عنب بلدي – ديان جنباز
شهدت أسواق مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي ارتفاعًا ملحوظًا في أسعار الخضراوات مع حلول شهر رمضان في 11 من آذار الحالي.
ووصلت نسبة الارتفاع لبعض أصناف الخضراوات إلى الضعف مقارنة بما كانت عليه في شباط الماضي.
وعزا تجار خضراوات التقتهم عنب بلدي ارتفاع الأسعار إلى مشكلات الاستيراد، وتسعير البضائع بالدولار الأمريكي بالنسبة لتجار الجملة، والاحتكار، وزيادة الطلب في شهر رمضان.
الاحتكار وأسعار الصرف
يدير بشير الراقي محلًا لبيع الخضراوات في مدينة اعزاز، وقال لعنب بلدي، إن السبب الرئيس وراء ارتفاع الأسعار هو احتكار التجار وغياب الرقابة، بالإضافة إلى زيادة الطلب في أيام شهر رمضان.
وأضاف أن أصحاب المحال في المنطقة هم الخاسر الأول، إذ يعانون من تحديات مالية نتيجة التكاليف التي وصفها بـ”الباهظة” لإيجارات المحال التجارية، وفواتير الكهرباء، وتكاليف شراء البضائع بالدولار الأمريكي وبيعها للزبائن بالعملة التركية.
وأضاف التاجر أن الارتفاع شمل الأصناف الأساسية من الخضراوات، إذ بلغ سعر كيلو الفليفلة 80 ليرة تركية بعد أن كان مسعرًا بـ40 ليرة، في حين سجل سعر كيلو الخيار 40 ليرة تركية بعد أن كان بـ18 ليرة، ووصل سعر كيلو الكوسا إلى 50 بعد أن كان بـ30 ليرة تركية.
من جهته، قال علاء ديب، وهو أيضًا صاحب محل لبيع الخضراوات، إن ارتفاع الأسعار يعزى إلى عوامل خارجية، مثل تقلبات سوق العملات وعدم استقرارها، إضافة إلى عدم وجود اكتفاء ذاتي في المحاصيل المحلية، واستناد التجار إلى الاستيراد الخارجي.
وأضاف أنه يشتري بضائعه بالجملة من سوق “الهال” في المدينة بالدولار الأمريكي، لكنه يضطر لبيعها لزبائنه بالعملة التركية، ما يضعه أمام احتمالية الخسارة أو الربح.
علاء قال لعنب بلدي، إنه صار من الصعب حساب الأسعار بشكل دقيق، بينما يعمل يوميًا على تقدير مجمل أرباحه وخسائره بناء على سعر صرف الدولار الأمريكي بين اليوم والآخر.
ويشهد سعر صرف الليرة التركية أمام الدولار تذبذبًا منذ أكثر من عام، إذ لم يستقر سعره لأكثر من شهر واحد.
وأشار علاء إلى أن حركة الأسواق تبدو طبيعية خلال شهر رمضان، لكن السكان حصروا مستلزماتهم بالاحتياجات اليومية بسبب عدم قدرتهم على شراء كميات كبيرة من الخضراوات.
وبحسب موقع “Döviz” المتخصص بأسعار الصرف والعملات النقدية، وصل سعر صرف الدولار الأمريكي إلى أكثر من 32 ليرة تركية، لحظة تحرير هذا التقرير.
مشكلة الاستيراد
إلى جانب ارتفاع أسعار الصرف، واحتكار المنتجات، يعتقد محمد عثمان وهو تاجر خضراوات في سوق “الهال” بمدينة اعزاز، أن ارتفاع الأسعار يعود لاعتماد التجار بشكل رئيس على الخضراوات المستوردة، بسبب عدم توفر المحاصيل المحلية.
وأشار إلى أن الرسوم الجمركية التركية، وتكلفة النقل والتفريغ، تلعب دورًا كبيرًا بارتفاع أسعار المنتجات في الوقت الراهن.
محمد اعتبر أن بعض التجار يستغلون زيادة الطلب في بداية شهر رمضان، على الرغم من توفر الكميات في الأسواق.
وأشار إلى أنه من المتوقع انخفاض الأسعار في الأيام القليلة المقبلة.
وتأثر الوضع الاقتصادي وعمال المياومة في شمال غربي سوريا بانخفاض قيمة الليرة التركية مقابل الدولار الأمريكي، إذ لا يزال العمال يتلقون أجورًا منخفضة بالليرة التركية، في ظل ارتفاع أسعار جميع المواد في مدينة اعزاز.
ويتقاضى عمال المياومة في الشمال السوري 100 ليرة تركية في أحسن الأحوال (نحو ثلاثة دولارات أمريكية)، ويعد مبلغًا منخفضًا أمام قائمة الاحتياجات، إذ وصل حد الفقر المعترف به إلى 10843 ليرة تركية، وحد الفقر المدقع إلى 8933 ليرة.
ويشهد المستوى العام للأسعار ارتفاعات شبه يومية، تطال سلعًا ومواد أساسية وغذائية، تضاعف انعدام القدرة الشرائية للسكان.
ويلجأ معظم السوريين إلى الاعتماد على أكثر من مصدر لمحاولة الموازنة بين الدخل والمصاريف، وأبرز تلك المصادر الحوالات المالية من مغتربين خارج سوريا، والاعتماد على أعمال ثانية، بينما تستغني عائلات عن أساسيات في حياتها وتخفض من معدل إنفاقها.
ويسكن شمال غربي سوريا 4.5 مليون شخص، منهم 4.1 مليون بحاجة إلى مساعدة، و3.3 مليون منهم يعانون انعدام الأمن الغذائي، 2.9 مليون منهم نازحون داخليًا، ومليونان يعيشون في المخيمات، وفق الأمم المتحدة، في حين تتحدث إحصائيات محلية عن أن 5.5 إلى 6 ملايين شخص يقيمون في المنطقة.