تزايد الاستهدافات جنوبي لبنان.. مسار التهدئة متعثر

  • 2024/03/29
  • 2:52 م
منزل محترق نتيجة صاروخ أطلقه حزب الله على مستوطنة كريات شمونة- آذار 2024 (نيويورك تايمز)

ارتفعت وتيرة الأعمال العسكرية المتبادلة بين إسرائيل وقوات “حزب الله”، خلال يومين، ما يشي بتعثر لمسار تهدئة عملت عليه أمريكا وفرنسا لأسابيع.

التصعيد الأخير لم يقتصر على قصف المناطق الحدودية بين لبنان وفلسطين المحتلة، إذ تزايدت وتيرة استهداف شخصيات قيادية وعناصر من “حزب الله”، سواء داخل لبنان، أم في سوريا.

ردود الحزب من جهتها شملت قصفًا بعشرات الصواريخ للمستوطنات شمالي فلسطين المحتلة، ما يؤخر عودة المستوطنين إلى المنطقة، ويزيد من تهديدات إسرائيل بحرب شاملة ضد لبنان.

ويبدو أن واشنطن غير راضية عن التصريحات والتدريبات التي أجرتها إسرائيل مؤخرًا وبشكل مفاجئ على الحدود، وفق ما صرح به مسؤولون أمريكيون مؤخرًا، وتأخير واشنطن تسليم شحنات عسكرية جديدة لإسرائيل.

استهداف السيارات مستمر

غيرت إسرائيل خلال الأسابيع القليلة الماضية من استراتيجيتها في قصف جنوبي لبنان، مع محاولة استهداف شخصيات من “حزب الله”، تحديدًا خلال تنقلاتهم وقصف سياراتهم.

آخر هذه الاستهدافات كانت اليوم، الجمعة 29 من آذار، إذ قالت الوكالة الوطنية للإعلام اللبنانية (حكومية) إن غارةً إسرائيلية استهدفت سيارة في قضاء صور، نتج عنها مقتل شخص واحد.

وحتى لحظة تحرير هذا التقرير، لم يعلن الحزب، أو إسرائيل عن الشخصية المستهدفة، إلا أن وسائل إعلام محلية تداولت مقتل قيادي من “حزب الله” في الاستهداف.

فيما أعلن الحزب اليوم عن مقتل ثلاثة من عناصره، دون الإشارة لمكان مقتلهم، وما إذا كان مرتبطًا بالغارات الإسرائيلية الأخيرة على دمشق وحلب، أو أنهم قتلو في لبنان.

وأجرى الجيش الإسرائيلي، الخميس، مناورات عسكرية مفاجئة على الحدود الشمالية لفلسطين المحتلة، للإعداد لحرب ضد لبنان وفق ما نقلت صحيفة “تايمز أوف إسرائيل”.

وشارك في التدريبات جميع قيادات وأجنحة ومديريات الجيش الإسرائيلي، بالإضافة لهيئة الأركان العامة، بالتزامن مع تصريحات لمسؤولين عسكريين.

ولا يبدو أن هذه المناورات تأتي في سياق ضغط سياسي ضد لبنان، إذ نقلت صحيفة “إسرائيل هيوم” عما وصفته بمسؤول عسكري كبير، أن الاستعدادات جارية بالفعل لعملية عسكرية في الشمال.

وما يوقف إسرائيل عن شنّ حرب أوسع نطاقًا من الاشتباكات الحالية ضد لبنان هو ملف العملية العسكرية ضد رفح، إذ لا ترغب القيادة العسكرية الإسرائيلية بشنّ العمليتين في آن واحد.

وفق الصحيفة، فإن القوات الإسرائيلية تهدف بشكل مباشر لإعادة سكان المستوطنات الموزعين على فنادق، لمستوطناتهم شمالًا، وهو ما يتطلب حربًا برّية لإبعاد قوات “حزب الله”.

وفي 27 من آذار، قتل ثمانية أشخاص في غارات جوية إسرائيلية على مناطق حدودية، بينهم عناصر من الحزب، ثم رد الأخير بإطلاق عشرات الصواريخ باتجاه مستوطنة كريات شمونة.

مسار التهدئة متعثر

أحد أوجه الضغط الذي تواجهه إسرائيل، يتعلق بمدى إمكانية عودة أكثر من 60 ألف مستوطن غادروا المناطق الشمالية المحاذية للحدود مع لبنان منذ تشرين الأول 2023.

وفي تقرير نشرته صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية، فإن صواريخ “حزب الله” ألحقت أضرارًا بعشرات المنازل، ويتحاشى مستوطنون ما يزالون في المنطقة من إشعال الأضواء ليلًا مخافة الاستهداف.

وأضافت أن إسرائيل أنشأت بالفعل نقاطًا عسكرية لمنع عودة المستوطنين، وأصبحت المنطقة شبه مهجورة، مع استضافة 220 فندقًا في مختلف المناطق لهم.

كما غادرت شركات التكنولوجيا المنطقة وهناك مطعم واحد مفتوح فقط ويقدم خدماته للجنود وأغلقت المحلات والبنوك أبوابها.

ورغم التعقيدات السياسية والميدانية التي تؤجل انطلاق عملية عسكرية ضد رفح، وبالتالي ضد جنوبي لبنان، ما يزال مسار التهدئة متعثرًا بدوره.

ومنذ أشهر، سعت عدة دول غربية لرسم مسار للتهدئة بين “حزب الله” وإسرائيل، كان آخرها مبادرة فرنسية ثم أمريكية، تشمل عدة محاور، على رأسها إبعاد الحزب عن الحدود، وتفكيك منشآت عسكرية، وعودة المستوطنين للمستوطنات وكذلك النازحين اللبنانيين لقراهم.

صحيفة “الأنباء” اللبنانية قالت في تقرير نشرته اليوم، إن هناك رغبة إسرائيلية بإفراغ القرى الحدودية اللبنانية من سكانها، مع تحذيرات بصيف ساخن للبنان.

ونقلت عن مصادر أمنية لبنانية تخوفات من حرب شاملة ضد لبنان والضاحية الجنوبية تحديدًا، دون توفير بنى تحتية، وأن لا إرادة دولية حقيقية لإيقاف الحرب.

وأضافت أن الواقع الحالي يشير إلى أن باب الحرب أوسع من باب السلام، وإسرائيل جادة في تهديداتها للبنان، رغم أن الحزب يؤكد أنه في موقع الرد لا الهجوم.

ووفق “إسرائيل هيوم”، هناك قلق متزايد من فقدان الدعم الأمريكي لإسرائيل، خاصةً مع الانتقادات المتزايدة لإدارة بايدن وموقفها من الحرب على غزة.

ونقلت وكالة “رويترز” عن قائد الجيش الأمريكي، تشارلز كيو براون، الخميس، أن إسرائيل لم تتسلم كل الأسلحة التي طلبتها، ضمن مساعدات تبلغ 3.8 مليار دولار.

وأضاف أن إسرائيل طلبت ما لا قدرة لواشنطن، ولا رغبة لها بتسليمه.

وكان رئيس الوزراء اللبناني، نجيب ميقاتي، دعا الاثنين الماضي للضغط على إسرائيل لوقف مهاجمة لبنان، في أعقاب قرار مجلس الأمن الدولي الذي دعا لوقف إطلاق النار في غزة.

وقتل منذ اندلاع الاشتباكات وحتى 20 من آذار الحالي، 316 لبنانيًا وأصيب 1235 شخصًا، وفق بيانات وزارة الصحة اللبنانية.

ووصل عدد النازحين إلى 91 ألفًا و405 نازحين، وفق مكتب الشؤون الإنسانية التابع للأمم المتحدة (أوتشا)، وذلك حتى 28 من آذار الحالي.

مقالات متعلقة

  1. مستوطنون إسرائيليون يستعدون لـ"حرب طويلة" على الحدود اللبنانية
  2. جبهة ساخنة جنوبي لبنان.. إخلاء مستوطنات إسرائيلية
  3. ضحايا بقصف إسرائيلي في لبنان.. دعوات لضرب "حزب الله"
  4. ثلاث منظومات عسكرية هاجمتها إسرائيل في لبنان

دولي

المزيد من دولي