“الإدارة الذاتية” تقطع الكهرباء عن قرى بدير الزور بسبب المخالفات
قطع “مكتب الطاقة” التابع لـ”الادارة الذاتية” في دير الزور التيار الكهربائي عن أكثر من 20 قرية وبلدة بسبب المخالفات، إذ يعمد سكان المنطقة منذ سنوات لاستجرار الكهرباء من الأكبال القادمة من مناطق سيطرة النظام السوري بطريقة غير نظامية.
استجرار الكهرباء بالنسبة لسكان المنطقة لم يكن يحدث فرقًا كبيرًا، لكن سحب الكهرباء من الأكبال الرئيسية يزود المنازل بالطاقة لبضع ساعات خلال اليوم.
وبموجب تفاهمات بين “الإدارة الذاتية” والنظام السوري، يغذي الأخير مناطق شرق دير الزور بالكهرباء مقابل كميات من الغاز تصدرها له “الإدارة” عبر المعابر المائية بين منطقي السيطرة.
القطع انعكس على حياة السكان
تاجر الألبسة محمد الجاسم، الذي يملك محلًا تجاريًا في سوق البصيرة، قال لعنب بلدي إن وضع الكهرباء في بلدات شرقي دير الزور غير منتظم منذ سنوات، وأحيانًا تشهد المنطقة انقطاعات بالتيار تستمر لأيام.
وأضاف أن الأهالي عملوا خلال السنوات الماضية، على تمديد شبكة الكهرباء على نفقتهم الخاصة، من الأكبال الرئيسية إلى منازلهم، وذلك بحماية من “مجلس دير الزور العسكري”، الذي حلّته “قسد” منتصف العام الماضي.
وبعد أشهر من انتهاء نفوذ “المجلس” في دير الزور بفعل العمليات العسكرية التي شنتها “قسد” ضده، قطعت مديرية الطاقة التيار الكهربائي، تاركة السكان أمام خيار واحد هو تركيب منظومة ألواح الطاقة الشمسية التي تصل تكاليفها إلى 800 دولار أمريكي، وهو مبلغ “كبير” بالنسبة للسكان.
من جهته، قال شامان الصالح، وهو مالك محل عصائر في مدينة البصيرة، إن انقطاع الكهرباء سيؤدي إلى زيادة المصاريف عليه، خاصة بالنسبة لتشغيل مولدات الكهرباء.
وأضاف أن تكاليف المحروقات ستكبده خسائر في تجارته، كما أن أسعار الزيوت مرتفعة، ما يؤدي إلى المزيد من النفقات.
ولم ينعكس قطع التيار على حياة التجار فقط، إنما خلق أزمة انعكست على حياة السكان اليومية.
القطع أضر ببقية الخدمات
سامر الرجب، من سكان بلدة الصبحة شرقي دير الزور، قال لعنب بلدي إن انقطاع الكهرباء أثر على الخدمات الأساسية مثل الماء، بالإضافة إلى تعطل عمل الهواتف والإنترنت التي صارت جزءًا أساسيًا من حياته اليومية.
وأضاف أن من الآثار السلبية لانقطاع التيار التي يعيشها سكان المنطقة وهو منهم، هو تلف الأطعمة بسبب توقف عمل البرادات.
من جانبها قالت فدوى السالم، وهي نازحة من مدينة حمص تقيم في بلدة التوامية شمالي دير الزور، إن انقطاع الكهرباء دفعها للجوء إلى جيرانها لشحن بطارية الإنارة واستخدامها خلال الليل.
وأشارت إلى أنها غير قادرة على تحمل تكلفة شراء لوحة طاقة شمسية مع بطارية للإنارة فقط، إذ يمكن أن تصل التكلفة إلى 250 دولارًا.
مسؤول في مكتب الطاقة بدير الزور، تحفظ على اسمه كونه غير مخول بالحديث لوسائل الإعلام، قال لعنب بلدي إن مخصصات الكهرباء للمنطقة الممتدة من جديد عكيدات حتى ذيبان تبلغ عشرة ميغاواط.
وأضاف أنه بعد تعطل أحد المحركات، قطع مكتب الطاقة التيار عن جميع الخطوط المخالفة التي يستخدمها سكان المنطقة، وحصر ما تبقى من الكهرباء في محطات المياه والمراكز التابعة لـ”الإدارة الذاتية” المدنية والعسكرية.
وأضاف أنه بموجب تفاهمات بين “الإدارة” والنظام السوري، يمنح النظام المنطقة عشرة ميغاواط من الكهرباء، وسبق أن رفض زيادة الكمية لـ15 ميغا.
وبحسب المسؤول، فإن قطع التيار عن المنطقة جاء بسبب عدم كفاية الكهرباء لتشغيل محطات المياه وتزويد المنطقة بالتيار، ما دفع لقطع التيار عن المنازل بغرض تشغيل محطات المياه والمؤسسات الخدمية.
بدائل مكلفة
على الرغم من ارتفاع تكلفة تركيب أنظمة الطاقة الشمسية، فإن الطلب عليها زاد بشكل ملحوظ خلال الأيام الثلاثة الأخيرة بحسب ما قاله تاجر ألواح طاقة شمسية شرقي دير الزور لعنب بلدي.
التاجر، الذي يعمل في بلدة الشحيل، قال إن الطلب على شراء منظومات الطاقة الشمسية والبطاريات قد زاد مؤخرًا علمًا أن أسعار هذه الأنظمة والبطاريات بناءً على قوة الاستطاعة وحجم البطارية، قد تكون مرتفعة بالنسبة لجزء ليس بقليل من سكان المنطقة.
وأوضح أن تكلفة تركيب هذه الأنظمة في المنازل تتراوح بين 800 إلى 1100 دولار، ذلك تبعًا لحجم المنظومة واستطاعتها.
ويعتقد التاجر أن السكان بدأوا ينظرون لمنظومات الطاقة الشمسية على أنها حل مستدام وفعال لتغطية احتياجاتهم من الكهرباء، حتى بالرغم من تكلفتها العالية في البداية.
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :