اعزاز – ديان جنباز
في 3 من آذار الحالي، أعلن المجلس المحلي في مدينة اعزاز بريف حلب الشمالي عن بدء تفعيل إشارات المرور في المدينة، للحد من ظواهر الازدحام وتنظيم المرور وإيجاد ممرات آمنة للمشاة.
هذه الإشارات خففت من حوادث السير، لكنها ضاعفت الازدحام خاصة على المتحلقين الشمالي والغربي من المدينة، كما أنها لاقت انتقادات بأنها قريبة من بعضها، وموجودة في أماكن غير مناسبة لها.
استطلعت عنب بلدي آراء سائقين في اعزاز حول تفعيل نظام إشارات المرور، وأجمعوا على أنه إيجابي في تخفيف حوادث السير، لكن الإشارات زادت من الازدحام، فهي قريبة من بعضها، كما اشتكوا من التوقف الطويل لهذه الإشارات.
محمد عبدو، يعمل سائق سيارة شحن في اعزاز، تحدث عن تجربته في التعامل مع إشارات المرور، وقال إنه واجه صعوبة في قطع الإشارة لعدم تنظيم وقتها.
وذكر لعنب بلدي أن توقيت الإشارة الحمراء طويل، وتوقيت الإشارة الخضراء قصير، ما يخلق حالة ازدحام، ويشكل طوابير من السيارات، ويجعل السائق يفكر بتجاوز الإشارة لعدم تأخير الحركة.
ويبلغ توقيت الإشارة الحمراء لتوقف السيارات 1.6 دقيقة، بينما تشتعل الخضراء لمدة 30 ثانية.
خلل في التوزيع
السائق محمد أشار إلى ما اعتبره خللًا في أماكن توزيع الإشارات، وذكر أنه خلال حياته في مهنته لم يشاهد إشارات مرور موضوعة في وسط الدوارات، سواء في المحافظات السورية أو في الدول المجاورة مثل تركيا.
ويرى أن ذلك خطأ ناتج عن قلة الخبرات، وعدم فهم القوانين المرورية.
وبحسب رصد مراسل عنب بلدي، توجد 14 إشارة ضوئية قرب دوار “الساعة” وواحدة في منتصفه، وسبع إشارات على طريق المتحلق.
وعلى سبيل المثال، قبل الدخول إلى الدوار بعشرة أمتار، توجد إشارة ضوئية، وفي منتصف الدوار توجد إشارة أخرى.
من جانبه، أحمد عبو، سائق “تاكسي” خاصة في اعزاز، قال لعنب بلدي، إن الإشارات تركزت على طرق رئيسة، وتعتبر خارج اعزاز، ولا تحل أزمة الازدحام والحوادث في شوارع المدينة الداخلية.
وذكر عبو أن الجهات المحلية اتخذت تدابير لحل مشكلة الازدحام، لكنها بدت غير مجدية وغير فعالة، لافتًا إلى وجود أطفال دون سن الـ18 يقودون السيارات، وطالب باتخاذ إجراءات صارمة لضبط المسألة، ومنع غير حاملي رخص القيادة من قيادة السيارات.
تحسين حركة السير
شرطي مرور في اعزاز (فضل عدم ذكر اسمه لأنه غير مخول بالتصريح)، قال لعنب بلدي، إن إشارات المرور تركزت في الوقت الحالي على المداخل الرئيسة للمدينة، نظرًا إلى كثرة الحوادث، وزيادة عدد السيارات بشكل ملحوظ.
وأضاف أن عدد السيارات التي تدخل المدينة في ساعات الصباح وصل إلى 140 ألف سيارة يوميًا، وذكر أن العملية التنظيمية لحركة المرور شهدت تحسنًا واضحًا بعد تركيب الإشارات المرورية، يعززها وجود عناصر شرطة المرور لإرشاد السكان وتعزيز الالتزام بالإشارات.
لا التزام
تعاني مدينة اعزاز ظاهرة عدم الالتزام بالضوابط المرورية، إذ يتجاوز بعض السائقين القوانين دون مراعاة للسلامة العامة، ويظهر ذلك بتكرار مخالفات بعض السائقين عبر وقوف مركباتهم على الطرق من الجهتين، متسببين بازدحام غير ضروري.
وفي 9 من آذار الحالي، تعرض شرطي مرور في مدينة اعزاز للاعتداء الجسدي والضرب، على يد مجموعة تتبع لـ”الجبهة الشامية” المنضوية في فصيل “الفيلق الثالث” من “الجيش الوطني السوري”، بعدما طلب منها تخفيف سرعة السيارة العسكرية التي تستقلها على إشارات المرور عند دوار “الساعة”.
وتشهد اعزاز كما مناطق سيطرة المعارضة في شمال غربي سوريا حوادث طرقية، نتيجة انخفاض الالتزام بقوانين السير، وضعف التنظيم المروري، وزيادة عدد السكان، وعدم ضبط الدراجات النارية، إضافة إلى وجود الطرق الترابية وضعف تجهيز بعض الطرق المعبدة، خاصة التي تعرضت لقصف من قبل قوات النظام.
–