درعا – حليم محمد
انخفضت أسعار الحليب والألبان والأجبان في محافظة درعا جنوبي سوريا، مطلع آذار الحالي، بما يقارب 20% للألبان و40% للأجبان.
ويعود هذا الانخفاض لأسباب تتعلق بوفرة المراعي التي انتعشت مع الهطولات المطرية الوفيرة منذ بداية فصل الشتاء لهذا العام، وانعكست على زيادة في كميات الحليب.
الانخفاض لم يحفز الأهالي على التخزين كمؤونة لانخفاض القدرة المالية، بحسب ما رصدته عنب بلدي.
انخفاض بنسب متفاوتة
وصل سعر كيلو حليب البقر إلى 4500 ليرة سورية، بعد أن كان بـ5500 ليرة في شباط الماضي، وانخفض سعر حليب الأغنام من 7500 ليرة إلى 6000 ليرة للكيلوغرام.
وشهدت السوق المحلية انخفاضًا في أسعار الجبن البلدي، إذ وصل سعر كيلو جبن البقر إلى 25 ألف ليرة سورية بعد أن كان بـ45 ألف ليرة مطلع العام الحالي، بينما انخفض سعر كيلو جبن الغنم من 30 ألفًا إلى 18 ألف ليرة.
وانخفض سعر كيلو اللبن المصفّى (المدحبر) من 65 ألفًا إلى 55 ألف ليرة، وكيلو السمن البلدي من 125 ألفًا إلى 100 ألف ليرة سورية.
علي (45 عامًا)، وهو صاحب محل لبيع الألبان والأجبان في تل شهاب بريف درعا الغربي، أرجع أسباب التفاوت في أسعار الجبن إلى أن كل كيلوغرامين من الحليب أغنام ينتجان كيلو من الجبن، في حين تحتاج صناعة كيلو من جبن البقر إلى أربعة كيلوغرامات حليب.
إقبال ضعيف
من جانبه، أحمد المفعلاني (40 عامًا) يصنع الألبان والأجبان بمنزله في بلدة ناحتة بريف درعا الشرقي، قال لعنب بلدي، إن هبوط أسعار الألبان والأجبان مرتبط بأسعار الحليب، ومن المتعارف عليه وفرة إنتاج الحليب في هذه الفترة من العام من شباط حتى نهاية آب.
وقال أحمد إن نسبة الدسم في الحليب تكون مرتفعة خلال شهري آذار ونيسان، لذلك تكثر صناعة الأجبان والألبان، وعادة يشتريها البعض للتخزين، لكنه وصف الإقبال بالضعيف هذا الموسم ويقتصر على سد الحاجات اليومية فقط.
وذكر أحمد أنه رغم هبوط أسعار الحليب فإن أرباح صناعة المشتقات زهيدة، وخاصة مع زيادة تكلفة صناعتها المتمثلة بأسعار الغاز اللازم لغلي الحليب، إذ وصل سعر أسطوانة الغاز المنزلي “الحر” إلى 375 ألف ليرة سورية في السوق المحلية بمحافظة درعا.
المربي خاسر
بالتزامن مع انخفاض أسعار الحليب، استمرت أسعار الأعلاف بالارتفاع ما يتسبب بالخسارة للمربين، إذ تحتاج الأغنام والأبقار إلى أعلاف إلى جانب الأعشاب، وإنتاج الحليب لا يغطي ثمن الأعلاف.
ووصل سعر كيلو العلف الذي يحتوي على العناصر الرئيسة من كسبة الصويا والذرة والشعير والقمح إلى 5000 ليرة سورية.
محمد ذياب، لديه ثلاثة أبقار في ريف درعا الغربي، قال لعنب بلدي، إن انخفاض سعر الحليب وارتفاع سعر العلف يتسببان بخسارة المربي، وأضاف أن إنتاج أبقاره يقارب 40 كيلو حليب يوميًا، إذ يعتمد بشكل رئيس حاليًا على التغذية بالأعشاب.
وذكر أن كمية الحليب التي تنتجها أبقاره منخفضة، لأنها قد تصل إلى 60 كيلو في حال اعتمد على الأعلاف إلى جانب المراعي في التغذية.
طبيب بيطري مقيم في درعا (طلب عدم الكشف عن اسمه لأسباب أمنية) قال لعنب بلدي، إن الاعتماد على التغذية بالمراعي فقط دون استخدام العلف يخفض من إنتاجية الحليب ومن كثافته، إذ يعتبر حليب الأبقار التي تتغذى بالعلف أكثر دسمًا من حليب المراعي.
وحذر الطبيب من خطورة إطعام المواشي الأعشاب المبللة بالندى صباحًا، ما قد يؤدي إلى إصابتها بالانتفاخ، لافتًا إلى ضرورة إطعامها التبن والأعلاف قبل خروجها للمراعي.
وأضاف الطبيب أن كل كيلو علف ينتج كيلوغرامين من الحليب في حال كان العلف يحوي المواد الضرورية التي تمد البقرة بالبروتين والطاقة، وأهم هذه المواد كسبة الصويا والفول والذرة والشعير.
ويقدر عدد قطيع الأبقار في درعا بـ43264 رأسًا، والأغنام 779139 رأسًا، بالإضافة إلى 119054 رأسًا من الماعز.
–