قال وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، “نحن لا نحرض على السوريين، واللبناني أبعد ما يكون عن العنصرية”، لكنه ربط حماية اللاجئين بوجودهم بشكل شرعي في بلاده.
وأضاف مولوي في حديثه إلى قناة “الحدث“، أن السلطات اللبنانية تدعو إلى تطبيق القانون، وأنه يوجد في لبنان نحو مليوني سوري، ولبنان عدد مواطنيه نحو أربعة ملايين فقط.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن أكثرية السوريين في لبنان إقاماتهم غير شرعية، ولا يملكون إقامات صادرة عن الأمن العام، وعملهم متفلت عن القوانين التي تسمح لهم بالعمل بمهن معينة في لبنان.
ودعا مولوي لتطبيق القوانين اللبنانية على جميع المقيمين في لبنان، دون اعتبار ذلك تحريضًا أو إثارة للفتن، معتبرًا أن اللبنانيين يريدون تطبيق القانون على الأرض اللبنانية، ولا يريدون الاعتداء على المواطنين السوريين، فلبنان ملتزم بحقوق الإنسان، والسلطات اللبنانية تحمي كل الموجودين على الأراضي اللبنانية بطريقة شرعية، وفق قوله.
وتابع الوزير اللبناني أن الحماية تنطلق من شرعية الإقامة على الأراضي اللبنانية، داعيًا كل اللبنانيين إلى التهدئة الجدية وعدم الانجرار خلف الفتن.
دعوات التهدئة من قبل مولوي سبقتها تصريحات لا تصب في السياق ذاته، حين قال خلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي اللبناني، إن 35% من الموقوفين في السجون اللبنانية سوريون.
وتتصاعد في لبنان، منذ أيام، موجة اعتداءات على اللاجئين السوريين، ومطالبات بإخلائهم المنازل التي يقيمون بها والمحال التي يستأجرونها في بعض المناطق اللبنانية، على خلفية مقتل المنسق في حزب “القوات اللبنانية”، باسكال سليمان.
“القوات اللبنانية” تستنكر
من جانبه، أصدر حزب “القوات اللبنانية” بيانًا استنكرت عبره ما وصفتها بالتعديات الهمجية التي يتعرض لها بعض اللاجئين السوريين في لبنان.
وجاء في البيان أن “القوات اللبنانية” نادت وما زالت بوجوب عودة اللاجئين السوريين إلى ديارهم، سيما أن الأمن في سوريا استتب، وبإمكان جماعة النظام ومعارضيهم العودة إلى المناطق العائدة للنظام والمعارضة، وبالتالي لا حجة إطلاقًا لاستمرارهم في لبنان، وفق نص البيان.
وتابع أن المطالبة بعودة اللاجئين إلى ديارهم شيئ والتصرف بحقد وهمجية شيئ آخر مختلف تمامًا، وهذه التصرفات والممارسات على الأرض مرفوضة من جهة، ومريبة في الشكل والمضمون والتوقيت من جهة أخرى.
وبعد اتهام الجيش اللبناني لسوريين ألقى القبض عليهم على خلفية مقتل باسكال سليمان، دعت “الجماعة الإسلامية” (إحدى القوى السياسية السنية في لبنان وتأسست منذ ستينيات القرن الماضي)، إلى التحلي بالصبر والحكمة وعدم الانجرار إلى فعل وردود فعل غير محسوبة حفاظًا على لبنان وقطعًا للطريق على كل صاحب نية سوء.
كما دعا رئيس المكتب السياسي لـ”الجماعة الإسلامية” في لبنان، علي أبو ياسين، إلى عدم الانجرار إلى ردود الفعل والاعتداء على الآمنين من النازحين السوريين، معتبرًا ذلك جريمة لا تقل خطرًا بمآلاتها ومفاعلها عن الجريمة السابقة.
محاولات إشعال فتنة
المحامي اللبناني في القانون الجنائي الدولي، والرئيس التنفيذي لمنتدى الشرق الأوسط للسياسات والدرسات المستقبلية، نبيل الحلبي، اتهم عبر “إكس” ما وصفها بـ”غرف أمنية سوداء معروفة التوجه” بالعمل على إشعال الفتنة بين التيارات المسيحية السيادية، وبين اللاجئين السوريين، على خلفية الاعتداءات المتنقلة التي طالت مواطنين سوريين.
والغرض وفق الحلبي، تحوير البوصلة والأنظار عن منفذي جريمة اغتيال باسكال سليمان الحقيقيين، مشيرًا لوجود مساعٍ خبيثة بهذا الاتجاه من أدواتها، نشر تسجيلات مصورة لاعتداءات قديمة على السوريين، إلى جانب اعتداءات جديدة تحصل فعلًا دون معرفة هوية مرتكبيها، وأعمال تحريض وتهديد مباشر من مجهولين ادّعوا أنهم من حزب “القوات اللبنانية”، وآخرون ينتمون إلى تيار غوغائي شريك “حزب الله” في تدمير لبنان، بحسب تعبيره.
اقرأ المزيد: موجة اعتداءات ضد سوريين في لبنان.. المعارضة تنتقد والنظام صامت