الحسكة – مجد السالم
مع حلول شهر رمضان، برزت مبادرات فردية وأخرى جماعية تهدف لتخفيف العبء المالي “قدر الإمكان” عن الأسر الفقيرة والمحتاجة في محافظة الحسكة.
وتساعد هذه المبادرات على الصعيدين الخدمي والمعيشي، إذ يحرص القائمون عليها على تقديم المساعدات الغذائية والنقدية.
إبراهيم محمد، مشارك في إحدى المبادرات، وهو من سكان مدينة القامشلي، ذكر أن المبادرات، خصوصًا خلال شهر رمضان، تسهم بتخفيف أعباء الناس، حتى وإن كانت مؤقته، فهي تحدث فرقًا مهمًا على الأقل في توفير جزء من حاجيات شهر رمضان.
وأضاف أن نشاطه مع آخرين، استهدف الأسر الريفية المحتاجة، وقد يتوسع ليشمل العائلات التي تقيم في المدن مستقبلًا، بحسب ما قاله لعنب بلدي.
إبراهيم أشار إلى أنه ومجموعة من رفاقه تمكنوا من توزيع مليوني ليرة سورية لكل عائلة، قبل حلول شهر رمضان بأيام، ومع دخول الشهر وزعوا سلالًا غذائية تحتوي على مواد غذائية منها السكر والأرز والزيت والبرغل، وطرد من التمور.
وأوضح أن دوره مع مجموعة من شباب القامشلي كان تنسيقيًا ومساعدًا فقط، في حين كان المتبرع الرئيس رجل أعمال مغتربًا ينحدر من الحسكة ويقيم في الإمارات.
مبادرات خدمية
لا يقتصر النشاط الإغاثي في هذه المبادرات على المساعدات النقدية والعينية، إذ بادر بعض سكان المحافظة للإعلان عن مساهمات خدمية طيلة شهر رمضان.
ومن بين من عرضوا خدماتهم كان الشاب حمد الحاج (35عامًا)، وهو سائق سيارة أجرة في القامشلي، إذ قال لعنب بلدي، إنه مع سائقين آخرين عرضوا خدمة التوصيل المجاني للحالات الطارئة التي تواجه سكان المدينة طيلة شهر رمضان.
ويرى حمد أن أجرة النقل ارتفعت مؤخرًا بسبب قلة المحروقات، ما شكل صعوبات أمام السكان في تكاليف التنقل، وهو ما دفعه لإطلاق هذه المبادرة مع سائقين آخرين.
وفي الأحوال العادية، كانت أجرة “التاكسي” تبلغ 15 ألف ليرة سورية في النهار، وفي الليل تصل لنحو 40 ألف ليرة، وتعتبر مرتفعة بشكلها الحالي، كما أن بعض السائقين يرفضون العمل ليلًا، من هنا كانت الفكرة، وهي توصيل الحالات الطارئة الليلية مجانًا، بحسب حمد.
فكرة المبادرة لاقت قبولًا جيدًا، وفق حمد، واستفاد منها العديد من السكان في حي علايا الذي يقطن فيه الشاب، إذ كان مساعدًا في عمليات إسعاف ليلية لأبناء الحي.
مبادرات عبر الإنترنت
رصدت عنب بلدي عبر الإنترنت أيضًا مبادرات تحدث أصحابها عبر وسائل إعلام محلية أو وسائل التواصل الاجتماعي، تهدف لمساعدة سكان محافظة الحسكة من أصحاب الوضع المعيشي المتردي.
مجموعة شبان وشابات من المغتربين، من أبناء حي تل حجر في الحسكة، تمكنوا من خلال مجموعة في “فيس بوك” من توزيع 600 سلة غذائية في كل من القامشلي وعامودا والحسكة، مستهدفين الأسر التي ليس لها معيل.
وبحسب ما نشرته صفحة الحملة عبر “فيس بوك”، فإنها تعتمد على تبرعات ترسلها شابات وشبان مغتربون في أوروبا من سكان حي تل حجر بشكل رئيس وأحياء أخرى.
يقيم هاني عباس من حي المحطة في القامشلي، وهو أحد المستفيدين من الحملات الدورية التي تنطلق خلال شهر رمضان، وقال لعنب بلدي، إن أحد فاعلي الخير وزع سلالًا غذائية على العائلات المحتاجة تتضمن اللحوم، معتبرًا أنها خطوة إيجابية، نظرًا للظروف المعيشية المتردية التي يعاني منها سكان المنطقة.
وأضاف أنه يعرف شخصيًا بعض العائلات التي لم تكن قادرة على شراء حاجيات رمضان “لفقرها الشديد” لولا هذا النوع من المساعدات، إذ تلقى بعضها سلتين غذائيتين.
ومع الظروف الاقتصادية الصعبة وتدهور قيمة الليرة، يجد سكان الحسكة من ذوي الدخل المحدود والأسر الفقيرة صعوبة في تأمين مصاريف شهر رمضان، ما يدفعهم للاعتماد على المساعدات والتبرعات التي يأتي قسم منها من أبناء المنطقة المغتربين.
إبراهيم المحمد (40 عامًا)، موظف بشركة لتحويل الأموال في القامشلي، قال لعنب بلدي، إن حجم التحويلات ذات المصدر الخارجي تضاعف بشكل “كبير جدًا” مع بداية رمضان، نتيجة حملات التبرعات التي تقام في المنطقة.
ووفقًا لتقديرات المفوضية السامية لشؤون اللاجئين التابعة للأمم المتحدة، فإن عدد الأشخاص الذين يحتاجون إلى المساعدة الإنسانية في سوريا بلغ أكثر من 16 مليون شخص عام 2024، بزيادة تصل إلى 9% على العام السابق.
ومن بين التحديات التي يواجهها السكان في سوريا نقص الأمن الغذائي، إذ يعاني نحو 55% من السكان، أو ما يقرب من 13 مليون شخص، من هذه المشكلة، ويتفاقم الوضع بالنسبة لأكثر من ثلاثة ملايين شخص ممن يعانون نقصًا شديدًا في الأمن الغذائي، ما يتطلب تدخلًا عاجلًا لتلبية احتياجاتهم الغذائية الأساسية.
–