تداول ناشطون عبر وسائل التواصل الاجتماعي تسجيلًا مصورًا لمجموعة مواطنين لبنانيين يطالبون اللاجئين السوريين بإخلاء إحدى المناطق التي يقيمون بها في لبنان.
وبحسب التسجيل، فإن لبنانيين يستقلون دراجات نارية، طالبوا عبر مكبرات الصوت اللاجئين السوريين في منطقة برج حمود بإخلاء المحال التجارية والمنازل قبل يوم الجمعة المقبل.
القوات اللبنانية في برج حمود ينادون لجميع السوريين بإخلاء محلاتهم قبل نهار الجمعة #لبنان pic.twitter.com/uOMKXZXKD9
— | Nader Alatrash | (@N_Alatrash) April 10, 2024
بالتزامن مع ذلك، جرى تداول صور تظهر منشورات ورقية ملصقة على الجدران، تدعو كل سوري في منطقة الأشرفية، في بيروت، والرميل والصيفي، لمغادرة المنطقة قبل يوم الجمعة أيضًا، كأقصى مهلة، وعدم العودة نهائيًا، “تفادئًا لما ستؤول إليه الأمور من غضب وعنف وتفلّت أمني، في ظل غياب الدولة التام، وعدم ممارسة الأجهزة الأمنية والبلديات مهامها وواجباتها بحماية المواطنين اللبنانيين”.
في الوقت نفسه، جرى تداول تسجيلات مصورة تظهر حالات اعتداء على لاجئين سوريين في لبنان، منها ضرب عامل سوري في منطقة طبرجا.
وتأتي أعمال العنف هذه على خلفية مقتل المنسق في حزب “القوات اللبنانية” باسكال سليمان، بعد نحو 24 ساعة على اختطافه، وصدور بيان عن الجيش اللبناني، يتهم سوريين بالمشاركة في عملية الخطف بحجة سرقة سيارة باسكال سليمان، في الوقت الذي شكك به لبنانيون بصحّة هذه الرواية، مشيرين إلى أطراف أخرى مؤثرة على الأرض، على صلة مباشرة بالقضية.
الائتلاف يدين.. النظام لم يعلّق
أصدر “الائتلاف الوطني لقوى الثورة والمعارضة السورية“، أمس الأربعاء، بيانًا أدان اغتيال منسق “القوات اللبنانية”.
وطالب الجهات المسؤولة في الحكومة اللبنانية بضرورة الكشف عن المرتكبين الحقيقيين لهذه الجريمة المستنكرة والجهات التي خططت لها ونفذتها، والتي تسعى لزعزعة أمن واستقرار لبنان، وإشغال الرأي العام عن القضايا الأساسية ومنفذيها الحقيقيين، عن طريق اصطناع الفتن وحملات الكراهية والتحريض ضج الأبرياء من اللاجئين السوريين.
كما أدان ما وصفها بـ”الموجة الخطيرة” من الاعتداءات والانتهاكات والاعتقالات التعسفية وإساءة المعاملة التي طالت اللاجئين السوريين المهجرين بسبب جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها نظام الأسد و”حزب الله” اللبناني، وفق البيان.
كعادته، لم يعلّق النظام السوري على الأحداث التي يتعرض لها اللاجئون في لبنان، كما لم تعلّق أيضًا السلطات اللبنانية على ذلك.
رئيس حزب “التوحيد العربي” اللبناني، وئام وهاب، انتقد صمت السلطات اللبنانية عن الانتهاكات بحق اللاجئين السوريين.
وقال عبر “إكس“، أمس الأربعاء، “وزير الداخلية اللبناني ألم تصله الفيديوهات عن الاعتداءات التي تنفذ بحق السوريين، والخالية من الإنسانية والأخلاق والشرف والشهامة”.
وتابع وهاب، “أدعو دول الاتحاد الأوروبي لوضع عقوبات على هذا الوزير لتخاذله وعدم قيامه بواجب حماية الأبرياء”.
وكان وزير الداخلية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية، بسام مولوي، دعا إلى الحد من الوجود السوري في لبنان، مؤكدًا ضرورة التشدد في تطبيق القوانين اللبنانية على اللاجئين السوريين.
وخلال اجتماع استثنائي لمجلس الأمن المركزي اللبناني في 9 من نيسان، قال مولوي إن نسبة الموقوفين السوريين في السجون اللبنانية بلغت 35% تقريبًا، وفق ما نقلته وسائل إعلام لبنانية، منها قناة “MTV”.
وأكد أن موضوع الوجود السوري بهذه الطريقة “غير مقبول” ولا يتحمله لبنان، وينبغي الحد منه بطريقة واضحة، وأن لبنان لن يقبل ببقاء السوريين على أراضيه مقابل مكاسب مالية.
وردًا على تصريحات وزير المهجرين اللبناني، عصام شرف الدين، التي تحدث فيها عن وجود 20 ألف مسلح داخل المخيمات، قال مولوي، “لا أعلم إذا قام بعدهم، ولدى القوى الأمنية جميع المعلومات فيما يخص المخيمات”.
اقرأ المزيد: وزير الداخلية اللبناني يدعو للحد من وجود السوريين