لقلة فرص العمل.. إقبال على مهنة صيانة الهواتف برأس العين
عنب بلدي – رأس العين
تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة إقبالًا من الشباب على تعلم صيانة الهواتف، وسط قلة فرص العمل لعدة أسباب، منها اعتماد المنطقة بشكل رئيس على الزراعة، وضعف نشاط المنظمات، وعجز السلطات المحلية عن توفير فرص للعاطلين عن العمل في المنطقة.
ما يحفز على الإقبال هو نشاط صيانة الهواتف بدلًا من شراء أجهزة جديدة في المنطقة التي تضم نحو 115 ألف نسمة، كما أن حركة بيع وشراء الهواتف ضعيفة.
وتتراوح أجور المياومة في رأس العين بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
مهنة ذات مردود جيد
نظرًا إلى نقص فرص العمل والمساحة الجغرافية الضيقة لرأس العين، يجد السكان أنفسهم بحاجة للبحث عن بدائل لتوليد الدخل، وبرزت مهنة صيانة الهواتف كخيار لتأمين فرصة عمل ولتحسين وضعهم المادي.
وتختلف طرق تعلم الصيانة، سواء عبر دورات مأجورة أو مجانية، منها دورة تتبع لمديرية الرياضة والشباب في رأس العين.
التحق مصطفى العلوش، وهو من سكان رأس العين، بدورة صيانة مجانية مؤخرًا، وقال لعنب بلدي، إن هدفه تأمين عمل يوفر له دخلًا ثابتًا، وذكر أنه بعد انتهائه سيعمل في محل ابن خاله بنسبة معينة دون تكاليف افتتاح محل خاص مبدئيًا.
وأوضح أنه التحق سابقًا بعدة دورات خاصة لدى محال صيانة الهواتف بتكلفة 120 دولارًا أمريكيًا لدورة تستمر شهرين، لكنه اضطر للتوقف عنها، لعدم قدرته على إتمام التكاليف.
من جانبه، فراس الحسين (27 عامًا)، قال لعنب بلدي، إنه يعمل في مجال بيع الهواتف وشرائها، لكن ركود السوق دفعه إلى الخضوع لدورة صيانة، مضيفًا أن المحل يحتاج إلى فني صيانة، ما يزيد التكاليف عليه ويقلل نسبة الأرباح في حال تعاقد مع فني تصليح وصيانة.
تكاليف عالية لبدء مشاريعهم الخاصة
رغم الجدوى المالية لمهنة صيانة الهواتف، فإن فتح محال خاصة بها يتطلب رأس مال، لذلك يلجأ بعض الأشخاص الذين اكتسبوا هذه المهارات إلى العمل لدى أصحاب محال الهواتف، أو الاقتراض.
يقيم أسامة عيدو في قرية الحويش، وهي تبعد 40 كيلومترًا جنوبي مدينة رأس العين، وقال إن معظم سكان قريته يقصدون رأس العين لصيانة هواتفهم، معتبرًا الأمر فرصة له، لذلك قرر الالتحاق بدورة صيانة استمرت أربعة أشهر عند صاحب محل هواتف.
وأضاف لعنب بلدي أن دخل صيانة الهواتف جيد لكنه مكلف في البداية لأنه يتطلب شراء معدات خاصة، وتختلف التكاليف بحسب حداثة المعدات ورغبة الشخص بتوسيع نطاق عمله، إذ دفع أسامة 5000 دولار أمريكي تكلفة افتتاح محله في الحويش وثمن معدات.
وذكر أنه افتتح المحل عن طريق أحد أقربائه الذي تكفل بالمعدات وإيجار المحل حتى يعمل ويسدد ديونه فيما بعد.
أما مرعي حلوم، فلا يزال يخضع لدورة تعليم صيانة حاليًا، وقال إنه لا يملك التكلفة المادية لافتتاح محل خاص به أو حتى استئجار محل، إذ يصل إيجار المحل في السوق الرئيس إلى 150 دولارًا أمريكيًا، وذلك من دون تجهيز المعدات اللازمة.
وأوضح لعنب بلدي أنه بعد انتهاء الدورة سيعمل لدى أصحاب محال الصيانة حتى تتحسن أحواله، ويفتتح محله الخاص.
زيادة الطلب على الصيانة
مسؤول قسم صيانة الهواتف في مديرية الرياضة والشباب برأس العين، رياض الحياوي، قال لعنب بلدي، إن مهنة صيانة الهواتف أصبحت ضرورة، نظرًا إلى تداول الأجهزة بين مختلف الفئات العمرية.
وأوضح أن المديرية طرحت دورة مجانية لا تزال قائمة، والهدف الرئيس لها تمكين الشباب، وتوفير فرص عمل، لافتًا إلى أنها مستمرة حتى وصول المتقدمين للدورة إلى مستوى الاحترافية.
وذكر أن أحد أسباب الإقبال على الصيانة هو كثرة أعطال الهواتف، بسبب تنوع الأجهزة، واختلاف الشركات المصنعة، وانقطاع التيار الكهربائي فجأة.
ويسعى السكان في رأس العين إلى البحث عن فرص عمل تكون مصدر دخل ثابتًا لهم، إلى جانب اعتمادهم على الزراعة بشكل رئيس.
وفي تقرير سابق أعدته عنب بلدي، اشتكى أصحاب محال الهواتف من ركود حركة البيع والشراء، رغم تخفيض أسعار الأجهزة من 30 إلى 40%، لكن ذلك لم ينشط الحركة، في حين يقبل السكان على صيانة أجهزتهم.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :