قالت القيادة المركزية الأمريكية (سينتكوم)، إنها اعترضت خلال اليومين الماضيين أكثر من 80 طائرة مسيّرة وستة صواريخ باليستية أطلقتها إيران وميليشيات مدعومة من قبلها نحو إسرائيل.
وأضافت عبر منصة “إكس” اليوم، الاثنين 15 من نيسان، أنها تمكنت من تحديد واعتراض الصواريخ والطائرات التي أطلقت من إيران واليمن، بدعم من المدمرات التابعة للقيادة الأوروبية- الأمريكية.
وفي اليمن، قالت واشنطن إنها دمرت صاروخًا باليستيًا (طويل المدى) بالإضافة إلى سبع طائرات دون طيار قبل إطلاقها، داخل الأراضي التي تسيطر عليها ميليشيا “أنصار الله” (الحوثيون) المدعومة من إيران.
ونوّهت “سينتكوم” إلى أن استمرار سلوك إيران غير المسبوق الذي وصفته بـ”الخبيث والمتهور” يعرّض الاستقرار الإقليمي وسلامة القوات الأمريكية وقوات التحالف للخطر.
وأضافت أن القيادة المركزية الأمريكية تحافظ على وضع يسمح لها بدعم الدفاع الإسرائيلي ضد هذه الأعمال “الخطيرة” التي تنفذها إيران.
من جانبه، قال سفير وممثل إيران في الأمم المتحدة، إن العملية العسكرية التي نفذتها بلاده ضد إسرائيل “تتماشى تمامًا مع ممارسة حقها الأصيل في الدفاع عن النفس بموجب المادة 51 من ميثاق الأمم المتحدة والمعترف بها في القانون الدولي، وكان ردها ضروريًا ومتناسبًا”، بحسب ما نقلته وكالة “إرنا” الإيرانية.
وأضاف أن أي هجوم إسرائيلي جديد سيلاقى برد “أكثر قوة وحزمًا”.
وفي 13 و14 من نيسان الحالي، أطلقت إيران طائرات مسيّرة مذخرة باتجاه أهداف إسرائيلية، ردًا على القصف الإسرائيلي الذي استهدف القنصلية الإيرانية في العاصمة السورية دمشق مطلع الشهر نفسه.
وقال الناطق باسم الجيش الإسرائيلي، دانيئل هغاري، حينها، إن إيران أطلقت في المجمل أكثر من 300 قذيفة على إسرائيل، منها 170 طائرة مسيرة، و30 صاروخ كروز، و120 صاروخًا باليستيًا، وتمكن الجيش الإسرائيلي من اعتراض 99% منها.
البعثة الإيرانية في الأمم المتحدة قالت عبر “إكس”، إن العمل العسكري الإيراني الذي نفذ بناء على المادة “51” من ميثاق الأمم المتحدة المتعلقة بالدفاع المشروع، كان ردًا على القصف الإسرائيلي في دمشق.
اعتُرضت في سوريا
بيما لم يحدد الإعلان الرسمي الأمريكي مكان اعتراض الصواريخ، نقلت وكالة “رويترز” عن مصدرين بالمخابرات الغربية لم تسمّهما أن معظم المسيّرات الإيرانية التي حلقت فوق المجال الجوي السوري أسقطتها طائرات إسرائيلية وأمريكية قبل أن تصل إلى أهدافها في إسرائيل.
وأضافت نقلًا عن تلك المصادر أن الاعتراضات الجوية أسقطت عشرات الصواريخ والطائرات المسيرة فوق الجنوب السوري، وتحديدًا بمحافظة درعا ومرتفعات الجولان السورية، وعدة مواقع شرقي سوريا على طول الحدود مع العراق.
أحد المصادر قال لـ”رويترز”، إن الدفاعات الجوية الأمريكية تعمل انطلاقًا من القاعدة الأمريكية في التنف شرقي حمص، وكذلك على طول الحدود الأردنية وفي شرقي سوريا، حيث تحتفظ واشنطن بمئات الجنود في عدة قواعد عسكرية.
ومع انتهاء الرد الإيراني دون أضرار، نقلت “رويترز” عن مسؤولين أن الرئيس الأمريكي، جو بايدن، حذر رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، من أن الولايات المتحدة لن تشارك في هجوم مضاد على إيران، وهو خيار تفضله حكومة نتنياهو الحربية بعد الهجوم الذي استهدفها، بحسب الوكالة.
ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) بيانًا صدر عن “الحرس الثوري الإيراني” ليلة الهجوم، قال فيه إن الصواريخ التي أطلقها استهدفت العديد من المواقع، ومن ضمنها قاعدة “نيفاتيم” الجوية جنوبي إسرائبل.
وأوضح أن هذه القاعدة تقع في منطقة صحراء النقب بالقرب من مدينة بئر السبع، ويبلغ طول مدرجها 3400 متر، وتعد القاعدة الرئيسة لطائرات “F-35”.
النظام السوري يستغل المناسبة
عقب ساعات على الهجوم الإيراني نحو إسرائيل، حمل مندوب سوريا الدائم لدى الأمم المتحدة، قصي الضحاك، إسرائيل وأمريكا المسؤولية الكاملة عن أي تصعيد إضافي في المنطقة، بحسب ما نقلته الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا).
وأضاف أن أي تصعيد يمكن أن يهدد السلم والأمن، مشيرًا إلى أن الوقت حان لـ”تحرك جاد” تراجع فيه الدول الغربية سياساتها “الهدّامة” تجاه المنطقة، وتبادر لوقف الحرب الإسرائيلية على غزة، وتنهي الوجود العسكري غير الشرقي للقوات الأمريكية في سوريا.
الضحاك أضاف خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي، الأحد، أن “ما شهدته المنطقة هو نتيجة طبيعية وحتمية لأعمال عدوان متكررة وانتهاكات جسيمة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة ارتكبتها سلطات الاحتلال الإسرائيلي على أراضٍ سورية ودول أخرى مستفيدة في ذلك من الدعم الذي وفرته لها الإدارة الأمريكية في هذا المجلس وخارجه”.
المندوب السوري قال أيضًا إن المادة “51” من ميثاق الأمم المتحدة تكفل حقًا أساسيًا للجميع بالدفاع عن النفس، مشيرًا إلى أن أمريكا وبريطانيا وفرنسا شنت “أعمال عدوان” متكررة على سوريا، استنادًا لتفسير “مشوّه” لتلك المادة.