أدانت روسيا الضربات الإسرائيلية التي استهدفت الأراضي السورية، معتبرة أنها “استفزازية” وتشكل انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي، في تعليق لموسكو هو الثاني خلال أسبوع.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية ماريا زاخاروفا، إن الضربات الإسرائيلية على سوريا “غير مقبولة على الإطلاق”، وإن موسكو تدين هذه التصرفات وتعتبرها “استفزازية” ومحفوفة بالمخاطر.
وذكرت أن مثل هذه “الأعمال العدوانية” تشكل انتهاكًا صارخًا لسيادة سوريا وللقواعد الأساسية للقانون الدولي، وتحمل عواقب خطيرة للغاية في سياق تدهور وضع المنطقة، وفق ما نقلته وكالة “ريا نوفوستي” الجمعة 29 من آذار.
وشنت إسرائيل أكثر من ضربة في يوم واحد، موقعة قتلى في أحد المواقع بريف العاصمة دمشق (قتيلان)، وفي مدينة حلب.
ولم تنشر وسائل السورية الرسمية أعداد القتلى جراء الاستهداف الإسرائيلي في مناطق متفرقة بحلب، لكن وكالة “رويترز“، نقلت عن مصدرين أمنيين أن الضربات الإسرائيلية على مدينة حلب، أسفرت عن مقتل 38 شخصًا، بينهم خمسة من عناصر “حزب الله” اللبناني، في حين نعى الأخير ستة مقاتلين.
وفي 21 من آذار الحالي، قال مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا، إن الغارات الإسرائيلية على سوريا “تهدد بمواجهة إقليمية شاملة”، وذلك خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي.
وذكر نيبينزيا أن موسكو تشعر بالقلق بشكل خاص إزاء تكثيف هجمات إسرائيلية على أهداف مدنية سورية، وتحمل مثل هذه الأعمال “غير المسؤولة خطر جر سوريا وعدد من جيرانها إلى مواجهة إقليمية واسعة النطاق”.
ويعد تعليق موسكو على الضربات الإسرائيلية لافتًا، خاصة أنها التزمت الصمت لعشرات الاستهدافات، بينما لم تتوقف هجمات إسرائيل عن مواقع متفرقة ونقاطًا عسكرية في العاصمة دمشق وريفها وحلب وأرياف حماة وطرطوس وحمص.
وتستهدف إسرائيل بشكر متكرر مواقع ونقاط في سوريا لمحاربة الوجود العسكري الإيراني على الأراضي السورية، والذي ترى فيه تهديدًا لـ”أمنها القومي”، وفق ما تعلنه.
وتعتبر دمشق وحمص مركزين رئيسيين في إطار النشاط الإيراني، وتعد المنطقتان الجغرافيتان “محطات تخزين” قصير المدى للأسلحة قبل تسليمها إلى “حزب الله” في لبنان، و”محطات تخزين” طويلة الأمد لاستخدامها في المستقبل من قبل “المحور الشيعي” في سوريا، وفق تقرير لمركز “ألما” الإسرائيلي البحثي، في 2 من نيسان 2023.