جددت القوات الروسية هجماتها على منطقة خاركيف، شرقي أوكرانيا وثاني أكبر مدنها، اليوم، الخميس 4 من نيسان، بعد هجمات ليلية نفذتها، الأربعاء، بـ20 طائرة دون طيار، من طراز “شاهد 136” و”شاهد 131″ إيرانية الصنع.
وبحسب ما نقلته وكالة الأنباء الأوكرانية عن رئيس الإدارة العسكرية الإقليمية في خاركيف، أوليه سينيهوبوف، فإن الدفاعات الجوية الأوكرانية تمكنت من إسقاط 11 طائرة من تلك الطائرات المسيّرة.
هذه الهجمات سبقتها هجمة بمسيّرة من ذات الفئة، أدت إلى مقتل ثلاثة عمال إنقاذ وامرأة مدنية وإصابة 12 شخصًا آخرين.
الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، وصف الهجوم بـ”الحقير والساخر”، وقال، “ستتم محاسبة الإرهابيين الروس على أعمالهم في خاركيف، وعلى جميع أعمال العدوان ضد شعبنا، نعمل مع شركائنا لتعزيز حماية مدننا وقرانا ومواطنينا، إن تعزيز قدرات الدفاع الجوي في أوكرانيا يترجم بشكل مباشر إلى إنقاذ الأرواح”.
وتتهم الولايات المتحدة والدول الأوروبية إيران بتزويد روسيا بطائرات “شاهد 136″، كما أن تقريرًا لـ”مركز المقاومة الوطنية الأوكراني”، في تشرين الأول 2022، بيّن أن روسيا نقلت مدربين إيرانيين إلى أراضي خيرسون وشبه جزيرة القرم، لإطلاق طائرات “شاهد 136” (كاميكازي).
تصعيد محتمل
في غضون ذلك، لا تستبعد القوات الجوية الأوكرانية هجمات جوية قوية من الروس في وقت قريب، مؤكدة الاستعداد لصدها.
وقال المتحدث باسم قيادة القوات الجوية، عبر التلفزيون الأوكراني، “نحن لا نستبعد هجمات جوية واسعة النطاق وقوية من قبل العدو، ومع ذلك، مستعدون لصد وتدمير الأهداف الجوية للعدو”.
المسؤول العسكري الأوكراني أشار في الوقت نفسه إلى الحاجة الكبيرة لأنظمة الدفاع الجوي “باتريوت”، موضحًا أنه لا توجد قوة نيران كافية في الحرب، وصد عدو مثل موسكو يتطلب المزيد من الصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي.
بحسب تقرير صدر اليوم، الخميس، عن معهد دراسة الحرب (تأسس في 2007 في واشنطن)، فإن القوات الروسية زادت عدد وحجم الهجمات البرية الآلية على قطاعات مختارة من خط المواجهة خلال الأسبوعين الماضيين، ما يمثل زيادة إجمالية ملحوظة في الهجمات الآلية الروسية عبر مسرح العمليات.
وفي 20 من آذار الماضي، صرّح مسؤولون أوكرانيون عن صد هجوم روسي كبير في اتجاه ليمان، ونشروا لقطات وتسجيلات تظهر القوات الأوكرانية تلحق الضرر وتدمر مركبات مدرعة روسية.
كما صدت القوات الأوكرانية في اليوم نفسه هجومًا خصص له الروس ما لا يقل عن 36 دبابة و12 مركبة مشاة قتالية من طراز “BMP”.
وبحسب ترجيحات أشار إليها التقرير، فإن القوات الروسية لم تنفذ سوى هجوم ميكانيكي واحد آخر بهذا الحجم، على طول خط المواجهة بأكمله منذ بدء الحملة الروسية، وذلك للاستيلاء على أفدييفكا في تشرين الأول 2023.
ومن المحتمل أن تكثف موسكو هجماتها الآلية قبل أن تصبح التضاريس الموحلة أكثر وضوحًا في الربيع، ما يجعل حرب المناورة الآلية أكثر صعوبة.
