صعوبات في التنقل بين الريف والمدينة
رأس العين.. غياب النقل العام يعطل سكان عشرات القرى
عنب بلدي – رأس العين
تعاني عشرات القرى في رأس العين شمال غربي الحسكة غياب شبكة مواصلات عامة تربطها بمركز المدينة، ما يثقل حركة السكان ويعرقل سير حياتهم اليومية.
ويضطر سكان الريف إلى الاعتماد بشكل رئيس على الدراجات النارية وسيارات الأجرة الخاصة للتنقل بين القرى ومركز المدينة، ما يكلفهم مبالغ باهظة.
ويبلغ عدد سكان منطقة رأس العين 115 ألف نسمة، ويعتمد السكان بشكل رئيس على قطاع واحد هو الزراعة، وتتراوح أجور المياومة بين 30 ألفًا و40 ألف ليرة سورية (ما يقارب دولارين ونصفًا).
تكاليف مرتفعة
اشتكى محمد جمعة، وهو من قرية المناجير شرقي رأس العين (تقع على بعد 22 كيلومترًا من مركز المدينة)، من عدم وجود وسائل نقل عامة تربط قريته كمعظم الريف بالمدينة.
وأوضح محمد لعنب بلدي أنه يضطر يوميًا للذهاب إلى المدينة لتوصيل ابنه إلى مدرسته الثانوية عبر دراجته النارية، ويحتاج يوميًا إلى ليترين من البنزين، يبلغ ثمنهما 60 ليرة تركية (نحو دولارين).
لفت محمد إلى أن الأمر يزداد صعوبة خلال فصل الشتاء، نظرًا إلى وعورة الطريق وكثرة الحفر والطين، كما أن الظروف الجوية السيئة تجبر ولده على الغياب عن المدرسة، مشيرًا إلى عدم قدرته المالية على تحمل تكاليف استئجار سيارة خاصة كبديل عن دراجته النارية.
من جهتها، قالت مرام العلي، وهي من قرية النقرة غربي رأس العين، إن لديها طفلًا يعاني من فشل كلوي ويحتاج إلى غسل كلى كل ثلاثة أيام في مستشفى “رأس العين الوطني”، وتضطر إلى استئجار سيارة بـ300 ألف ليرة سورية لكل مرة تذهب فيها إلى المستشفى.
واشتكت السيدة عدم القدرة المالية على أخذ ابنها إلى المستشفى، إذا إن استئجار سيارة خاصة بات يرهق عائلتها، وطالبت بإعادة تفعيل المواصلات العامة التي كانت متاحة وبأسعار مقبولة قبل خمس سنوات.
سيارات العام توجهت للخاص
منذ سنوات، توقف عمل أصحاب سيارات النقل العام نتيجة ضيق المساحة الجغرافية ضمن رأس العين، واقتصارها على المسافات بين الريف والمدينة، وتوجهوا للعمل بشكل خاص، إذ كانت المواصلات تمتد إلى مناطق واسعة في مدينة الحسكة قبل 2019، ما كان يوفر دخلًا جيدًا لهم.
فرحان المعلوف، صاحب سيارة نقل عامة، قال، إن توقف سائقي النقل العام عن العمل منذ خمس سنوات يعود إلى ضيق المساحة الجغرافية للمنطقة، خاصة بعد عملية تركيا العسكرية “نبع السلام” عام 2019، إذ أصبحت المنطقة محدودة وغير مفتوحة على المناطق الأخرى.
وأوضح أن ارتفاع أسعار المحروقات وقطع الغيار الخاصة بالسيارات أدى إلى توقفهم عن العمل بشكل كامل، ما جعلهم يعتمدون على النقل الخاص، مضيفًا أن المنطقة تعتبر محاصرة في الوقت الحالي، وأكثر مسافة بعدًا عن مركز المدينة لا تتجاوز 30 كيلومترًا.
وذكر أنه في حال دعمت السلطات المعنية أصحاب السيارات العامة، عبر توفير المحروقات وقطع الغيار بأسعار مقبولة، فسيعود السائقون للعمل بشكل تدريجي.
ويبلغ سعر ليتر المازوت المكرر ضمن المصافي البدائية 20 ليرة تركية، والمازوت الأوربي 30 ليرة تركية، والتركي 40 ليرة تركية أما البنزين المكرر فيبلغ سعر الليتر الواحد 30 ليرة والأوروبي 50 ليرة.
وعود بتوفير نقل عام
المتحدث الرسمي باسم المجلس المحلي في رأس العين، زياد ملكي، قال لعنب بلدي، إن المجلس يدرس إمكانية توفير وسائل نقل عامة للسكان بسعر التكلفة خلال الفترة المقبلة، دون تحديدها بدقة.
وأوضح أن التأخير في تنفيذ هذه المشاريع يعود إلى الاهتمام بالمشاريع الأكثر أهمية، مثل توفير المياه وتأهيل الطرق والمرافق العامة.
وأضاف أن إمكانيات المجلس المحلي محدودة، وليس بإمكانه حل كل المشكلات في وقت واحد، ومن بينها الأنفاق التي حفرتها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد)، والتي سببت أضرارًا جسيمة لحقت بشبكات المياه والصرف الصحي، ويعمل المجلس على إعادة تأهيلها.
وتدير تركيا مدينتي رأس العين وتل أبيض شمالي سوريا، وتُدار المؤسسات الخدمية فيها عبر مركز ولاية أورفا التركية، ويشرف المجلس المحلي في المدينة على تنفيذ المشاريع الخدمية التي تعتبر خجولة مقارنة بتلك التي تنفذ شمالي محافظة حلب.
وتقع رأس العين وتل أبيض بمحاذاة الحدود التركية، ويسيطر عليهما “الجيش الوطني السوري” المدعوم تركيًا، بينما تحيط بهما جبهات القتال مع “قسد”، وتعتبر الحدود التركية منفذها الوحيد نحو الخارج.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :