اجتماع الفصائل السورية في أنقرة.. القصة الكاملة

  • 2016/03/15
  • 4:31 م

تناقلت وسائل إعلام محلية ودولية أنباء عن اجتماعٍ لقادة فصائل الثورة السورية في العاصمة التركية أنقرة، تهدف لتشكيل “جسم عسكري موحد”، تزامنًا مع أوامر الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قواته بالانحساب من سوريا.

“قيادة عسكرية عليا”

وقال العميد أحمد بري، رئيس هيئة أركان الجيش السوري الحر، إن عددًا من قادة المعارضة السورية سيجتمعون في أنقرة، اليوم الثلاثاء، سعيًا لتشكيل “قيادة عسكرية عليا”.

وأضاف بري، في اتصال مع قناة الجزيرة صباح اليوم، أن قادة الفصائل المعارضة عقدوا اجتماعًا في اسطنبول قبل عشرة أيام واتفقوا على انتداب قادة ثلاثة فصائل عن كل محافظة، وذلك إلى جانب قادة الفصائل الكبرى وهي جيش الإسلام وحركة أحرار الشام الإسلامية وفيلق الشام، بحيث تشكل الفصائل البالغ عددها 36 فصيلًا مجمل قوات المعارضة المسلحة، على أن يجتمع هؤلاء القادة اليوم في أنقرة.

وأكد أن الاجتماع المقرر في أنقرة سيفضي إلى تجديد “التأييد الكامل” من قبل المعارضة المسلحة للوفد المفاوض في جنيف، وأنه سيتم الاتفاق على “تشكيل قيادة عسكرية عليا وغرفة عمليات موحدة”.

سلسلة اجتماعات في أنقرة

لكن مصدرًا مطلعًا (رفض كشف اسمه) أفاد عنب بلدي أن تسريب إعلان الاجتماع أمس تمّ تهويله لغايات عند بعض المجتمعين، موضحًا أنه “جزء من سلسلة اجتماعاتٍ تعقد في أنقرة منذ مؤتمر الرياض كانون الأول 2015.

وتهدف الاجتماعات إلى ترشيح عددٍ من قادة الفصائل للتواصل مع الهيئة العليا للتفاوض، المنبثقة عن المؤتمر، خصوصًا وأن عددًا من هذه الفصائل لم تكن ممثلة في الهيئة، بينما سبّب تعدادها وتشتتها عرقلةً في التواصل والتنسيق مع منسقها العام، رياض حجاب.

الدكتور رياض حجاب اجتمع حينها مع قادة الفصائل وممثليها، تزامنًا مع تقدم قوات “سوريا الديموقراطية” شمال حلب، ما جعل مجموعاتٍ وفصائل تحاول الاستفادة من الطرح لتتصدر المشهد وتعود إلى دائرة التأثير، بحسب المصدر.

شكّل الاجتماع الأول لجنة تدرس الطريقة الأفضل لبناء تنسيقٍ عسكري بين فصائل الشمال والجنوب والهيئة العليا للمفاوضات، لكن اللجنة فاجأت المجتمعين باقتراح “غرفة عمليات بين الفصائل”، الأمر الذي رفضه المجتمعون لأنه ليس هذا هو الهدف من اللجنة، وغرفة العمليات توفّر تنسيقًا عسكريًا على الأرض ولا تقدّم ممثلين للتشاور.

اقتراحات “مرفوضة”

بدوره، رفض الدكتور رياض حجاب، المقترح أيضًا، وطلب من اللجنة التي يرأسها، المعارض، هيثم رحمة، وهو عضو الائتلاف المعارض وله دور سابق في المبادرات الهادفة إلى توحيد الفصائل.

فوجئ المجتمعون مرة أخرى بطرح جديد، بحسب المصدر، وهو “جسم عسكري وهيئة أركان”، واستغلت اللجنة غياب رياض حجاب، لصالح التصويت على هذا المشروع، لكن الفصائل لم توافق والقضية تحولت إلى “مستفيدين من مقاعد هذا الجسم العسكري، من فصائل صغيرة تحاول بموجب علاقاتها وتحزباتها تصدر الواجهة والحصول على حصص أكبر”.

“المستفيدون”، بحسب توصيف المصدر، “سربوا الموضوع للإعلام وهوّلوا له لإنشاء حالة شعبية لعبت على العواطف مع الانسحاب الروسي، للضغط على باقي الفصائل للموافقة على المجلس العسكري”.

وأكد المصدر أن عددًا من الفصائل لديها ثقلٌ كبير ماتزال خارج اللجنة ولم تتلق دعوات للاجتماع، مشيرًا إلى أن الاجتماعات هي مبادرة سورية- سورية، وليست بطلب من القيادة التركية، التي ترعى أي جهود لتنسيق الجهود في الثورة السورية.

جهود كبيرة للاندماج في جسم موحد لم تر النور خلال سنوات الثورة السورية، ويعتبر معارضون سوريون أن التهويل واللعب على عواطف السوريين لن يقدّم جديدًا، إن لم يتوافق مع خطوات جدية مدروسة للوصول إلى مشروع وطني جامع، بعيدٍ عن المحاصصة والتحزبات.

مقالات متعلقة

دولي

المزيد من دولي