إقبال ضعيف على كسوة عيد الفطر في رأس العين
تشهد أسعار الملابس ارتفاعًا في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة، بشكل يفوق قدرة السكان وبأضعاف عن أجور العمال اليومية، خاصة مع انقضاء 28 يومًا من شهر رمضان واقتراب عيد الفطر.
وبحسب جولة لمراسل عنب بلدي في أسواق رأس العين، فإن سعر البنطال ذي الجودة العادية (التجارية) 170 ألف ليرة سورية، وسعره 250 ألفًا من الجودة الممتازة، بينما يبدأ سعر الكنزة من 200 ألف، ويصل إلى 500 ألف ليرة سورية.
وبالنسبة لألبسة الأطفال، تبلغ أقل تكلفة كسوة 600 ألف ليرة سورية، بينما تبدأ أسعار الأحذية الجديدة من 150 ألف ليرة وصولًا إلى 600 ألف ليرة سورية.
ويعتمد سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتتراوح أجور المياومة بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
بالدَين أو حوالة
لا يزال الخمسيني عزيز المحمود من رأس العين في حيرة من أمره أمام تأمين ملابس عيد الفطر لأطفاله الأربعة، وقال لعنب بلدي، إنه يعمل في معمل لصهر الحديد، ولا تتجاوز أجرته اليومية 60 ألف ليرة (نحو 4.5 دولار)، وهو مبلغ غير كافٍ لتلبية الاحتياجات الأساسية لعائلته.
وأضاف أن أقل احتياجات أطفاله من كسوة العيد (ملابس وأحذية) تتطلب ثلاثة ملايين ليرة سورية بالحد الأدنى، لافتًا إلى أن لديه قريبًا يمتلك محلًا لبيع الألبسة، وعده ببيع ملابس له بالدَين وتسديدها على دفعات، في حال لم يتمكن من تأمين مبلغ لشرائها نقدًا.
أما نهلة المصطفى وهي أم لخمسة أطفال من قرية علوك شرقي رأس العين، فشكت عدم قدرتها على شراء ملابس جديدة لأطفالها، وأوضحت أن أختها في ألمانيا تتكفل بكسوة العيد لأطفالها كل عام، حيث ترسل لها حوالة مالية سنوية لذلك.
“البالة” حل مكلف أيضًا
مع ارتفاع أسعار الألبسة الجديدة، توجه السكان نحو الألبسة المستعملة (البالة)، ورغم انخفاض أسعارها مقارنة بالجديدة، فإنها تبقى مكلفة أيضًا.
وتباع ألبسة “البالة” عادة بالقطعة (ليست طقمًا من بنطال وكنزة كما في المحال)، ما يتيح للبائعين فرصة تحديد الأسعار بشكل فردي، وهذا يعني أحيانًا أن بعض القطع قد تكون أغلى مقارنة بالألبسة الجديدة، ويرجع ذلك إلى أن البائعين يعتبرونها منتجات أوروبية تتمتع بجودة عالية.
قرر عيسى الراغب هذا العام الاتجاه إلى سوق “البالة” لشراء الألبسة لأطفاله قبل العيد، وقال لعنب بلدي، إن الأسعار صادمة ويصل سعر بعض القطع إلى سعر الألبسة الجديدة.
وذكر أنه خلال جولته في السوق، وجد فروقات كبيرة في أسعار “البالة” بين المحال، وصلت في بعض الأحيان إلى 100%.
وأشار إلى أنه بعد عناء كبير وبحث، وجد ألبسة تباع في محل بعيد عن السوق، وبضاعته من عام 2023، واشترى كسوة العيد لعائلته المؤلفة من سبعة أشخاص بمبلغ 400 ألف ليرة سورية لكل شخص.
وبحسب رصد عنب بلدي لسوق “البالة”، فإن أسعار الألبسة تتراوح بين 85 ألف ليرة سورية للبنطال ذي الجودة العادية و150 ألف ليرة سورية للجودة العالية.
وتتراوح أسعار الكنزات بين 100 ألف و200 ألف ليرة سورية، وتتراوح كسوة الأطفال من النوعية المتوسطة للألبسة بين 250 ألف ليرة و450 ألفًا للنوعية الممتازة.
حركة شبه معدومة
شهدت الأسواق ركودًا في حركة بيع وشراء الألبسة، وتراجعت المبيعات إلى أقل من النصف مقارنة بالأعوام السابقة.
وصف فادي الحمزة، وهو صاحب محل لبيع الألبسة في رأس العين، حركة البيع والشراء قبل العيد بأنها شبه معدومة مقارنة بعام 2023، وقال إن الوضع الاقتصادي المتردي جعل السكان غير قادرين على شراء الألبسة الجديدة أو حتى المستعملة.
وأضاف أن اضطراب سعر الليرة السورية مقابل الدولار أسهم في خلق حالة من عدم الاستقرار في السوق، ما تسبب بخسائر مادية للتجار الذين يبيعون بالليرة السورية.
وذكر أن هذا الوضع دفع العديد من التجار إلى رفع أسعار الألبسة أو تحمل خسائر كبيرة كي لا تكسد بضاعتهم، وأشار إلى أنه يمتلك أيضًا محلًا لبيع “البالة”، وأن الوضع فيه مماثل لمحل الألبسة الجديدة، حيث لا يوجد إقبال على البضائع رغم التخفيضات التي أجراها ووصلت إلى 70%.
وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
ويعادل كل دولار أمريكي 14250 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 32.5 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :