سجّل مسلسل “2024” دخولًا متأخرًا على موسم دراما رمضان الحالي، ليتابع الحكاية التي بدأت في مسلسل “2020”، لينتهي العمل مع إمكانية التمديد أو التوقف عند ذلك الحد.
وفي مسلسل “2020”، وهو عمل مشترك (سوري- لبناني) تتولى حياة، التي تعمل ضابطًا في الشرطة، ملف قضية تحمل اسم “2020”، وبناء عليه تدعي أنها فتاة فقيرة، وتنتقل للعيش في أحد الأحياء الشعبية قريبًا من منزل أحد المطلوبين، وهو صافي الديب (قصي خولي)، لكن تصاعد الأحداث، وصراع الحب والواجب، والأنا والجماعة يتسبب بمقتل صافي، وخروج حياة من الخدمة، لتعيش مع ابنتها في حي هادئ بعيدًا عن الأعين.
وفي “2024”، يعود من يود الانتقام للعائلة، وإخراج والده من المستشفى بعدما وقع في قبضة الشرطة، وهو لؤي، ابن ناظم الديب، أي ابن عم صافي.
توضح بعض الأحداث والمشاهد صورة البطل الطيب الذي لا يحب الشر، رغم امتلاك الأدوات والمسوغات، لكن هذا الإظهار بدا متواضعًا وهامشيًا، بما لا يمنح الشخصية القدرة على التعبير عن ذاتها، عبر مواقف بسيطة أو نقاشات مقتضبة تقدّم فكرة ما.
في العمل يقرر لؤي الانتقام لوالده من صديق سابق تسبب بسجنه، ولأجل هذا يسافر مع الشرطية السابقة إلى تركيا، لتأخذ الأحداث منحى تتضاءل فيه القدرة على الإقناع أكثر فأكثر، وتغيب الفكرة أو الحكمة أو العبرة المنشودة من العمل الدرامي.
وإذا كانت الأعمال المشتركة انطلقت من قصص ونصوص لا تعبر إلى حد بعيد عن الشارع، ولا تحاكي هموم الناس، فإن بعضها أفلت لاحقًا من الصورة البهية، نحو تقديم أعمال أكثر قدرة على ملامسة الناس، وهناك من سعى للموازنة بين الحكاية والعناصر الجاذبة الأخرى، لكن “2024” بقي بعيدًا عن الواقعية، وغاص في عالم المخدرات والأعمال غير المشروعة، مع إضعاف صورة الدولة والسلطة، وقدرة من يدير أعمالًا من هذا النوع على المناورة.
يعتبر العمل الحضور الرمضاني القصير الثاني لبطلته نادين نجيم، التي شاركت في الموسم السابق بمسلسل من 15 حلقة بعنوان “وأخيرًا” عُرضت في النصف الأول من رمضان، كما يعزز العمل حضور محمد الأحمد في الدراما المشتركة بعد حضور موفق بمسلسل “للموت” في أول جزأين، ليثبت في “2024” أيضًا حضوره عبر أداء متمكن غير مفتعل.
العمل من إخراج فيليب أسمر، مخرج “2020”، وتأليف بلال شحادات الذي يستكمل حكايته الدرامية التي بدأها قبل أربع سنوات، وإنتاج شركة “الصباح”.