يحمل مالك أسطوانة الغاز ويتنقل بين أحياء مدينة إدلب عله يجد بائعًا يحتفظ ببعض عبوات الغاز، ولو بسعر أعلى وسط أزمة انقطاع للمادة منذ أيام، لتضاف إلى هموم ومعاناة يومية تلاحق الشاب.
قال مالك الحميدي (40 عامًا) وهو مهجر يقيم في مدينة إدلب، إن أسطوانة الغاز نفدت في منزله منذ ثلاثة أيام، ورغم بحثه المتواصل لم يجد أي عبوات ممتلئة في محال إدلب، في وقت تضطر فيه العائلة إلى تحضير الطعام في رمضان، والحلويات قبل العيد.
وتشهد محافظة إدلب أزمة انقطاع للغاز المنزلي، وسط مخاوف من استمرارها في الأيام المقبلة، والتي يزداد فيها اعتماد ربات المنازل على الغاز لإعداد أطباق الإفطار والتحضير لمعمول وحلويات العيد، ومخاوف مرتبطة باحتكار التجار والبيع بسعر أعلى.
ويبلغ سعر أسطوانة الغاز في إدلب سعة 9 كيلوغرامات 13 دولارًا أمريكيًا (الدولار يقابل 32 ليرة تركية)، وهو مبلغ يعادل أجرة العامل لأربعة أيام تقريبًا، بينما يزيد سعر الأسطوانة وقت الأزمات عن 17 دولارًا.
مخاوف قبيل عيد الفطر
اشترت السيدة حسناء المحمد، وهي ربة منزل في إدلب، الطحين والسمن والعجوة لإعداد حلويات عيد الفطر، لكن نفاد أسطوانة الغاز أربكها وتركها في حيرة أمام شراء حلويات جاهزة من السوق ودفع تكلفة مادية أيضًا، أو الانتظار عسى أن يستطيع زوجها تأمين غاز قبل العيد.
وتعتبر الأيام الأخيرة من شهر رمضان موسمًا لأصحاب أفران الحلويات، لكن انقطاع الغاز سبب أزمة لهم، ومخاوف من توقفهم عن العمل في أيام ينتظرونها كل عام.
عدنان العباس يعمل في صناعة الحلويات بإدلب، قال لعنب بلدي إنه يستهلك في مثل هذه الأيام أسطوانة غاز يوميًا على الأقل لتشغيل أفران الحلويات، ويخشى التوقف عن العمل رغم وجود أسطوانات غاز احتياطية في حال استمرار الأزمة.
من جهتها، تعمل هدى عيسى (45 عامًا) من منزلها في إدلب بمساعدة ربات المنازل الموظفات على إعداد بعض الأطعمة التي تحتاج الكثير من الجهد، وفي فترات الأعياد تصنع الحلويات للراغبين، وذلك لإعالة أسرتها المؤلفة من ستة أشخاص بعد وفاة زوجها.
قالت هدى لعنب بلدي إنها تصنع في مثل هذه الأيام قرابة 30 كيلوغرامًا من الحلويات (تستقبلها من بعض المعارف)، لكنها تخشى من عدم تلبية جميع الطلبات في حال لم يتوفر الغاز، لافتة إلى أنها لا تملك سوى أسطوانة واحدة احتياطية ولا تكفيها سوى أيام قليلة.
وذكرت أن عدم قدرتها على استقبال الطلبات سيزيد من معاناتها في تأمين مصاريف عائلتها.
وكحلول مؤقتة، اتجهت بعض الأسر للاعتماد على أفران الكهرباء ما أدى لزيادة الطلب عليها في تحضير الحلويات، بينما اتجهت عائلات أخرى للاعتماد على أفران الحطب كبديل.
طلحة العويد (55 عامًا) يقيم في منطقة عرب سعيد غربي إدلب، قال لعنب بلدي إن الطلب زاد على تحضير الحلويات لديه كونه يمتلك فرنًا يعمل على الحطب.
ومع انقطاع أي سلعة وصعوبة الحصول عليها، يرفع بعض التجار ممن يمتلكونها السعر، دون التزام بالسعر المحدد.
وأرجع مدير العلاقات العامة في مديرية المشتقات النفطية بحكومة “الإنقاذ”، أحمد السليمان، سبب الأزمة لتأخر الشركة الموردة في تركيا بتسليم طلبية الغاز، وتوقف عمل الشركة لمدة يومين.
وقال لعنب بلدي إن الغاز المنزلي سوف يتوفر خلال يومين، مع وعود بتعويض النقص الحاصل في الأسواق.
ومنذ كانون الأول 2021، حددت شركات المحروقات العاملة في إدلب أسعار المحروقات بالدولار الأمريكي، بعد الانخفاضات التي شهدتها الليرة التركية حينها.
وتتأثر أسعار المحروقات في الشمال السوري بالأسعار العالمية للنفط، وتأثرت سابقًا بالانخفاضات العديدة لليرة التركية مقابل العملات الأجنبية.