دوريات شعبية في مخيم “رأس العين”.. ترفيه دافعه الشغف

مباراة ضمن "دوري أبطال المحبة" في مخيم "رأس العين" شمال شرقي الحسكة - 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

camera iconمباراة ضمن "دوري أبطال المحبة" في مخيم "رأس العين" شمال شرقي الحسكة - 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

tag icon ع ع ع

خلقت الدوريات الشعبية لكرة القدم في مخيم “رأس العين” للنازحين شمال شرقي الحسكة فسحة أمل وسط ظروف قاسية. 

وتسهم هذه الدوريات في تعزيز الترابط الاجتماعي بين سكان المخيم، وتتيح فرصة للترفيه والتسلية، وتساعد على إبعاد شبح الملل والروتين عن حياة النازحين بالرغم من الصعوبات التي تواجه المنظمين.

مبادرات فردية

حسن حمام، إعلامي يغطي الدوريات والبطولات ضمن مخيم “رأس العين” وهو أحد سكانه، قال لعنب بلدي، إن أهالي رأس العين بطبيعتهم يحبون لعبة كرة القدم، وانتقل معهم هذا “الشغف”، إلى المخيم بالرغم من ظروف المعيشة الصعبة والقاسية.

وأضاف أن القاطنين عملوا مبادرات فردية لتنظيم دوريات لكرة القدم، ثم صارت هذه الدوريات تجري تحت إشراف “مكتب الشباب والرياضة” وإدارة المخيم التابعة “للإدارة الذاتية”.

وأوضح أن عدد الفرق المشاركة يصل أحيانًا إلى عشرة فرق تمثل كل منها قطاع من المخيم (يضم المخيم عدة قطاعات: قطاع أول، ثاني، ثالث)، أو قد تمثل الفرق المنطقة التي ينحدر منها النازحون.

وأعطى حسن مثالًا بأن فريق ريف رأس العين يلعب ضد فريق رأس العين المدينة، وأحيانًا تضم الدوريات فرقًا من داخل المخيم مع فرق من خارجه، سواء من المخيمات الأخرى أو من الحسكة وريفها.

جماهير تشاهد مباراة ضمن "دوري أبطال المحبة" في مخيم "رأس العين" شمال شرقي الحسكة - 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

جماهير تشاهد مباراة ضمن “دوري أبطال المحبة” في مخيم “رأس العين” شمال شرقي الحسكة – 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

وسيلة للترفيه

يرى خليل الصالح (30 عامًا) من سكان المخيم في حديثه لعنب بلدي، أن الدوريات الشعبية الكروية في المخيم وسيلة أساسية للترفيه عن القاطنين، خاصة فئة الشباب رغم من أنها تجذب النازحين من جميع الأعمار.

واعتبر خليل أن هذه المباريات فرصة للتجمع والتفاعل الاجتماعي بين السكان، والابتعاد عن ضغوط الحياة المعتادة في المخيم.

وأضاف أن روح المنافسة والمتعة والحماسة حاضرة مع بدء الدوري، حيث تشهد المباريات تفاعلًا وحضورًا جماهيريًا ملحوظًا.

وعد محمد (25 عامًا) أحد المشاركين في دوريات المخيم قال لعنب بلدي، إن الدوريات فرصة للتفاعل مع الشباب الآخرين وتبادل الخبرات والمهارات في كرة القدم.

وذكر أن هناك عددًا من العاطلين عن العمل من فئة الشباب الذين يجدون في المباريات متنفسًا لممارسة هوايتهم المفضلة وتعبيرًا عن “حبهم للحياة”.

جماهير تشاهد مباراة ضمن "دوري أبطال المحبة" في مخيم "رأس العين" شمال شرقي الحسكة - 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

جماهير تشاهد مباراة ضمن “دوري أبطال المحبة” في مخيم “رأس العين” شمال شرقي الحسكة – 23 من آذار 2024 (دوريات مخيم رأس العين/ فيس بوك)

صعوبات تواجه الدوريات

الإعلامي حسن حمام ذكر لعنب بلدي أن هناك عدة صعوبات تواجه مثل هذه النشاطات أهما قلة الدعم والرعاية، وضعف البنية التحتية في المخيم.

وقال إن أرضية الملعب ترابية، ومن الصعب اللعب عند نزول أي زخات من المطر في فصل الشتاء، إذ تتأخر المباريات وأحيانا تلغى بسبب الطين، أما في فصل الصيف فيشكل الغبار والأتربة عائقًا أمام اللعب، ونتيجة ذلك ترفض عدة فرق من خارج المخيم اللعب، وفي حالة انضمت إلى الدوري قد لا تعيد التجربة مرة ثانية.

وأضاف أن الدعم الوحيد لتنفيذ مثل هذه الدوريات هو الاشتراكات التي يدفعها كل فريق، والتي تذهب لشراء الجوائز للفرق الفائزة مثل الميداليات والكؤوس واللباس.

وأهم ما يحتاجه الملعب هو التعشيب أو وضع إنارة بالطاقة الشمسية حتى تتمكن الفرق من اللعب ليلًا، وتجنب الحرارة الشديدة خلال الصيف القادم، وهو أمر ممكن كون الملعب سداسي وصغير، لافتًا إلى غياب دور المنظمات في دعم مثل هذه النشاطات.

وحسبما علمت عنب بلدي من قاطني المخيم فإن المنظمات بعيدة عن الاهتمامات بالأنشطة الرياضية، وتركز على الأنشطة التي تخص الأطفال وتهمل فئة الشباب.

ويقع مخيم “رأس العين” في أطراف الحسكة الشمالية الشرقية، ويضم نحو 11 ألف نازح ينحدرون من مدينة رأس العين والقرى المحيطة بها وقسم من قرى ريف تل تمر.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة