دمشق.. “بورصة تمور” تحد من الإقبال على الشراء
لا تزال أسعار التمور مرتفعة في أسواق العاصمة السورية دمشق، بعد مرور 20 يومًا من شهر رمضان، ما انعكس على حركة الإقبال التي وصفها تجار بأنها ضعيفة.
وخلال جولة لعنب بلدي في سوق ساروجة والبزورية بدمشق، فإن الأسعار تبدأ من 50 ألف ليرة سورية إلى 200 ألف ليرة، وتختلف بحسب الجودة (الدولار يقابل 15 ألف ليرة).
أسعار جنونية
عائشة (62 عامًا) من سكان حي الزاهرة بدمشق، قالت لعنب بلدي إنها أخرجت التمر من قائمة المشتريات في رمضان الحالي، مضيفة أنها تعيش وزوجها على راتبه التقاعدي والذي يصل إلى 200 ألف ليرة سورية.
وكذلك استبعد محمد (44 عامًا) وهو من سكان حي الميدان بدمشق، شراء التمر لأن راتبه البالغ 380 ألف ليرة سورية بالكاد يكفي الاحتياجات الأساسية لعائلته (زوجة وثلاث بنات).
واعتبر أن التمور باتت من الكماليات للعائلة السورية، ويقتصر شراؤها على أصحاب الدخل المرتفع.
بورصة التمر
وصال (35 عامًا) من سكان شارع بغداد بدمشق، قالت إنها أجرت عملية بحث بين عدة أسواق للحصول على سعر “مقبول” للتمر، بما يتناسب مع راتبها البالغ 280 ألف ليرة سورية (معلمة صف).
وقالت السيدة لعنب بلدي إن التفاوت بدا واضحًا بين محل وآخر من 5000 إلى 10 آلاف ليرة لنفس النوع، فسعر كيلو التمر الأردني “المجدول” 60 ألف ليرة سورية، وفي محل آخر كان بسعر 70 ألف ليرة، وسعر “الرطب” من 50 ألفًا إلى 55 ألف ليرة.
ركود
غسان (53 عامًا) صاحب محل بيع تمور في سوق البزورية بدمشق، قال إن حركة بيع التمور ضعيفة، فمعظم الناس تسأل عن الأسعار دون شراء.
وأضاف أن ارتفاع أسعار التمور يعود لعدة عوامل منها ارتفاع سعر النقل والمحروقات والرسوم الجمركية وتقلب العملة أمام الدولار والضرائب، جميعها تساهم بإرتفاع سعر السلعة.
وذكر أنه نتيجة ضعف القوة الشرائية لدى الناس أوقف التجار استيراد أنواع عديدة من التمور لأن أسعارها ستكون مرتفعة بشكل أكبر عما هي عليه الأنواع في السوق حاليًا، ومن تلك الأنواع “مبروم المدينة والسري والخنيزي” وغيرها .
تمر فاسد و”سقط”
قبل شهر رمضان بنحو أسبوعين، قال أمين سر جمعية حماية المستهلك عبد الرزاق حبزة، إن تسعير التمور يتم بناء على فاتورة استيرادها التي تحدّد التكاليف وبناء على ذلك تُسعرها وزارة التجارة الداخلية
وذكر أن هناك كميات من التمر المطحون في الأسواق، وهو عن طحن تمور فاسدة مخزّنة منذ زمن، أو حتى ذات الأنواع الرديئة والتي يتمّ طحنها وإضافة منكهات عليها، وتوضيبها في أكياس بلاستيك لبيعها إلى محال الحلويات التي تدخل بصناعتها هذه المادة.
وأضاف أن كميات من التمور تدخل عن طريق “التهريب”، كما يوجد نوع من التمور يسمى “التمر السقط” والذي يسقط على الأرض ويحوي ترابًا ورملًا ويباع بـ25 ألف ليرة، ويدخل بطريقة غير نظامية ويباع دون بطاقة منشأ.
ومع قدوم رمضان ارتفعت أسعار معظم السلع، وسط واقع اقتصادي ومعيشي متردٍ يعيشه الأهالي، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة سورية (الدولار يقابل 13850 ليرة)، بينما يبلغ متوسط تكاليف المعيشة أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى لتكلفة المعيشة 6.5 مليون ليرة.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :