محمد قجة يرحل تاركًا إرثًا من الأدب والأبحاث
نعى سوريون بمختلف أطيافهم اليوم، الأربعاء 17 من نيسان، الأديب والباحث والموسوعي، الدكتور محمد قجة، الذي توفي عن عمر ناهز الـ85 عامًا.
كما نعت وزارة الثقافة السورية، قجة الذي ترك وراءه إرثًا أدبيًا وفكريًا ضخمًا في الترجمة والمسرح والتاريخ، ومجالات أخرى.
محمد حسن قجة من مواليد محافظة حلب، شمالي سوريا، لأسرة ذات مكانة اجتماعية عريقة، أقامت في الأحياء القديمة من حلب لعشرات السنوات.
تقلّد قجة العديد من المراكز وتولى الكثير من المهام الثقافية في مسيرته العلمية والعملية، ومن أبرز هذه المهام وأكثرها ارتباطًا بذاكرة الناس، الاحتفالية التي أقيمت عام 2006، بعنوان “حلب عاصمة الثقافة الإسلامية”، وكان محمد قجة حينها أمينًا عامًا للاحتفالية.
ومنذ عام 1994، يترأس مجلس إدارة “جمعية العاديات” السورية للتراث والآثار، وكان رئيسًا للجنة التسجيل الوطني للتراث الثقافي السوري في 2009، أي قبل عام واحد من تعيينه مستشارًا لمنظمة “الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة” (اليونسكو) في سوريا لشؤون التراث غير المادي، كما منح محمد قجة المجالين، الإعلامي والتربوي، 30 عامًا من حياته (1960- 1990).
نشاط فكري مكثف
حالة النشاط الفكري والثقافي والإبداعي الكثيفة للرجل الأديب، لم تبعده عن الناس ومخاطبتهم، ولم تضع حاجزًا من النص والمتلقي، فتماشى مع حداثة الطرح، ولم يتوقف عند المكتوب.
وإلى جانب المحاضرات والندوات والمؤتمرات الكثيفة التي شارك بها أو قدمها، أجرى أيضًا الكثير من اللقاءات التلفزيونية، والإذاعية، والمقابلات، وقدّم قبل عامين سلسلة مصورة في التاريخ والفكر وأدب السيرة، افتتحها بـ”حلب ما قل التاريخ حتى الفترة الفارسية الإخمينية”.
محمد قجة حاصل على إجازة في اللغة العربية، وأتم الدراسات العليا في تاريخ الأندلس وبلاد الشام في جامعة الجزائر.
أنجز 22 كتابًا مطبوعًا تناولت أعلامًا من التاريخ العربي، والتاريخ العربي الإسلامي، ووضعت عدسة مكبّرة فوق الأندلس وحلب ودمشق، وصوّرت بالكلمة وحدها معاركًا وملاحم خاضها العرب والمسملون في مراحل من تاريخهم.
كما اشترك بنحو 12 كتابًا آخرين مع مؤلفين، وأنجزوا بالشراكة بحثًا عميقًا في الحضارة العربية والإسلامية والعصر النبوي، وتاريخ الحضارات القديمة، ومجالات أخرى.
ووفق ما يذكره اتحاد الكتاب العرب عن محمد قجة، فإن سبعة كتب قيد التأليف لم يسعف الوقت لإكمالها، ومنها “الموسوعة الأندلسية” التي تأتي في أربعة مجلدات، ويشترك بها، بالإضافة إلى مجموعة شعرية ومقالات في الشؤون الفكرية والتاريخية والسياسية، كما قدّم الأديب والباحث إشرافًا على الإعداد، ومشاركة في التأليف لنحو 16 كتابًا آخرين.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :