لا أطباء عيون في رأس العين

  • 2024/03/31
  • 12:16 م
يعاني القطاع الطبي في رأس العين من نقص الكوادر والمعدات - 25 من آذار 2024 (عنب بلدي)

يعاني القطاع الطبي في رأس العين من نقص الكوادر والمعدات - 25 من آذار 2024 (عنب بلدي)

عنب بلدي – رأس العين

تشهد مدينة رأس العين شمال غربي الحسكة غياب أطباء العيون، الأمر الذي يشكل عبئًا على المرضى من المحتاجين لمعاينات أولية أو عمليات جراحية.

يضطر مرضى العيون في المدينة إلى البحث عن أطباء خارج المنطقة، سواء من خلال محاولة السفر إلى تركيا أو الذهاب إلى مدينة تل أبيض المجاورة (تبعد نحو 120 كيلومترًا)، إذ لا يوجد في المستشفى “الوطني” الذي يشكل المرفق الرئيس للرعاية الصحية برأس العين أي طبيب مختص في أمراض العيون، ولا حتى على مستوى العيادات الخاصة.

تكاليف مادية وطول مسافة.. التأخّر يزيد المرض

اشتكى عدد من المرضى في حديثهم لعنب بلدي من الصعوبات التي يعانونها خلال رحلة علاجهم خارج المدينة التي تضم 115 ألف نسمة.

محمد الصادق (45 عامًا) وهو من أبناء مدينة رأس العين، قال لعنب بلدي، إنه يعاني من وجود “ماء أبيض” داخل عينه ويحتاج إلى عملية جراحية، وأوضح أنه ذهب إلى مستشفى “رأس العين” ولم يجد أي طبيب اختصاصي يكشف عن حالته.

وأضاف أنه اضطر للذهاب إلى تل أبيض، رغم المسافة الكبيرة، للحصول على معاينة، حيث انتظر دوره لما يقارب أربعة أشهر لتلقي العلاج اللازم، لافتًا إلى ضرورة توفير الأطباء في مستشفى “رأس العين الوطني”.

أما حنان المرعي، التي تبلغ من العمر 35 عامًا، فهي تعاني من مرض إعتام عدسة العين اليسرى لديها، وتحتاج إلى تدخل جراحي.

وذكرت أن حالتها تدهورت خلال العامين الماضيين، إذ لم تكن لديها القدرة المادية على الذهاب إلى مدينة تل أبيض بسبب تكلفة التنقل والمصاريف الشخصية.

وتبلغ أجرة المواصلات من رأس العين إلى تل أبيض 200 ألف ليرة سورية للنقل العام، وفي حال استئجار سيارة خاصة يدفع الشخص 700 ألف ليرة سورية (نحو 50 دولارًا أمريكيًا).

قالت حنان، إنها سجلت في “المستشفى الوطني” للتحويل إلى تركيا، لكن إجراءات التحويل استغرقت خمسة أشهر، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية.

من جانبه، قال أمين المطر، إنه يعاني من حساسية في عينيه، ويحتاج إلى معاينة دورية من قبل طبيب لتقييم حالته المرضية، وأوضح أنه يضطر للذهاب إلى مدينة تل أبيض كل أسبوع من أجل المعاينة، وأنه يضطر أحيانًا إلى تأجيل معاينته لبعد المسافة وارتفاع التكاليف المادية، ما أثّر على حالته الصحية، مشيرًا إلى أنه قرر الانتقال إلى تل أبيض حتى تحسن حالته.

طبيبان في رأس العين

تعاني رأس العين من قلة الكوادر الطبية المؤهلة وهجرة عدد منها، ونقص في المعدات الطبية الحديثة، ما أدى إلى تراجع الوضع الصحي في المدينة.

ولا يوجد في الوقت الحالي سوى طبيبين من أبناء المنطقة، أحدهما متخصص في الأمراض الجلدية والآخر في الأمراض الباطنية.

مدير الصحة في رأس العين، راكان الجلود، قال لعنب بلدي، إن هناك نقصًا عامًا في جميع الاختصاصات، ولا يقتصر الأمر على أطباء العيون.

وأوضح أن إدارة المستشفى تضطر إلى إحالة المرضى الذين يعانون من أمراض يتطلب علاجها تدخلًا طبيًا إلى تركيا أو تل أبيض.

وأضاف أن تأخر تحويل بعض المرضى يعود إلى كثرة الحالات التي تحتاج للتحويل إلى تركيا، وأن تحويلها إلى تل أبيض يعتبر أسهل وأقل تعقيدًا، خاصة بالنسبة للمرضى الذين يعانون من الحالات “الحمراء”، وهي الحالات التي تحتاج إلى تدخل طبي مباشر.

وذكر أن مديرية الصحة تعمل على توفير الأطباء من تركيا، ولكن ذلك يعتمد على موافقة الأطباء على العمل في رأس العين، لافتًا إلى هجرة أطباء من المنطقة بحثًا عن حياة أفضل.

ومنذ 2019، تدير تركيا مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب.

وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني”، وتحيط بهما جبهات القتال مع “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع