قصفت طائرات حربية مجهولة مواقع حيوية لميليشيات مدعومة من إيران بمناطق متفرقة من محافظة دير الزور شرقي سوريا، دون معلومات عن حجم الأضرار الناجمة عن الاستهدافات.
وأفاد مراسل عنب بلدي في دير الزور أن طائرات حربية قصفت في ساعة مبكرة من فجر اليوم، الثلاثاء 26 من آذار، مواقع متفرقة بمحافظة دير الزور، تركزت بمدينتي البوكمال، والميادين، ومدينة دير الزور.
واستهدفت الغارات مواقع حيوية تستخدمها الميليشيات الإيرانية في قرى السويعية والصالحية، ومبنى بالقرب من رئاسة جامعة “الفرات” تتخذه الميلييشيات مقرًا لها، إلى جانب قصف استهدف مواقع في حي الفيلات وسط مدينة دير الزور.
ونشر موقع “دير الزور 24” المتخصص بتغطية أخبار المحافظة تسجيلًا مصورًا عبر “فيس بوك” قال إنه من آثار “غارة أمريكية” استهدفت مبنى تتخذه ميليشيات إيرانية مقرًا لها بالقرب من مبنى رئاسة “الجامعة” في مدينة دير الزور.
وأضاف الموقع المحلي أن إحدى الغارات في قرية السكرية غرب مدينة البوكمال شرقي دير الزور، أسفرت عن إصابة القيادي البارز في “الحرس الثوري الإيراني” المعروف باسم “الحاج عسكر” إصابة بليغة نقل إثرها للمستشفى.
ويتولى “الحاج عسكر” قيادة الميليشيات الإيرانية في البوكمال وما حولها وهو إيراني الجنسية، ويتبع لقيادي إيراني آخر يُعرف باسم “الحاج مهدي” وهو قائد عسكري إيراني الجنسية، ومسؤول عن كامل ميليشياتها في دير الزور.
وتعتبر مدينة البوكمال إحدى معاقل الميليشيات الإيرانية شرقي سوريا، نظرًا إلى قربها من الحدود العراقية، وإشرافها الجغرافي على معبر “القائم” الذي يربط سوريا بالعراق، ويعتبر ممرًا إيرانيًا نحو لبنان عبر العراق وسوريا.
وبينما لم يعلّق النظام السوري على القصف حتى لحظة تحرير هذا الخبر، قالت إذاعة “شام إف إم” المحلية إن “عدوانًا أمريكيًا” استهدف عددًا من النقاط في مدينة دير الزور والميادين والبوكمال.
من جانبها، قالت قناة “الميادين” (مقرها بيروت ومقربة من طهران) إن طيرانًا أمريكيًا استهدف منطقة الصالحية في البوكمال والأحياء السكنية في الميادين وحي القصور في دير الزور، مخلفًا قتلى وجرحى لم تحدد عددهم.
وقال “المرصد السوري لحقوق الإنسان” (مقره لندن) إن سبعة عناصر من الميليشيات الإيرانية قتلوا، في حصيلة أولية، نتيجة الضربات الجوية، مشيرًا إلى معلومات عن مقتل شخصية قيادية في حي الفيلات بالمدينة.
وتكررت الاستهدافات المشابهة شرقي محافظة دير الزور بالقرب من الحدود السورية- العراقية، إذ تعتبر المنطقة ممرًا إيرانيًا، ويشهد أحيانًا كثافة بعمليات تهريب ونقل الأسلحة، وتنخفض كثافتها في فترات أخرى.
وتنشط عبر الممر الإيراني عمليات تهريب الأسلحة إلى سوريا ولبنان، وتهريب البنية التحتية لإنتاج وتجميع أسلحة تقليدية متطورة على الأراضي السورية، بحسب تقرير تفصيلي أعده مركز “ألما” الإسرائيلي حول المعبر الحدودي مع العراق، معتبرًا أن “مشروع الصواريخ الدقيقة” الإيرانية هو خير مثال على هذه الآلية.
وفي 3 من شباط الماضي، نفذ الطيران الحربي الأمريكي غارات جوية على مواقع تابعة للميليشيات الإيرانية وقوات النظام السوري، في محافظة دير الزور وريفها، تزامنًا مع غارات طالت مواقع الميليشيات في العراق.
واستهدفت الضربات حينها أكثر من 85 هدفًا تابعًا لـ”الحرس الثوري الإيراني” وميليشيات تابعة له في سوريا والعراق، بحسب وزارة الدفاع الأمريكية، ردًا على هجمات بطائرات دون طيار استهدفت القوات الأمريكية قرب الحدود السورية- الأردنية مؤخرًا، وأدت إلى مقتل ثلاثة جنود أمريكيين.