قاطنو “الركبان” يفتقدون طقوس رمضان في عامهم العاشر

  • 2024/03/27
  • 12:42 م
محال لبيع المواد الغذائية في مخيم "الركبان" - 26 من آذار 2024 (عنب بلدي)

محال لبيع المواد الغذائية في مخيم "الركبان" - 26 من آذار 2024 (عنب بلدي)

تغيب الطقوس الرمضانية عن عائلة جاسم المنحدر من محافظة حمص والمقيم في مخيم “الركبان” المحاصر على الحدود السورية- الأردنية.

وقال جاسم (50 عامًا) لعنب بلدي، إن البقاء في مكان محاصر بعيد عن الأهل والأصدقاء، يحرم المرء من الشعور بأي طقس أو عادة، ولا يملك سوى الحنين إلى الذكريات.

يقطن جاسم مع عائلته المؤلفة من سبعة أفراد في بيت مصنوع من الطين في جو صحراوي يكثر فيه الغبار، وتغيب عنه الكهرباء، وحاله مشابه لـ8000 آلاف نسمة تقطن المخيم.

ويعد رمضان الحالي هو العاشر لقاطني هذا المخيم بعيدًا عن مدنهم الأصلية، إذ أنشئ عام 2014 قرب الحدود السورية- الأردنية في منطقة التنف، وكان نقطة عبور للمهجرين من مناطق حمص والرقة ودير الزور باتجاه الأردن.

وبعد منع الأردن عام 2018 دخول السوريين من منطقة الركبان، تحول إلى منطقة معزولة يحاصرها النظام من جهة والأردن من جهة أخرى. 

تخلٍّ عن بعض الطقوس

يحافظ جاسم على أداء صلاة التراويح في مساجد المخيم، إذ يوجد فيه ما يقارب عشرة مساجد، لكنه يفتقد صوت المسحّر الذي اعتاد سماعه في مدينته الأم، وبات يعتمد على منبه جواله لضبط توقيت السحور.

أما زوجة جاسم فقد تخلت عن تحضير عدد من الأطعمة وخاصة الفروج أو اللحوم نظرًا لارتفاع أسعارها،  إذ وصل سعر كيلو اللحم المفروم في المخيم إلى 180 ألف ليرة سورية، وكيلو الفروج إلى 75 ألف ليرة سورية.

ولا تملك العائلة فرن غاز لطهو بعض المأكولات التي تحتاج للفرن، وكذلك لا يوجد كهرباء، وبالتالي لا يمكن تشغيل براد لحفظ الطعام، كما تفتقد المأكولات الرمضانية من “معروك” وغيره.

أسعار غير منضبطة

في المخيم سوق لبيع اللحوم والملابس والمواد الغذائية، لكن أسعارها مرتفعة ويتحكم بها تجار و”مهربون” وفق شهادات لقاطني المخيم.

ويفرض النظام السوري حصارًا على دخول المواد الغذائية والأدوية والطحين للمخيم، التي تدخل عن طريق “التهريب” عبر دفع إتاوات لقوات النظام يحصلها التاجر من السكان عبر رفع سعر المواد الداخلة للمخيم.

رئيس المجلس المحلي في مخيم “الركبان”، محمد الخالدي ، قال لعنب بلدي، إن المجلس غير قادر حاليًا على ضبط السوق، لأن التجار والمهربين يتحكمون بالأسعار، وأضاف أن هناك غلاء في ظل تراجع القدرة الشرائية لغالبية سكان المخيم.

وذكر أن الحملات الخيرية غابت عن المخيم باستثناء توزيع أربعة كيلوغرامات من الفروج خلال شهر رمضان على عائلات المخيم الأشد فقرًا، وأضاف أن التوزيع استهدف ما يقارب ربع سكان المخيم.

وذكرت بعض العائلات لعنب بلدي أنها تسلّمت فروجًا واحدًا بوزن أقل من كيلوغرامين، رغم أن عدد أفراد الأسرة يحتاج لأكثر من ذلك.

ويواجه قاطنو المخيم كوارث وأزمات متتالية، أبرزها النقص الحاد في مياه الشرب، وقلة فرص العمل، والتشديد على دخول المساعدات والمواد، أبرزها الطحين، ما دفع السكان مرارًا إلى جمع فتات الخبز المخصص للأعلاف، واستخدامه طعامًا بعد نقعه بالماء، مع الكشك أو الحمّص.

مقالات متعلقة

مجتمع

المزيد من مجتمع