انخفاض أعداد الأطفال الأجانب المعادين من سوريا بنسبة 50%

من داخل مركز لإعادة تأهيل أطفال مقاتلي تنظيم الدولة جنوب مدينة القامشلي- 26 من أيلول 2023 (عنب بلدي)

camera iconمن داخل مركز لإعادة تأهيل أطفال مقاتلي تنظيم الدولة جنوب مدينة القامشلي- 26 من أيلول 2023 (عنب بلدي)

tag icon ع ع ع

قالت منظمة “أنقذوا الطفولة” إن عدد الأطفال والنساء الأجانب الذين أعيدوا إلى وطنهم حتى الآن هذا العام انخفض بنسبة 50% تقريبًا مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي من المخيمات في سوريا التي تأوي النازحين وتديرها “قوات سوريا الديمقراطية” (قسد).

وأضافت أنه بعد مرور خمس سنوات على سيطرة “قسد” على بلدة الباغوز، وهي آخر قرية سورية كانت تخضع لسيطرة التنظيم، لا يزال ما لا يقل عن 6160 طفلًا من جنسيات أجنبية “محاصرين” في مخيمي “الهول” و”روج” في سوريا ويعيشون في “ظروف مزرية”.

تقرير المنطقة الذي صدر اليوم، الجمعة 22 من آذار، أشار مستندًا إلى أرقام وفرتها الأمم المتحدة أن أكثر من 70% من إجمالي سكان المخيمات هم تحت سن 12 عامًا.

المنظمة ترى أن هذا الاتجاه “مخيب للآمال، ويظهر خطوة في الاتجاه الخاطئ”، وأشارت إلى أن إعلان السويد السابق، أنها لن تستعيد أي أطفال آخرين من المخيمات في سوريا، من شأنه أن يحكم على الأطفال بالعيش في “ظروف سيئة وعنف في المخيمات”.

ومن بين الدول التي أعادت مواطنيها من سوريا كانت قيرغيزستان، التي أعادت خلال هذا العام 99 من مواطنيها، بينهم 72 طفلًا و27 امرأة، لكن المنظمة تعتقد أن هذه الأرقام تمثل نحو 45% من العدد المسجل في نفس الفترة من عام 2023، عندما أعيد أكثر من 180 مواطنًا من ثماني دول، بما في ذلك إسبانيا وفرنسا وكندا.

وبحسب المنظمة بلغ عدد الأطفال العائدين من المخيمات في سوريا حوالي 497 طفلًا عام 2023، و388 طفلًا في عام 2022، و324 طفلًا في عام 2021، ما يدل على انخفاض مطّرد في عمليات الإعادة.

وأشارت إلى أن آلاف الأطفال العراقيين والسوريين الآخرين في المخيمات ينتظرون أيضًا الفرصة للمغادرة بأمان، بما في ذلك المئات المحاصرين في مراكز احتجاز منفصلة.

وتُخضع “الإدارة الذاتية” أطفالًا من عائلات مقاتلي تنظيم “الدولة الإسلامية” لبرامج تأهيل، بحسب ما أعلنت عنه رسميًا في آب 2023، لكن تشييد مراكز إعادة التأهيل يعود لسنوات ماضية، ويستثنى منها الأطفال السوريون والعراقيون.

وتضمن إعلان “الإدارة الذاتية” أعداد محتجزي التنظيم ممن استرجعتهم دولهم حتى تاريخ صدوره، إذ بلغت نحو 1400 طفل، و500 امرأة.

وأشار إلى أن من بين المحتجزين أطفالًا كانوا ينتمون إلى “أشبال الخلافة”، أي أنهم كانوا “مقاتلين لدى التنظيم”، قبل أن تسيطر “قسد” على آخر معاقل التنظيم في بلدة الباغوز شرقي دير الزور.

وتواجه مراكز إعادة تأهيل الأطفال، التي تديرها “الإدارة الذاتية” مشكلات جمّة، أبرزها الشكوك بأهلية البرامج نفسها المقدمة في هذه المراكز، وقدرتها على إعادة دمج هؤلاء الأطفال بمجتمعاتهم.

