مع اقتراب عيد الفطر وانقضاء 24 يومًا من شهر رمضان، لا يزال الطلب والإقبال على الحلويات في مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة ضعيفًا، نظرًا إلى ارتفاع الأسعار وضعف القدرة الشرائية لدى الأهالي.
ويقتصر تجهيز الحلويات حاليًا على شراء كميات قليلة مقارنة بالعام الماضي، أو تحضير بعض الأصناف في المنزل، أملًا بتكلفة أقل وتوفير كميات مناسبة.
ويعتمد سكان المدينة البالغ عددهم 115 ألف نسمة بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتتراوح أجور المياومة بين 30 و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا)، وتختلف حسب عدد ساعات العمل ونوعية المهنة، سواء كانت زراعية أو إنشاءات.
ارتفاع 100%
شهدت أسعار الحلويات ارتفاعًا في الأسعار بنسبة 100% عن عام 2023، بحسب تجار وأصحاب محال قابلتهم عنب بلدي.
وبحسب جولة لمراسل عنب بلدي في محال رأس العين، فإن سعر كيلوغرام من السكاكر منخفضة الجودة يبلغ 30 ألف ليرة سورية، ومتوسطة الجودة 45 ألف ليرة، وعالية الجودة الممتازة 70 ألف ليرة.
ويبلغ سعر الكيلو من الشوكولا العادية 60 ألف ليرة، والشوكولا بالحليب 70 ألفًا، والشوكولا بالفستق الحلبي 100 ألف ليرة، أما بالنسبة للراحة فيبلغ سعر الكيلو من الصنف العادي 72 ألف ليرة، والراحة بالجوز نوعية متوسطة 140 ألف ليرة للكيلو، والراحة بالفستق الحلبي 300 ألف ليرة للكيلو.
وبالنسبة للبسكويت، فسعر الكيلوغرام من نوع “البرشام” 25 ألف ليرة، و45 ألف ليرة للكيلو من البسكويت المغطى بالشوكولا، و70 ألف ليرة للبسكويت بجوز الهند، ويباع كيلو “المعمول بالجوز” بـ70 ألف ليرة، وكيلو “الهريسة” بالفستق بـ55 ألف ليرة، وكيلو “المعمول بالعجوة” بـ72 ألف ليرة.
اقتصاد في الشراء
شهدت الأسواق ركودًا في حركة بيع وشراء الحلويات، واقتصد السكان في حجم الكميات التي يشترونها من حلويات العيد إلى أقل من النصف مما كانوا يقومون به في الأعوام السابقة.
عدلة الحسن ربة منزل من رأس العين، قالت لعنب بلدي، إنها اشترت نصف الكميات التي اشترتها عام 2023 بسبب ارتفاع الأسعار، واكتفت فقط بالسكاكر وكميات قليلة من البسكويت.
وأضافت أنها اشترت ما يقارب 10 كيلوغرامات من الحلويات المنوعة عام 2023، أما العام الحالي فلم تشترِ سوى ثلاثة كيلوغرامات فقط.
أما فايز الصابر (47 عامًا)، فقد استعان بأخيه المقيم في تركيا وطلب منه مبلغًا لشراء حلويات العيد، فعمله في الإنشاءات لا يسد أدنى متطلبات عائلته، ورغم ذلك لم يأخذ كميات معتادة كما في الأعوام السابقة.
من جانبها، لجأت دارين شاهين إلى تحضير بعض الحلويات في المنزل، نظرًا إلى ارتفاع أسعار الجاهزة في الأسواق، وحضّرت ما يقارب ثلاثة كيلوغرامات من المعمول وكيلوغرامين من البقلاوة.
واقتصر شراؤها الحلويات من السوق على بعض السكاكر.
تكاليف جمركة ونقل
تقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
وتؤثر عدة عوامل على ارتفاع أسعار معظم السلع خاصة المستوردة، منها تكلفة النقل، وشراء المواد بالدولار وبيعها بالليرة السورية المتداولة.
زياد فراس، صاحب محل تجاري في رأس العين، أوضح لعنب بلدي أن سبب ارتفاع أسعار الحلويات يعود إلى إغلاق الطرق واعتماد المنطقة على الحلويات الجاهزة من تركيا عبر معبر “تل أبيض”.
وأضاف أن تكلفة الجمركة والنقل وتفريغ الحمولة رفعت من أسعار الحلويات، نظرًا إلى كونها مواد مستوردة وليست قادمة بطرق غير نظامية من الرقة والحسكة.
وذكر أن الحلويات محلية التحضير ارتفعت أسعار موادها الأولية أيضًا مثل السكر والطحين والزيت، كما أثر فيها نقص المحروقات مثل الغاز الضروري لتشغيل الأفران.
وأشار إلى أن اعتماد المنطقة على الليرة السورية أيضًا أسهم في ارتفاع الأسعار، حيث يتم شراء المواد الأولية بالدولار وتباع بالليرة السورية، ما يسبب خسائر للتجار.
وتعد الليرة السورية العملة المتداولة في المنطقة، لكن واقعها المضطرب وانخفاضها إلى مستويات غير مسبوقة أرهق الأهالي، أما العملة الثانية فهي الليرة التركية (غير متداولة بكثرة) بسبب متاخمة المدينة الحدود التركية، والثالثة هي الدولار الأمريكي.
ويعادل كل دولار أمريكي 13850 ألف ليرة سورية، ويبلغ مقابل العملة التركية 32.5 ليرة، بحسب موقع “الليرة اليوم” المتخصص بأسعار العملات النقدية.