اعتاد السكان في مدينة درعا جنوبي سوريا على شراء الحلويات الجاهزة كالسكاكر والشوكولا و”البيتوفور” وغيرها من معمول وغريبة وبرازق لتقديمها خلال أيام العيد.
إلى جانب الجاهزة، درجت العادة في درعا على صناعة الكعك وخبز القالب والمعمول في المنزل، وهي طقوس العيد لدى معظم العائلات.
وشهدت أسعار الحلويات الجاهزة ارتفاعًا، وسط إقبال وصفه باعة بالضعيف مقارنة بتحضيرات الأعياد السابقة، وأرجعوا السبب إلى غلاء تكاليف الإنتاج، والكلفة التشغيلية من أجور الشحن والعمال والمحال والكهرباء.
مقارنة بعيد الفطر عام 2023، وصل سعر كيلو السكاكر المغلفة إلى 50 ألف ليرة سورية بعد أن كان 25 ألفًا، و130 ألف ليرة لكيلو الشوكولا بعد أن كان 65 ألفًا، و100 ألف ليرة لكيلو البرازق بعد أن كان 40 ألفًا.
تقليل الكميات
اقتصر شراء (هيام 40 عامًا) وهي من سكان مدينة طفس، على نصف كيلو لكل نوع من الشوكولا، والسكاكر، والبرازق، وقالت إن الأهم وجود طبق حلويات يسد الحاجة لمعايدة الضيوف.
بينما لجأت فوزية (43 عامًا) وهي من سكان تل شهاب لشراء الحلويات الجاهزة من “البسطات” بسعر أقل من المحال، ودفعت مقابل كيلو الشوكولا 75 ألف ليرة، وكيلو السكاكر 30 ألفًا.
واستفادت مريم (55 عامًا) من حوالة ابنها المغترب، لشراء الحلويات من أصناف فاخرة وبكميات تكفي للضيافة ولأسرتها المؤلفة من أربعة أشخاص.
حلويات منزلية
تصنع بعض العائلات الحلويات المنزلية وهو طقس يرافق الأسر الحورانية منذ عقود، ومنها تحضير الكعك المدوّر المحشو بالتمر أو الراحة، في حين يعتبر خبز القالب المكون الرئيس لدى معظم العائلات (يرتبط بصباح العيد، وتصنعه النساء في صباح اليوم الأول من العيد).
اقرأ أيضًا: “خبز القالب”.. نكهة متوارثة للعيد في درعا
واعتبر سعيد المحمد (45 عامًا) وهو من سكان مدينة طفس، أن نكهة وطقوس صنع هذه الحلويات بالمنزل تعطي للعيد بهجة، كما أنها تضاهي أنواع الحلويات الفاخرة، قائلًا إن اجتماع النساء للتعاون في صنعها، يخلق طقوسًا مبهجة وشعورًا بالعيد.
وفي 28 من آذار الماضي، قال رئيس جمعية حرفي الحلويات بدمشق بسام قلعجي، إن تكلفة صنع كيلو واحد من المعمول المحشي بالفستق الحلبي منزليًا، تصل إلى نحو 150 ألف ليرة، في حال اعتمدت ربة المنزل على وضع الحد الأدنى من المكونات وخفّضت كمية الحشوة إلى الربع مثلًا.
وأضاف أن متوسط سعر كيلو الفستق الحلبي يصل إلى 400 ألف ليرة، وكيلو الطحين إلى 10 آلاف ليرة، وكيلو السكر إلى 16 ألف ليرة، وكيلو السمن النباتي إلى 40 ألف ليرة، وكيلو السمن الحيواني إلى 200 ألف ليرة، علمًا أن أغلبية الأسر استعاضت عنه بالسمن النباتي.
ويعيش السكان في مناطق سيطرة النظام السوري واقعًا اقتصاديًا مترديًا في ظل تدني للقدرة الشرائية بعد تدهور العملة السورية مقابل العملات الأجنبية.
ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة، ويعادل الدولار الأمريكي 13850 ليرة سورية.
وقبل بداية شهر رمضان في 11 من آذار الحالي، ارتفع متوسط تكاليف المعيشة لأسرة سورية مؤلفة من خمسة أفراد، إلى نحو 12.5 مليون ليرة سورية، بينما وصل الحد الأدنى إلى 7.8 مليون ليرة سورية.