عروة قنواتي
انتهت فترة التوقف الدولي وعاد اللاعبون إلى أنديتهم لإكمال مسيرة مسابقات الدوري والكأس المحلية والقارية في العالم، إذ شهدت تلك الفترة مباريات دولية ودية وتصفيات قارية مؤهلة للمونديال وملحقًا أوروبيًا لبطولة اليورو… ما علينا.
في التصفيات الآسيوية المزدوجة المؤهلة لأمم آسيا 2027 ومونديال 2026 كانت المجموعات على موعد مع الجولة الثالثة والرابعة، ويتبقى توقف واحد في شهر حزيران لتقام خلاله الجولة الخامسة والسادسة، وتُعرف المنتخبات المتأهلة للتصفيات النهائية المؤهلة للمونديال. في التوقف الحالي خاض منتخب النظام السوري مباراتين أمام ميانمار، وخاض على هامش التصفيات دراما من نوع “تعا ولا تجي”، وباللهجة العامية بشوارعنا “عيني فيه وتفو عليه”، هذا المثل ينطبق تمامًا على قدوم المحترف في صفوف شتوتغارت الألماني محمود داوود والأفراح التي انطلقت من كل حدب وصوب بعد 3 سنوات من المحاولات لجلبه واسترضائه، واتضح للجميع أن المهمة تكللت بالنجاح وسيدخل داوود من باب المنتخب الضيق ليفتح الباب على مصراعيه مكللًا بالغار خصوصًا بعد أن بدأ المنتخب يلعب بالنار إثر تعادله الإيجابي بهدف لهدف مع ميانمار.
وصل داوود يا جماعة الخير وجاء بسرعة مع خبر التعادل، لربما لم تكن النية بأن يحضر ويلعب بالشكل المطلوب، ولكن الإلحاح للإعلان عن أن القضية تمت بنجاح ونتيجة التعادل المفاجئة استدعت قدومه السريع لإنقاذ الموقف على أساس أن التصفيات قد تدخل في نفق مظلم مع نتيجة التعادل، تم الإعلان عن نزول داوود للتمرين.
داوود يلتقط الصور، داوود يسلم على الاتحاد والمسؤولين، داوود يجامل، داوود عنده إشكالية، تم حل الإشكالية، داوود نام، داوود فاق، داوود طار، إلى أين؟ باتجاه المطار في المملكة العربية السعودية بعد أن قضى تدريبًا ونصفًا على مدار أقل من يومين، من الخبر السعيد إلى الخبر الصادم والصاعق، وخود على شائعات وتسريبات واتهامات وضرب وطنيات و”دفعلوا كم ورئة” ومن هذه القصص التي استمرت ساعتين وأكثر حتى أصدر اتحاد الكرة بيانًا مقتضبًا بأن “الغالي هرب يامو”، وأن منتخب الوطن فوق كل اعتبار، وسوف يضعون الشارع الرياضي (المضحوك عليه) بكل التفاصيل لاحقًا.
داوود سافر عائدًا إلى ألمانيا يوم مباراة الجولة الرابعة في التصفيات (مباراة العودة أمام ميانمار)، وانتهت النتيجة بسباعية نظيفة لمنتخب النظام أثبت فيها رجال الوطن بأن “زيوان البلد ولا حنطة جلب”، وأن غير المأسوف عليه محمود داوود لن يؤثر على قوة وقدرة المنتخب والصعاب التي يواجهها أمام المنتخبات العظيمة كالهند وميانمار وكوريا الشمالية، و”بتلبقلك دكة بدلاء شتوتغارت” أو “اشتاقتلك يا خاين العشرة، لو تشعل العشرة”، ومن هذه الروايات التي لم تنتهِ في اليوم نفسه وباليوم التالي بعد الفوز التاريخي لمنتخب تمت تسميته عند محبيه بـ”منتخب العراضة”.
يقال إن المحترف محمود داوود لم يعجبه أسلوب التدريب ولا بعض اللاعبين ولا مستواهم ولا مكان الإقامة، ويريد شارة الكابتن فورًا ويريد “بودي غارد” يكون قريبًا من البانش في المباريات لحمايته، ويريد أن يتم استقباله بشكل لائق أكتر (يعني يجيبو مراهقين ومراهقات شايلين ورود ودفاتر وكاميرات مشان يوقع عليها ويتصوروا معو و يبكو لحتى يحضنوه)، وقائمة طويلة من طلبات داوود التي إن كان بعض منها طبيعيًا وحقيقيًا فالغريب بأن اتحاد الكرة الذي فاوض وترجى وحاول 3 سنوات استرضاء المحترف من أجل القدوم للمنتخب لا يعلم شيئًا عن طلبات ونفسية وطريقة تعامل داوود. ترى مع من كانوا يتفاوضون، وكم مبلغ “الكوموسيون” لهذه الصفقة التي لم تتم يا نور العيون.
وأخيرًا، هرب داوود قبل أن يحضر وترك المنتخب قبل أن يرتدي القميص، نفد بمزاميره وذكريات الـ50 دقيقة له مع منتخب ألمانيا في مباراتين قبل 4 أعوام، وعاد إلى ألمانيا يغني “هي أحلى ذكريات.. هي كل الذكريات”.