سوريا.. بيدرسون: التطورات كلها تسير بالاتجاه الخاطئ
قال المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا، غير بيدرسون، إنه بعد 13 عامًا من “الصراع” في سوريا، ورغم مرور عام من السبل الدبلوماسية الجديدة، فالحقيقة المأساوية هي أن التطورات كلها تسير بالاتجاه الخاطئ، في المجالات الأمنية والإنسانية وحقوق الإنسان والاقتصاد والسياسة، معبرًا عن انزعاجه من مسار الأحداث وعدم إحراز تقدم فيها.
وتناول بيدرسون عبر إحاطة قدمها خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي حول الوضع في سوريا، التطورات السياسية والأوضاع الإنسانية، الخميس 21 من آذار.
وأشار إلى الأوضاع الأمنية ووقوع أعمال عنف حادة على الكثيرين، واستمرار التداعيات الإقليمية، ومزيد من الضربات الإسرائيلية، وتصاعد العنف في إدلب، حيث شنت غارات جوية موالية لـ”الحكومة”، ويجري استخدام طائرات بدون طيار.
بيدرسون أشار إلى التحركات الجوية على الحدود الأردنية مع سوريا، وهجمات تنظيم “الدولة الإسلامية” ضد جامعي الكمأة في البادية.
وبحسب المبعوث الأممي، فإن تخفيف حدة الصراع في سوريا أمر ملح، مع ضرورة البناء على وقف إطلاق النار الحالي، والتوصل إلى وقف إطلاق النار على مستوى البلاد تماشيًا مع قرار مجلس الأمن “2254”، مع وجوب حماية المدنيين والبنية التحتية.
وأعاد التذكير بوجود 16.7 مليون سوري بحاجة إلى المساعدات الإنسانية، داعيًا الدول المانحة للتبرع بسخاء للاستجابة الإنسانية، والتعافي المبكر، مع وجود انهيار اقتصادي وتدهور مؤسساتي يؤثر على الملايين.
بيدرسون ذكّر بوجود أكثر من 100 ألف محتجز قسري ومختفٍ قسريًا في سوريا، دون تحقيق تقدم في النشرات والمعلومات حول مصير ومكان وجود المفقودين، والوصول إلى جميع أماكن الاحتجاز، مع توالي التقارير التي تتحدث عن اعتقالات تعسفية واختطاف وتعذيب وعنف جنسي في بعض أماكن الاعتقال في عدة مناطق بسوريا.
وأشار أيضًا إلى هواجس النازحين واللاجئين السوريين، الذين لا يرغب كثير منهم بالعودة إلى سوريا، لأسباب تتعلق بالحماية وسبل العيش.
المسار السياسي مسدود
المبعوث الأممي أشار إلى استمرار الاحتجاجات السلمية في سوريا وخروج المواطنين إلى الشوارع في بعض المناطق تعبيرًا عن المظالم التي لم تتم معالجتها، وفق قوله.
وأشار إلى مظاهرات شمال غربي سوريا، ودرعا في الجنوب، والسويداء التي تتواصل احتجاجاتها منذ نحو ثمانية أشهر، بالإضافة إلى الاحتجاجات في إدلب، ما يرفع عدد الجيوش الموجودة في سوريا إلى ستة بدلًا من خمسة، بالإضافة إلى جهات مسلحة أيضًا، ويؤدي هذا التباعد إلى تعميق التحدي المتمثل في استعادة سيادة سوريا ووحدتها واستقلالها.
وشدد المبعوث الأممي على أنه لا يوجد طريق عسكري لحل هذه التحديات التي لا تعد ولا تحصى، والحل السياسي هو الطريق الشامل الذي يمكن أن يحقق ذلك، لكن المسار السياسي مسدود وخامل.
اللجنة الدستورية
وفيما يتعلق باللجنة الدستورية، أوضح بيدرسون أنه دعا الأطراف لجولة تاسعة في جنيف، وافقت علها هيئة التفاوض، لكن النظام السوري لم يفعل، مع الإشارة إلى اتصالات متواصلة بهذا الشأن، والانفتاح على أي مكان بديل يحظى بإجماع الطرفين والجهة المضيفة.
وفي حال عدم التوافق على مكان بديل سيواصل بيدرسون العمل لعقد الجلسة في جنيف، ضمن عملية يقودها ويملكها السوريون، موضحًا أنه ناشد الأطراف الاستعداد لتقديم المقترحات الدستورية.
وبالنسبة لخطوات بناء الثقة، (خطوة مقابل خطوة)، فهناك أفكار ملموسة مطروحة على الطاولة، كما دعا النظام السوري للانخراط في عملية متعمقة وملموسة، وفي الحوار الذي سيكون ضروريًا لتطوير خطوات مشتركة متبادلة ومتوازية.
وكانت “هيئة التفاوض” السورية، أكدت رغبتها في عقد الاجتماع المقبل للجنة الدستورية في العاصمة السعودية، الرياض، بعد طلب دمشق وموسكو، من بيدرسون تغيير مكان الاجتماعات المقرر في جنيف، وفق ما نقلته صحيفة “الشرق الأوسط” السعودية في 19 من آذار الحالي.
وقال رئيس “هيئة التفاوض”، بدر جاموس، حينها، “بصفتي رئيس هيئة التفاوض، طرحت على الأمم المتحدة وأبلغت الأخوة في السعودية برغبتنا في أن تكون الاجتماعات في الرياض، سيما أن هيئة التفاوض شكلت في الرياض، ومؤتمر الرياض 1 والرياض 2، وبعدها المبعوث اقترح نيروبي (عاصمة كينيا)، ووافقنا على ذلك، وحاليًا دعا إلى جنيف ووافقنا على ذلك أيضًا”.
اقرأ المزيد: “الدستورية”.. أمام اختبار الجولة التاسعة في نيسان
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :