“الكليجة”.. حلوى العيد وموروث الأجيال بالحسكة

  • 2024/04/07
  • 12:00 م
فرن لتحضير و تجهيز "الكليجة" في القامشلي شمال شرقي سوريا - 5 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

فرن لتحضير و تجهيز "الكليجة" في القامشلي شمال شرقي سوريا - 5 من نيسان 2024 (عنب بلدي/ مجد السالم)

الحسكة – مجد السالم

وأنت تتجول مساء في شوارع القامشلي والحسكة، لن يخطئ أنفك في تمييز رائحة “الكليجة” التي بدأت تفوح من نوافذ أغلب البيوت معلنة اقتراب حلول عيد الفطر.

تعتبر “الكليجة” من أشهر المعجنات التي يحرص سكان الحسكة وشمال شرقي سوريا على صناعتها في الأعياد، وخلال اجتماع العائلات وتبادل الزيارات بين الأهل والأصدقاء.

“حكايات الكليجة”

تعتبر أمل محمد (48 عامًا) وهي سيدة من القامشلي، أن صناعة “الكليجة” أحد أبرز الطقوس التقليدية التي تميز احتفالات العيد في المدينة، وهي موروث يمتد لأجيال.

وقالت إنها تشعر بالسعادة خلال تحضير “الكليجة”، وتعتبرها جزءًا من فرحة العيد، إذ تتجمع النساء من الأهل والأقارب لتحضيرها وتجهيزها.

أمل ذكرت لعنب بلدي أن “الكليجة” تحمل رمزية خاصة بالنسبة للأطفال، فهم ينتظرون بشغف ولهفة حلول العيد ليتمكنوا من تذوقها والاستمتاع بطعمها.

“صنع الكليجة ليس مجرد تحضير حلوى، بل هو تقليد عائلي يجمعنا ويُضفي على العيد طابعًا خاصًا، حكايات الكليجة تُروى من جيل إلى جيل، وتحمل في طياتها ذكريات جميلة ودافئة”، قالت السيدة.

وترى أمل أن أجواء العيد لا تكتمل دون أجواء التحضير لـ”الكليجة”، فمهما كان التجهيز للعيد، فإن عدم عجن وخبز “الكليجة” وجعل رائحتها تملأ المكان يعطي إحساسًا بأن هناك “أمرًا ناقصًا في طقوس العيد”.

وأوضحت أن نساء العائلة يجتمعن كل واحدة بمهارتها وخبرتها حول صينية كبيرة من الدقيق، تبدأ العجينة بالتشكل تحت أيديهن، ويتبادلن الأحاديث والضحك والغناء، لافتة إلى أن لكل عائلة جوها الخاص في تحضير هذه الحلوى.

تكلفة مقبولة

يحرص فيصل علي (47 عامًا) من سكان القامشلي على طلب تحضير “الكليجة” من زوجته قبيل كل عيد، ويعتبرها حلويات أساسية لا يمكن الاستغناء عنها، لافتًا إلى أن قدرته على شراء المعجنات و”الحلويات الفاخرة” لا تغني عن وجود “الكليجة”، التي يفضل تناولها مع الشاي أو القهوة العربية.

وعن تكلفة صناعة “الكليجة” قالت خديجة صالح (40 عامًا) من سكان القامشلي، إن تكاليف صناعتها تعتبر “مقبولة” في ظل ارتفاع الأسعار الذي تشهده المنطقة.

وأوضحت السيدة لعنب بلدي أنها حضرت عجينة تكفي لإنتاج أربعة كيلوغرامات من “الكليجة”، واشترت جميع مكوناتها الأساسية مثل الخميرة سريعة التحضير و”الفانيلا” و”البوكمباودر” والبهارات والبيض والزبدة والسمن والسمسم والسكر بنحو 120 ألف ليرة سورية (الكيلو يكلف تقريبًا 30 ألف ليرة).

وأضافت أنها تفضل خبز “الكليجة” في الفرن المنزلي، لكن مشكلة انقطاع التيار الكهربائي من الشبكة الرئيسة وحاجة الفرن المنزلي إلى “أمبيرات” كافية كي يعمل، تحول دون تمكن “كثير” من العائلات من خبزها في المنزل، لذلك يلجؤون إلى الأفران الحجرية الموجودة في السوق أو في أحياء المدينة.

السعر حسب الحشوة

رصدت عنب بلدي أسعار “الكليجة” الجاهزة في السوق، وتراوح سعر الكيلوغرام منها بين 25 ألفًا و35 ألف ليرة، بحسب نوع الحشوة، سواء كانت تمرًا أو جوزًا أو عادية بلا حشوة.

أما في الريف، وبحسب رصد عنب بلدي، فإن السكان يجدون صعوبة في تحضير “الكليجة” لشح التيار الكهربائي، وقلة الأفران القريبة، في حين بقيت بعض البيوت القليلة تحضر “الكليجة” بـ”التنور”، لذلك يلجأ سكان الريف إلى شرائها جاهزة من المدينة.

ومع بداية شهر رمضان هذا العام، في 11 من آذار الماضي، ارتفعت أسعار معظم السلع في شمال شرقي سوريا، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ، إذ تبلغ أجور العمال اليومية في المنطقة نحو 40 ألف ليرة سورية، بينما يبلغ الحد الأدنى لرواتب العاملين لدى مؤسسات “الإدارة الذاتية” مليونًا و40 ألف ليرة سورية (الدولار يقابل 14450 ليرة).

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع