توعدت إيران على لسان مسؤولين فيها بالرد بشكل “حازم” على الغارة الإسرائيلية التي استهدفت مبنى قنصليتها في العاصمة السورية دمشق، الاثنين.
وقال قائد قاعدة “كربلاء” لـ”الحرس الثوري”، العميد أحمد خادم سيد الشهداء، لوكالة الأنباء الإيرانية (إرنا) اليوم، الثلاثاء 2 من نيسان، إن إسرائيل ستتلقى قريبًا “ردًا ساحقًا وغير مسبوق” على الهجوم الذي طال القنصلية الإيرانية في دمشق.
وأضاف، “لا شك أن الهجوم على القنصلية الإيرانية في دمشق جريمة كبرى، سيصاحبها قريبًا رد فعل ساحق من الجمهورية الإسلامية”.
من جانبه، نعى “حزب الله” اللبناني، وهو إحدى الميليشيات المدعومة من إيران، عبر بيان، القيادي في “الحرس الثوري” محمد رضا زاهدي وآخرين قتلوا معه بالغارة الإسرائيلية على دمشق، مشيرًا إلى أن الهجوم لن يمرّ دون عقاب.
وفي الوقت الذي توالت فيه التهديدات الإيرانية، دعت السفيرة ونائب ممثل طهران في الأمم المتحدة لعقد اجتماع عاجل للتعامل مع الهجوم الإسرائيلي على قنصلية بلادها في سوريا، بحسب ما نقلته وكالة “مهر” الإيرانية.
سفير إيران في دمشق، حسين أكبر، الذي نجا من الهجوم نفسه، أكد أن إيران سترد “بحزم” على الهجوم، مشيرًا إلى أن طائرات إسرائيلية من طراز “F-35” استهدفت مبنى القنصلية بستة صواريخ من اتجاه الجولان السوري المحتل.
وأضاف، “كنت في مكان عملي بالسفارة وشهدت من غرفتي أن هذا المبنى تعرض لأضرار”، بحسب ما نقلته وكالة “إرنا“.
وكان سلاح الجو الإسرائيلي قصف، الإثنين، موقعًا ملاصقًا للسفارة الإيرانية في حي المزة بدمشق، ما أسفر عن جرحى، وأضرار مادية.
وقالت الوكالة السورية الرسمية للأنباء (سانا) حينها، إن مدنيين اثنين أصيبا بجروح إثر هجوم إسرائيلي استهدف عددًا من النقاط في محيط العاصمة دمشق.
أمريكا تتنصل
صباح اليوم، الثلاثاء، نقل موقع “إكسيوس“، عن متحدث باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي، أن الولايات المتحدة لا دور لها في الضربة الإسرائيلية، وأضاف نقلًا عن مسؤول أمريكي كبير لم يسمِّه، أن واشنطن أبلغت طهران بذلك.
ويرى كاتب التقرير في “إكسيوس” أن الرسالة النادرة التي وجهتها واشنطن لطهران، تظهر أن إدارة بايدن تشعر بـ”قلق عميق” من أن الضربة الإسرائيلية قد تؤدي إلى تصعيد إقليمي واستئناف هجمات الميليشيات الموالية لإيران ضد القوات الأمريكية.
وقال الموقع الأمريكي، إن المخابرات الإسرائيلية كانت تتابع منذ فترة طويلة الجنرال الإيراني محمد رضا زاهدي، الذي كان مسؤولًا عن التسليح والتنسيق مع “حزب الله” وغيره من الميليشيات الموالية لإيران في لبنان وسوريا.
ونقل عن مسؤول إسرائيلي أن “النافذة العملياتية لإقصاء زاهدي لم تفح إلا في الأيام الأخيرة”.
مسؤول إسرائيلي “كبير” آخر لم يسمّه الموقع قال إن الجيش الإسرائيلي في حالة تأهب قصوى تحسبًا لهجمات انتقامية من الميليشيات المتحالفة مع إيران في سوريا.
وخلال مؤتمر صحفي عقدته نائبة السكرتير الصحفي لوزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، سابرينا سينغ، أجابت عن أسئلة صحفيين حول دور الولايات المتحدة بالاستهداف قائلة: “ليس لدي أي شيء حول هذا الموضوع”.
لماذا مبنى القنصلية؟
تدير إيران عبر “حجاج عسكريين” يرتبطون بالسفارة الإيرانية في دمشق، ويقودون ميليشيات مسلحة، تغلغلها العسكري في سوريا، بحسب ما خلص إليه تقرير سابق أعدته عنب بلدي في آب 2022.
وتعتبر الميليشيات الإيرانية مجموعات مقاتلة يشكّل المقاتلون المحليون أغلبية عناصرها، لكنها تتبع بشكل مباشر لـ”الحرس الثوري الإيراني”، المُشكّل في إيران عقب “الثورة الإسلامية الإيرانية”، وتتركز نواة هذه الميليشيات في سوريا بمحافظة دير الزور.
وبحسب معلومات اطلعت عليها عنب بلدي لهيكلية هذه الميليشيات، فإن قائدها المباشر إيراني الجنسية يُلقب بـ”الحاج مهدي”، ويقودها في مدينة الميادين وريفها قيادي آخر يُلقب بـ”الحاج حسين”، وفي البوكمال وما حولها “الحاج عسكر”.
“الحاج مهدي” يتخذ من مطار “القامشلي” مقرًا له، يدير من خلاله أعمال هذه الميليشيا في المنطقة بشكل عام، كما يشرف على عمليات تعيين قادة الميليشيات المحليين.
وتعود القيادة المركزية لهذه الميليشيات إلى السفارة الإيرانية في دمشق، حيث كان يقيم “الحاج يونس”، وهو المسؤول عن جميع أعمال إيران الاستخباراتية والعسكرية في سوريا.
اقرأ أيضًا: سفارة إيران في دمشق تدير “حربًا بين الحروب” شرقي سوريا
واستُبدل “الحاج يونس” سابقًا، إذ سبق وقالت وكالة “تسنيم” الإيرانية في 20 من كانون الأول 2023، إن قائدين إيرانيين كانا مسؤولين عن المهمة الرئيسة المتمثلة في “تقديم المشورة للجيش السوري في الحرب على تنظيم داعش”، هما “الحاج يونس” وسردار الشهيد حسين همداني.
وأشارت الوكالة إلى أن “الحاج يونس” كان من أوائل قادة “فيلق القدس” الذين اتجهوا إلى سوريا مع قائد “فيلق القدس” في “الحرس الثوري” الجنرال الإيراني قاسم سليماني الذي قتلته أمريكا بغارة جوية في العراق في كانون الثاني 2020.