اقرأ أيضًا: “إمارة” في مراكز إعادة تأهيل أطفال مقاتلي تنظيم “الدولة”

“الإدارة الذاتية”: الخلاص بالمحاكمات

رغم المطالب المتكررة لـ”الإدارة الذاتية” صاحبة السيطرة على مناطق شرق نهر الفرات، شمال شرقي سوريا، للدول المعنية، بإعادة مواطنيها من المخيمات في سوريا، ممن كانوا مقاتلين في التنظيم، أو عائلات هؤلاء المقاتلين، لم يجرِ أي تغيير جذري على سلم إجلاء هؤلاء الأفراد.

وفي منتصف 2023، قالت “الإدارة الذاتية“، وهي المظلة السياسية لـ”قسد”، إنها تعتزم إطلاق محاكمات لعناصر من تنظيم في سجونها، بعد مرور سنوات على وجودهم وتعنّت دولهم في إعادتهم، دون مستقبل واضح لمصيرهم.

واختارت “قسد” مدينة عين العرب/كوباني لإقامة المحاكم فيها، ودعت بشكل متكرر، منذ منتصف حزيران 2023، وسائل الإعلام والمنظمات الدولية لحضور هذه المحاكمات، لكن المحاكمات لم تجري حتى اليوم.

وشكك باحثون خلال ملف سابق أعدته عنب بلدي في أهلية “الإدارة الذاتية” بإقامة محاكمات لعناصر التنظيم لديها، على اعتبارها لا تملك المؤهلات العلمية لذلك، كما أنها لم تلقى أي اعتراف لتقدم على خطوة تحتاج الاعتراف بها كدولة أولًا.

اقرأ أيضًا: محاكمة سجناء التنظيم دون دولة وقوانين

غموض بالموقف الأمريكي

في إجابة عن أسئلة وجهتها عنب بلدي سابقًا لوزارة الخارجية الأمريكية، قالت متحدثة باسم الوزارة، إن الولايات المتحدة لا تزال تركّز على إعادة المقاتلين “الإرهابيين” الأجانب المحتجزين إلى دولهم أو بلدانهم الأصلية، لإعادة تأهيلهم ودمجهم ومحاكمتهم على جرائمهم، بحسب القضاء.

وتقود الولايات المتحدة الأمريكية التحالف الدولي لمحاربة تنظيم “الدولة” والمكون من 86 دولة، وتعتبر أيضًا الداعم الرئيس لـ”قسد” في الحرب ضد التنظيم، وإدارة السجون والمخيمات التي تأوي مقاتلين في التنظيم، وأفرادًا من عائلاتهم.

المتحدثة باسم الوزارة الأمريكية أضافت أن العودة إلى الوطن تعتبر الحل الوحيد الطويل الأمد والدائم للتحديات الأمنية التي تفرضها مراكز الاحتجاز في شمال شرقي سوريا.

وأكدت لعنب بلدي أن واشنطن تواصل تشجيع الدول على إعادة مقاتليها “الإرهابيين” المحتجزين في سوريا إلى أوطانهم.

وفضّلت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية عدم التعليق على المحاكمات التي أطلقتها “قسد” في المنطقة، متجاهلة الأسئلة المتعلقة بهذا الشأن.

من جانبها، أعادت الولايات المتحدة 39 مواطنًا على الأقل من سوريا والعراق، بينهم 15 بالغًا و24 طفلًا، منذ عام 2016.

ومن بين البالغين، اتُّهم 11 على الأقل بارتكاب جرائم، وقال مسؤولون أمريكيون لموقع “صوت أمريكا“، المموّل من قبل الحكومة الأمريكية، إن بعض البالغين لم يتم توجيه تهم إليهم، لأنهم كانوا قاصرين عندما جلبتهم عائلاتهم للانضمام إلى “الجماعة الإرهابية” في سوريا.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.





×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة