بأدوات متواضعة.. ألعاب تخلق بهجة العيد لأطفال إدلب
شهدت أيام عيد الفطر في مدينة إدلب شمالي سوريا ابتكارات جديدة وتطوير لبعض المعدات والأدوات البدائية من قبل بعض الأشخاص، لصنع ألعاب وبدائل لترفيه الأطفال، وتحقيق دخل مادي.
وباتت خيارات أماكن الترفيه بالنسبة للأعياد الشعبية في مدينة إدلب ضيقة خلال السنوات الماضية، إذ صارت الملاهي الخاصة مكلفة ومرهقة للأهالي.
عدّل مراد عربته ذات العجلات الثلاث، وأضاف إليها قطعًا حديدية (مقطورات) لتصبح كالقطار بسعة 30 راكبًا، ووضعها في ساحة شعبية بإدلب خلال أيام عيد الفطر (10 و11 و12 من نيسان الحالي)، أملًا بتحقيق مردود مادي، بعد أن كلّفه تعديل العربة 350 دولارًا أمريكيًا (الدولار نحو 33 ليرة تركية).
وكان مراد بكور (26 عامًا) يعمل في نقل الخضار على عربته من سوق “الهال” إلى الباعة في مدينة إدلب، لكنه أراد استغلال فترة العيد، بمنح الأطفال ركوب العربة مقابل خمس ليرات تركية، وبدون أجرة للأطفال الذين لا يملكون مالًا.
من جانبه، ابتكر محمد العلاء وهو ميكانيكي سيارات، عربات من براميل الوقود الفارغة ووصلها بدراجته النارية، وأضاف إليها بعض الزينة والتحسينات ليعمل عليها في العيد.
وقال محمد لعنب بلدي إنه صممها شبيهة بالألعاب الموجودة في مدينة الملاهي، وكل مقطورة تتسع لثلاثة أطفال، ويأخذ ليرة تركية أو ليرتين أجرة ركوبها.
وتنتشر في إدلب العديد من الساحات الشعبية التي وضع بها بعض الأشخاص ألعابًا، كالأراجيح والعربات والأحصنة بهدف تحقيق دخل مادي.
يعمل وائل حياني (37 عامًا) في ساحات الأعياد الشعبية منذ 20 عامًا، ولديه دراجة تشبه السيارة وتتسع لعشرة أطفال، وتعمل بالمجهود البدني عبر جرّها.
ويعمل وائل في التمديدات الصحية، لكنه ينتظر فترة الأعياد للعمل على عربته، ويركب الأطفال على العربة لدورة واحدة طولها 300 متر، مشيرًا إلى أنه يجني في اليوم الواحد 400 ليرة تركية.
أقل تكلفة
يقبل الأهالي على ساحات الأعياد الشعبية بكثرة، بعد أن باتت خيارهم الوحيد في ظل ارتفاع أجور الألعاب في مدن الملاهي المنتشر في إدلب.
مالك الحسين (38 عامًا) مهجر يقيم في مدينة إدلب وأب لثلاثة أطفال، قال لعنب بلدي إن ارتفاع تكاليف الألعاب في الملاهي، دفعه إلى الساحات العامة لأن تكلفتها أقل.
وبحسب مالك، فإن كلفة ركوب الألعاب في الملاهي تتراوح من 10 إلى 20 ليرة تركية حسب اللعبة، مضيفًا أن تكاليف ركوب أبنائه الثلاثة في الملاهي تقارب 300 ليرة تركية، وهو مبلغ كبير.
في حين تبلغ أجور الألعاب في ساحات الأعياد الشعبية خمس ليرات تركية، ويقبل أصحاب الألعاب بركوب عدة أطفال بأجرة طفل واحد، كما أنهم لا يأخذون من الأطفال الذين لا يملكون مالًا.
وفي الشمال السوري، تصل أجرة العامل يوميًا في أحسن الأحوال إلى 100 ليرة تركية (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، بينما وصل حد الفقر المعترف به إلى 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.
ويسكن شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، منهم 4.1 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن 5.5 إلى 6 ملايين شخص.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :