التي تجاوزت أسوار المدينة القديمة التاريخية، لتظهر دمشق الحديثة المشابهة للطراز الأوروبي في أبهى صوره.

مسلسل “تاج”، أظهر ساحة المرجة برمزيتها الكبيرة، لدى السوريين، ومركز المدينة بمحالها التجارية وفنادقها وكازينوهاتها، التي قُدمت بالعمل بأمانة وحرص، ابتداء من الشوارع وتفاصيلها، كترامواي دمشق الذي بقي حتى خمسينيات القرن الماضي، والأبنية العريقة، انتهاءً بالملابس والديكور.

كل هذه الأمكنة التي ذكرت في الروايات، شاهدها الجمهور في المسلسل التي لم يقدمها مسلسل آخر.

أشار الصحفي جميل ضاهر إلى أن “العمل حاول تصدير رسالة سياسية، ضد المستعمر وأهمية التحرر منه، لكنه اليوم يتبادر إلى أذهان المشاهدين أو بعضهم على الأقل، في ضوء الظروف المؤلمة التي يعيشونها في الزمن الحالي، السؤال، وكأنهم يروجون للمستعمر، ماذا لو بقي المستعمر موجودًا؟”.

وأضاف ضاهر، “هنا يتجلى ماكان غائبًا عن قسم من المشاهدين غير المتابعين للتاريخ، ولم يروا هذه الحقبة بل سمعوا عنها لربما، فعندما يشاهدونها عبر المسلسلات تحرض لديهم طرح الأسئلة، ماذا فعلتم بنا أيها الحكام؟ أين كنا وأين أصبحنا؟”.

وقال ضاهر إنه “من المحزن أن يجول بخاطر المشاهد، أن هذا المحتل هو أرحم من الحاكم، وهو ابن الوطن الذي من المفترض، أنه أتى لتحريرنا بل على العكس هو الذي يقمع ويكبل الحريات، ويؤخر ويدمر الحياة والأسس المدنية والذي حول المدينة إلى ريف قاحل، مفتقرة لكل خصائص المدينة، وامتد الجفاف من دمشق إلى بيروت، التي كانت منارة في الحضارة هي الأخرى”.

وأشار ضاهر إلى مدينة القاهرة والتي تعاني أيضًا، فمثلًا “يستطيع المتابع أن يميز بسهولة عبر الأعمال الفنية، وعبر حفلات المطربة (أم كلثوم)، كيف كان جمهور المطربة  قبل (ثورة يوليو) وبعدها، وكيف تبّدل هذا المشهد”.

وبحسب ضاهر، فأمام هذه الأمثلة “يعيد المرء النظر بكل الأفكار التي تبناها بفترة المراهقة، في المفاهيم السياسية والوطنية”.

وتساءل جمهور مسلسل “تاج”، عبر وسائل التواصل الاجتماعي عن دمشق في حقبة الأربعنييات، وقارنوها بدمشق الحالية التي شابها التشويه، والمفتقرة لمقومات العيش الرغيد.

البوستر الترويجي لمسلسل تاج الذي يجسد مدينة دمشق في الأربعينيات – 2024 (شركة الصّباح)

خدمات وفكر ورياضة

تجلّت الحياة بشكلها الذي يبعث على الراحة، وبنيانها الفكري بشكل واضح للمتلقي والناقد على حد سواء في المسلسل.

دمشق الفكر والعمران والخدمات والترفيه والرياضة، فـ”الترامواي” هو وسيلة التنقل العامة في المدينة، ودور السينما تملأها كسينما الشهبندر، التي يملكها “نزيه” الشهبندر أول عارض أفلام سوري، وقدّمه العمل كصديق لـ”تاج”، ومساعدته بتقديم الملابس للتنكر التي يستخدمها في تصوير أفلامه، ومقهى المرجة العريق، و”كازينو الليدو”.

إضافة لحلبة الملاكمة التي جسّدت انتشار تلك الرياضة القادمة، من أوروبا وأمريكا والتي حققت شعبية واحترفها الأبطال و”تاج” بطل المسلسل واحدًا منهم.

كذلك أظهر المسلسل دور الصحافة وإصدار الصحف في تشكيل الرأي العام آنذاك، عبر شخصية الصحفي “سليم” صديق “تاج” المقرب، وأبرز العمل التفاف شرائح المجتمع حول قضاياهم الوطنية بإرادة واحدة.

شخصية الصحفي (سليم) التي جسدها الممثل كفاح الخوص راوي حكاية تاج في المسلسل 2024 – (لقطة شاشة)

تجاوز “تاج” سقف الخطوط الحمر (وإن جرى ذلك بصورة غير مباشرة) الذي رسمته سلطة النظام السوري عبر العقود الماضية في الأعمال الفنية وفي مناحي الحياة ككل، وعزا بعض النقاد ذلك إلى أن ذلك يعود إلى إنتاج العمل من قبل شركة لبنانية.

هذا التجاوز سبق بقليل مرسوم أقره رئيس النظام، بشار الأسد، في 23 من نيسان الحالي، بإحداث “اللجنة الوطنية للدراما” ضمن مرسوم إحداث وزارة إعلام جديدة، والتي من مهامها وضع السياسات العامة للإنتاج الدرامي والأفلام الوثائقية والتلفزيونية السينمائية، بالتعاون والتنسيق مع الجهات المعنية، بالإضافة إلى تلقي النصوص والأعمال الدرامية الواردة إلى الوزارة والمراد إنتاجها أو بيعها أو تصديرها، مايشير إلى المزيد من الضبط للأعمال الفنية، ضمن خطوط مسبقة مرسومة من قبل السلطة.

ويعني ذلك تقييدها إثر الجرأة التي لمسها الجمهور في أعمال أنتجت مؤخرًا، منها مسلسل “ابتسم أيها الجنرال” في الموسم الرمضاني السابق، من تأليف الكاتب سامر رضوان وإخراج عروة محمد وبطولة الفنان مكسيم خليل، ولو أن المسلسل أنتج خارج سوريا، وغلب على أبطال العمل توجهاتهم السياسية المعارضة.

يدفع الحديث عن فترة الأربعينيات ومسألة الجلاء في سوريا وإعادة تقديمها بطابع درامي السوريون للتفكير بأين هي سوريا اليوم، بوجوهها السياسية والاجتماعية والاقتصادية، من كل ما عرض في مسلسل “تاج”، أين هم السوريون المتضامنون تجارًا وصناعًا وطلابًا وصحفيين، في وجه كل المظالم في الشام؟

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة