تكرر ظهور رئيس النظام السوري، بشار الأسد، خلال الأيام الماضية خلال فترة عيد الفطر، بالتزامن مع حديث مكثف حول احتمالية رد إيران على إسرائيل بعد قصفها لمبنى ملاصق لمبنى القنصلية الإيرانية بدمشق مطلع نيسان الحالي.
وبظهور عائلي ظهر الأسد مع زوجته وأولاده في شوارع دمشق القديمة، في 12 من نيسان، دون ذكر تفاصيل إضافية حول المكان الذي زاره الأسد بالتحديد هناك، حاول الأسد إيصال موقف لا مبالٍ من التهديدات المستمرة بين طهران وتل أبيب على الأرض السورية.
واكتفت زوجة رئيس النظام، أسماء الأسد، بمشاركة صورة عبر حسابها الشخصي في “انستجرام” عنونت بـ”وقت العائلة في دمشق القديمة”.
كما ظهر الأسد وزوجته في أول أيام عيد الفطر عبر تسجيل مصور مع أطفال “جمعية المبرة النسائية” و”بيوت لحن الحياة”، تضمن مشاهد متعددة ظهرا فيها يلعبان مع الأطفال.
كما أدى الأسد، صلاة عيد الفطر في جامع “التقوى” بالعاصمة دمشق، في 10 من نيسان.
ورافق الأسد كل من رئيس حكومته، حسين عرنوس، والأمين القطري المساعد لحزب “البعث”، هلال الهلال، ووزير الأوقاف، عبد الستار السيد، ومسؤولون حكوميون وحزبيون وبرلمانيون.
وجرت الصلاة بإمامة أحمد محمد عدنان الأفيوني، عضو المجلس العلمي الفقهي في وزارة الأوقاف، ثم استمع الأسد إلى خطبة استمرت نحو عشر دقائق، وطغى عليها الخطاب السياسي منذ بدايتها،
وفي آواخر أيام رمضان، حضر الأسد وزوجته إفطارًا جماعيًا شعبيًا في محافظة طرطوس.
خلال الفعاليات الأخيرة التي حضرها الأسد، لم يدل بأي تصريح، بينما حمل ظهوره رسائل للشارع بمشاركته الصامتة لطقوس رمضان والعيد الشعبية.
يأتي الظهور المتكرر غير المسبوق للأسد وعائلته، في وقت تكثر فيه التنبؤات حول اقتراب موعد الرد الإيراني على القصف الإسرائيلي لأهداف إيرانية في دمشق.
وفجر الجمعة، قالت وكالة “رويترز” إن إسرائيل انتظرت بتوتر هجومًا من جانب إيران أو وكلائها مع تزايد التحذيرات من الانتقام لمقتل ضابط كبير في السفارة الإيرانية في دمشق الأسبوع الماضي.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قصف، في 1 من نيسان، موقعًا ملاصقًا للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، ما أسفر عن مقتل عدد من كبار ضباط “فيلق القدس” التابع لـ”الحرس الثوري الإيراني”، منهم محمد رضا زاهدي مسؤول ملفي سوريا ولبنان.
وضمن ملف خاص نشر قبل أيام، ناقشت عنب بلدي مع خبراء ومحللين سياسيين مطلعين، جوانب التصعيد الإسرائيلي ومستقبله، واحتمالية الرد عليه وأشكال هذا الرد، في حال حدوثه، إلى جانب الموقف الروسي القريب من طهران ودمشق، بينما عين موسكو على تفاهمات مع تل أبيب.
اقرأ أيضًا: دمشق.. ما بعد القنصلية
وفي الوقت الذي تتوعد به طهران بالرد والانتقام من مقتل قيادييها وتدمير قنصليتها، تنفي واشنطن علمها المسبق ومسؤوليتها عن العملية، في حين تعزز إسرائيل احتياطاتها للتعامل مع الرد.