ويمكن أن تكثف الهجمات الآلية للاستفادة من نقس العتاد الأوكراني، قبل وصول المساعدة الأمنية الغربية المتوقعة.
المبادرة الصينية
نائب وزير الخارجية الأمريكي، كيرت كامبل، قال، الأربعاء، “قدّرنا على مدار الشهرين الماضيين أن روسيا أعادت تشكيلها عسكريًا بشكل شبه كامل”، إذ قامت بدعم من الصين ببناء قواتها بشكل يقترب من قوتها الكاملة.
وهاجمت روسيا البنية التحتية للطاقة في منطقتي خاركيف ودنبيروبتروفسك خلال الـ24 ساعة الماضية، كما تسبب هجوم صاروخي ضخم على محطة الطاقة الحرارية بالمدينة بانقطاع الكهرباء عن 700 ألف شخص في المنطقتين، وفق ما نقلته وكالة “أسوشيتد برس” الأمريكية.
وتقول موسكو إن قواتها تتقدم على طول خط المواجهة، وهزمت “تشكيلات العدو” في أكثر من منطقة ضمن منطقتين أوكرانيتين تعترف بهما كدولتين مستقلتين.
وفقدت أوكرانيا ما يصل إلى 305 من الأفراد العسكريين لديها، ومركبتين قتاليتين مدرعتين، وسيارتين، وفق ما نقلته وكالة “سبوتنيك“.
على المستوى السياسي، قال وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، إن المبادرة الصينية للتسوية في أوكرانيا اليوم، تمثل الخطة الأكثر وضوحًا ومعقولية لحل الصراع.
وقال لافروف في تصريحات صحفية، إن الصين طرحت الخطة الأكثر وضوحًا في العام الماضي، وتتكون من 12 بندًا، وهي عبارة عن مبادئ ومنطلقات.
وبيّن لافروف أنه على النقيض من صيغة السلام التي طرحها الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينيسكي، وترفضها موسكو، فالخطة الصينية تنص على أن جميع النقاط الـ12 مترابطة.
“لقد تم انتقاد هذه الخطة لكونها غير دقيقة (خطة زيلينسكي)، لكن هذه خطة معقولة اقترحتها الحضارة الصينية العظيمة للنقاش”، أضاف لافروف.
مساعٍ للتسليح
مع زيادة الدعم الأمريكي لإسرائيل بالسلاح في حربها على غزة، وتراجع حضور الملف الأوكراني نسبيًا أمام الحرب الإسرائيلية على القطاع، تعلن الدول الأوروبية والولايات المتحدة عن دعم “خجول” لكييف في سبيل مواصلة الحرب، بما لا ينسجم مع مطالب الرئيس الأوكراني لجبهة حرب طولها 1000 كيلومتر (620 ميلًا) في بلده.
في السياق نفسه، يدرس “حلف شمال الأطلسي” (الناتو) إنشاء صندوق للحلف بقيمة 100 مليار دولار لتسليح أوكرانيا.
ومن المقرر أن يراجع وزير الخارجية الأمريكي، أنتوني بلينكن، ومسؤولون غربيون آخرون، اقتراحًا لجعل “الناتو” مركزًا لتسليح أوكرانيا، إذ يبحث الحلف عن طرق لزعزعة الجهود التي قادتها الولايات المتحدة في قاعدة رامشتاين، الجوية، من أجل تسليح أوكرانيا، خلال العامين الماضيين.
وأمس الأربعاء، ناقش الحلف خطة إنشاء الصندوق على مدى خمس سنوات للمساعدة في تمويل الدعم الغربي لأوكرانيا، في ظل تصاعد عدم اليقين بقدرة واشنطن على حل النزاعات السياسية التي وضعت التمويل الأمريكي المستقبلي للمجهود الحربي في أوكرانيا، في طي النسيان، كما أن العودة المحتملة لدونالد ترامب، لرئاسة الولايات المتحدة في 2025، يمكن أن تؤثر أيضًا في المحادثات.
–