عروة قنواتي
مرت عدة مواسم وشكل المنافسة في “البريميرليج” يبدو ثنائيًا خالصًا منذ منتصف مرحلة الإياب حتى الجولة الأخيرة، أو محسومًا ومضمون الشكل والهوية والفريق المنتصر بالمسابقة قبل 10 جولات من النهاية.
في الموسم الماضي، دخل الأرسنال في عهدة الصراع على اللقب بغياب ليفربول، فخسر اللقب أمام السيتي الأكثر توازنًا بين فرق الدوري الإنجليزي بالنسبة للسنوات الخمس الأخيرة على أقل تقدير.
في هذا الموسم، ومع فتح باب الجولة الـ31 من مشوار “البريميرليج” 2023-2024، وعلى بعد 8 جولات من نهاية الموسم، تظهر صورة المنافسة بالفرسان الثلاثة، حامل اللقب في الموسم الماضي مانشستر سيتي، وليفربول العائد بقوة، والأرسنال الذي لا يريد أن يعيش مرارة الموسم الماضي، الصراع على لقب الموسم حاد جدًا والفارق بسيط، وكما هو واضح بأن أي تعادل أو هزيمة غير محسوبة لأحد الفرق الثلاثة ستكتب التغيير لخريطة المنافسة وبشكل مؤكد.
ليفربول يعتلي صدارة الترتيب بـ70 نقطة من 30 أسبوعًا وبفارق نقطتين عن “المدفعجية” في المرتبة الثانية بـ68 نقطة و3 نقاط عن صاحب المركز الثالث مانشستر سيتي بـ67 نقطة ، ولن تلتقي الفرق الثلاثة مع بعضها فيما تبقى من مباريات الموسم، ويعد التعادل السلبي بين السيتي والأرسنال قبل جولتين القشة التي قصمت ظهر البعير، وأعطت كلوب ورفاقه في ليفربول فرصة للابتعاد بشكل مؤقت وخصوصًا بضغط المباريات على السيتي والأرسنال فيما يخص دوري أبطال أوروبا، فالسيتي سيقابل ريال مدريد في ربع نهائي المسابقة، والأرسنال سيقابل بايرن ميونيخ، فيما سيلعب ليفربول أمام أتلانتا في كأس الاتحاد الأوروبي، والمهمة تأتي هنا أسهل بكثير من مواجهات السيتي والأرسنال ضمن “الشامبيونزليج”.
ليفربول يبدو الأقرب من الملاحقين له، وأقرب من أي وقت مضى للتتويج في آخر أسابيع المدرب يورغن كلوب مع الفريق، والموسم الذي قد يكون الأخير للنجم العربي المصري محمد صلاح، الذي يخوض منافسة لا يستهان بها على صدارة الهدافين هذا الموسم أمام النرويجي إيرلينغ هالاند مهاجم مانشستر سيتي، ولكن جدول مبارياته المتبقية لا يطلق عليه إلا حقل ألغام، ويحتاج إلى كثير من الصبر والتروي والتركيز، ما زالت للريدز مواجهات في الدوري مع مانشستر يونايتد وإيفرتون وتوتنهام ووست هام وأستون فيلا وولفرهامبتون، بالإضافة إلى فولهام وكريستال بالاس، ومواجهة أتلانتا ذهابًا وإيابًا في ربع نهائي الدوري الأوروبي.
الأرسنال الذي عليه ألا يتأثر بنتائجه في دوري الأبطال كيفما كانت أمام بايرن ميونيخ ذهابًا وإيابًا، سيقابل في الجولات المتبقية من مشوار الدوري مانشستر يونايتد وإيفرتون وأستون فيلا وولفرهامبتون وتوتنهام وتشيلسي، بالإضافة إلى برايتون وبورنموث.
أما السيتي فيلعب مدربه بيب غوارديولا بالتصريحات والألفاظ دائمًا في هذه الجولات مادحًا الخصم ليجعل الطريق صعبًا نظريًا على فريقه، مما يجعل سحب الضغوط عنه أسهل وأنجع الطرق لعله يكافَأ بتعثر المنافسين أمامه على سلم الترتيب لمرة واحدة طبعًا. مشوار السيد بيب ومن معه من أصحاب القمصان السماوية ليس سهلًا أبدًا لا في “الشامبيونزليج” من خلال مواجهة ريال مدريد في ربع النهائي، ولا من خلال المباريات المتبقية في الموسم أمام توتنهام وولفرهامبتون ووست هام، بالإضافة إلى برايتون وفولهام ولوتون تاون ونوتينغهام وكريستال بالاس، ناهيك بمواجهة نصف نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي مع تشيلسي الذي قد يقرب السيتي من لقب إنجليزي جديد في حال وصوله للنهائي.
ليفربول والأرسنال والسيتي هذا الموسم يكتبون منافسة من طراز رفيع، وصراعًا حقيقيًا جميلًا على اللقب الأكثر إثارة في الدوري الأقوى على مستوى العالم. الجولات الأخيرة كفيلة بفرجة ممتعة تحبس الأنفاس لكل عشاق كرة القدم.