تعاني مدينة البصيرة بريف دير الزور الشرقي حيث تسيطر “الإدارة الذاتية” من انقطاع مستمر للمياه منذ أكثر من 12 يومًا، ما دفع أهالي المدينة لشرائها من الصهاريج الخاصة واستخدام مياه نهر الفرات غير النظيفة، وسط غياب للبدائل المقبولة.
انقطاع المياه عن مدينة البصيرة وريفها جاء بعد قطع الكهرباء عن المنطقة من قبل مكتب الطاقة التابع لـ”الإدارة الذاتية” على خلفية المخالفات في المنطقة، إذ يغذي خط الكهرباء نفسه محطات ضخ وتصفية المياه ما تسبب بتوقفها.
البدائل مكلفة
يعيش أمير (تحفظ على ذكر اسمه الكامل لمخاوف أمنية) في مدينة البصيرة شرقي دير الزور، وقال لعنب بلدي، إن خروج محطة مياه البصيرة عن الخدمة حرم سكان المنطقة من مياه الشرب، وهو منهم.
وأضاف أن محطة البصيرة لتنقية المياه تزود عدة بلدات وقرى فرعية بمياه الشرب، لكن “مجلس دير الزور المدني” التابع لـ”الإدارة” لم يكترث لحجم الضرر الذي تسبب به قطع التيار الكهربائي عن المنطقة.
وأضاف الشاب أن المناطق التي حرمت من مياه الشرب هي البصيرة، والكسار، والطكيحي، وماشخ، والتوامية، وحريزة، وأبريهة، والعزيب.
ويضطر أمير لشراء المياه عبر الصهاريج الجوالة بسعر 25000 ليرة سورية للخزان بسعة خمسة براميل، وغالبًا ما تكون غير صالحة لشرب، بينما ارتفع سعر المياه المعقمة إلى 4000 ليرة لكل 25 ليترًا من الماء، في حين كان يبلغ سعر الكمية نفسها 1000 ليرة سابقًا.
من جهته، قال عبد القادر السعدي وهو من سكان المنطقة أيضًا، إن قطع الكهرباء طال أيضًا المستشفيات العامة في ريف دير الزور الشرقي، منها مستشفى “الشحيل التخصصي” ومستشفى “البصيرة العام”.
مصدر مسؤول في محطة كهرباء البصيرة تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال لعنب بلدي، إن انقطاع الكهرباء شمل محطات المياه والمستشفيات، وحتى النقاط العسكرية، ريثما يتم الانتهاء من جميع التجاوزات على الخطوط الرئيسة، مشيرًا إلى أن كمية الكهرباء التي تحصل عليها المحطة هي 15 ميغاواطًا، ومصدرها مناطق سيطرة النظام السوري.
وأضاف أن التفات “الإدارة الذاتية” لمنع المخالفات مؤخرًا جاء لكون كمية الكهرباء الممنوحة للمنطقة لم تعد تكفي مدينتي الشحيل والبصيرة.
وأرجع القطع إلى أن الطاقة الكهربائية المستهلكة بشكل مخالف تستهلك جزءًا كبيرًا من حصة المنطقة من الكهرباء، ما تسبب بزيادة الضغط.
المصدر أشار إلى أن مكتب الطاقة في “الإدارة الذاتية” يدرس حاليًا خطة لإعادة دعم خطوط الخدمة لمحطات تنقية المياه، لكون كل المنطقة تستفيد منها، رغم أنها تابعة للقطاع الخاص.
نحو شهر على القطع
منتصف آذار الماضي، قطع “مكتب الطاقة” في دير الزور التيار الكهربائي عن أكثر من 20 قرية وبلدة بسبب المخالفات، إذ يعمد سكان المنطقة منذ سنوات لاستجرار الكهرباء من الكوابل القادمة من مناطق سيطرة النظام السوري بطريقة غير نظامية.
استجرار الكهرباء بالنسبة لسكان المنطقة لم يكن يحدث فرقًا كبيرًا، لكن سحب الكهرباء من الكوابل الرئيسة يزود المنازل بالطاقة لبضع ساعات خلال اليوم.
وبموجب تفاهمات بين “الإدارة الذاتية” والنظام السوري، يغذي الأخير مناطق شرق دير الزور بالكهرباء مقابل كميات من الغاز تصدرها له “الإدارة” عبر المعابر المائية بين منطقي السيطرة.
وفي 25 من آذار الماضي، شهدت بلدة الصور شمالي محافظة دير الزور احتجاجات تنديدًا بالانقطاع المستمر للتيار الكهربائي عن المنطقة.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور حينها أن عددًا من أهالي بلدة الصور قطعوا الطريق العام المؤدي للبلدة، وأشعلوا الإطارات مطالبين بإعادة التيار الكهربائي إلى الأحياء السكنية.
وقال موقع “نهر ميديا” المتخصص بتغطية أخبار دير الزور، حينها، إن أهالي من ناحية الصور أحرقوا إطارات في منطقة “كوع الصور” لمطالبة “الإدارة” بإعادة تشغيل التيار الكهربائي لمنازل الأهالي.