شيعت “هيئة تحرير الشام”، صاحبة السيطرة العسكرية في إدلب، القائد البارز في صفوفها “أبو ماريا القحطاني” بحضور شخصيات من حكومة “الإنقاذ” المظلة السياسية للفصيل.
وأُقيمت صلاة الجنازة على “القحطاني” اليوم، الجمعة 5 من نيسان في مسجد “زيد بن حارثة” المُنشأ حديثًا في إدلب، بحضور رئيس “الإنقاذ” محمد البشير، ووزير الأوقاف حسام حاج حسين، بإمامة الشرعي في “تحرير الشام” مظهر الويس.
ولم تشهد مراسم صلاة الجنازة حضور قائد الفصيل “أبو محمد الجولاني“، واكتفت مؤسسة “أمجاد” الإعلامية التابعة لـ”الهيئة” بنشر صورتين له مع جثمان “القحطاني” قالت إنه يودعه.
وقال وزير الداخلية في “الإنقاذ” محمد عبد الرحمن، قال إن شخصًا فجّر نفسه بواسطة حزام ناسف في مضافة لاستقبال الضيوف القادمين لزيارة “أبو ماريا القحطاني”، في 4 من نيسان الحالي.
وذكر أن منفذ التفجير كان من بين ثلاثة أشخاص، تمكن الاثنان الآخران من الهروب، وقد تبين أن الثلاثة يتبعون لتنظيم “الدولة”، ولا تزال عمليات البحث مستمرة، وتوعد بتقديمهم للقضاء.
وقال رئيس المجلس الأعلى للإفتاء في “تحرير الشام“، عبد الرحيم عطون، إن “القحطاني” قتل جراء هجوم باستخدام حزام ناسف، نُفذ على يدي عنصر ينتمي لتنظيم “الدولة الإسلامية”.
ووفق شهادة لأحد مصابي التفجير عبر تسجيل مصور، فإن ثلاثة أشخاص دخلوا لإلقاء السلام على “أبو ماريا”، كانوا يرتدون “كلابيات وشماخ”، دخلوا دون أن يتحدثوا، ومعهم صندوق فيه سيفًا، ثم جلسوا، وحين أرادوا الخروج جلبوا السيف لإهدائه لـ”أبو ماريا”، ثم خرج اثنان وبقي الثالث قرب “القحطاني” وفجّر نفسه.
ولم يعلن تنظيم “الدولة الإسلامية” مسؤوليته عن الاستهداف حتى لحظة نشر هذا الخبر.
ويأتي مقتل “القحطاني” بعد 28 يومًا من إفراج “تحرير الشام” عنه، إثر اعتقاله ستة أشهر على خلفية ملف “العمالة والاختراق والتواصل مع جهات معادية داخلية وخارجية”.
ومنذ عام، تشهد “تحرير الشام” خلافات داخلية وتصدعات على خلفية ملف “العمالة”، وزجت بكبار قياديي الفصيل في السجن، ثم أفرجت عن معظمهم، واعتذرت منهم.
ويعد “أبو ماريا” الرجل الثاني في “تحرير الشام”، وله اسم آخر “أبو الحمزة”، وهو ميسر بن علي الجبوري القحطاني، الملقب بـ”الهراري” نسبة إلى قرية هرارة العراقية، التي انتقل إليها من قرية الرصيف بعد ولادته فيها عام 1976.
اقرأ أيضًا: جهادي وعميل ثم بريء.. من “أبو ماريا القحطاني” رجل “الهيئة” في إدلب