تعرض الإعلامي محمد درباس لاعتداء في مدينة جنديرس شمالي حلب، خلال تغطيته لاحتفالية عيد “النوروز”.
وظهر الإعلامي عبر تسجيل مصور وهو مدمّى، قائلًا إن عناصر “الشرطة العسكرية” انهالوا عليه بالضرب بطريقة “تشبيحية”، رغم تعريفهم بنفسه، وضربوه على رأسه تحديدًا، وكسروا له أنفه.
وطالب درباس من المعنيين والناشطين الإعلاميين بتحصيل حقه من العناصر الذين اعتدوا عليه، ومحاسبتهم رافضًا أن حل الحادثة باعتذار أو “بوسة ذقن”.
واستنكر إعلاميون حادثة الاعتداء، وطالبوا بمحاسبة المعتدين قضائيًا، وحماية العاملين في قطاع الإعلام، ووقف التضييق والانتهاكات بحقهم.
ماذا قالت “الشرطة”
المقدم إبراهيم الجاسم، قائد “الشرطة العسكرية” في جنديرس، قال لعنب بلدي إن فعالية إحياء عيد “النوروز” جرى التنسيق لها من قبل قيادات في المنطقة سواء من “المجلس الوطني الكردي” أو من “الائتلاف”، خاصة بعد وقوع حادثة عام 2023 أسفرت عن وقوع أربعة قتلى خلال الاحتفال في جنديرس.
وأضاف أنه نظرًا لحساسية الفعالية، طُلب من “الشرطة العسكرية” أن ترافق الفعالية لتجنب وقوع أي إشكالية، وبدورها قسّمت العمل إلى أقسام، هي مرافقة المحتفلين ومراسم الفعالية التي تبدأ بإشعال شعلة “النوروز” أمام بيوت القتلى الأربعة (عام 2023)، ثم المسير الى المقبرة وقراءة الفاتحة على أرواحهم وثم العودة.
القسم الثاني مرتبط بالتغطية الإعلامية، وجرى التنسيق مع “اتحاد الإعلاميين”، والذي بدوره أرسل إعلاميًا للتنسيق من أجل التغطية، ما أتاح حضور أكثر من 30 إعلاميًا.
وقال المقدم إن الإعلامي درباس كان يحمل مهمة عسكرية لفصيل “أحرار الشام”، ولم يكن يحمل أي معدات إعلامية، ولم يعرف بنفسه على أنه إعلامي، كما لم يتم التواصل معه على صيغة تفاهم من أجل أن ينسق مع “اتحاد الإعلاميين”، لكنه أصر بالقوة إظهار مهمته العسكرية، وبدأت مشادة كلامية أفضت إلى الاعتداء عليه.
وذكر الجاسم أن قيادة “الشرطة العسكرية” تواصلت مع الفصيل الذي يتبع له الإعلامي، وأكد متابعة الحادثة معه، لافتًا إلى أن القانون يسري على الجميع، دون أن ينكر أن العناصر أساؤوا التصرف.
انتهاكات سابقة
وتظهر هذه الانتهاكات في سياق حالة من الفوضى الأمنية، إذ تفتقر محاسبة المعتدين ومرتكبي الانتهاكات إلى الشفافية، على الرغم من وجود مؤسسات أمنية وقضائية وعسكرية ولجان محلية.
أحدث هذه الانتهاكات كان بحق جلال التلاوي رئيس “اتحاد الإعلاميين السوريين” سابقًا، حين اعترضه عناصر يتبعون لفصيل “أحرار عولان” في 11 من آذار الحالي، بمدينة الباب شرقي حلب.
وفي 23 من حزيران 2023، تعرض إعلاميون، منهم فريق في قناة “حلب اليوم” المحلية، لاعتداء من قبل عناصر “الشرطة المدنية” في مدينة اعزاز، خلال تغطيتهم مشكلة ازدحام الأهالي أمام مركز البريد والشحن التركي (PTT).
وفي 7 من تشرين الأول 2022، اغتال مقاتلون مجهولون، تبيّن لاحقًا أنهم يتبعون لمجموعة “أبو سلطان الديري” ضمن “فرقة الحمزة” (الحمزات) التابعة لـ”الجيش الوطني”، الناشط محمد عبد اللطيف (أبو غنوم) وزوجته الحامل بمدينة الباب شرقي حلب، ورغم اعتقال الضالعين بالحادثة واعترافهم، لا تزال المطالب بكشف نتائج التحقيق حاضرة ومستمرة.
وتكثر الانتهاكات ضد ناشطين وممثلي وسائل الإعلام في مختلف مناطق السيطرة بسوريا، واحتلت سوريا المرتبة 175 من 180 دولة على مؤشر حرية الصحافة العالمي للعام 2023، وفق تقرير لمنظمة “مراسلون بلا حدود“، أصدرته في 3 من أيار 2023، بمناسبة “اليوم العالمي لحرية الصحافة”.
“نوروز”
يحتفل الكرد سنويًا في سوريا وكل أنحاء العالم بعيد “النوروز” الذي يعتبر بداية السنة الكردية، ويوقدون مشعل “نوروز”، ويخرجون إلى الأماكن الطبيعية، وترافق ذلك طقوس من الرقص الفلكلوري الكردي، وقراءة الشعر والغناء.
كما تحتفي الأمم المتحدة في 21 من آذار، سنويًا، بـ “اليوم الدولي للنوروز“، لمشاركة هذا العيد مع بلدان العالم وشعوبه، بعدما أقرت الأمم المتحدة هذه المناسبة يومًا دوليًا عام 2010، بمبادرة من عدة دول، منها أذربيجان، وأفغانستان، وألبانيا، وإيران، وتركيا، ومقدونيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند.