تراجع الإقبال على شراء أو خياطة اللباس الكردي المميز والخاص بإحياء عيد “النوروز” في الحسكة شمال شرقي سوريا، الذي يوافق 21 من آذار، نظرًا لارتفاع الأسعار.
ويعد الزي الكردي أحد رموز وطقوس عيد “النوروز” لدى الكرد في سوريا، واقتصر الأمر هذا العام على تعديل الألبسة السابقة، أو التفكير بارتدائها على حالتها، أو شراء ألبسة للأطفال بشكل أقل من السابق.
إقبال ضعيف
روشدة تمو (38 عامًا) من سكان مدينة القامشلي وتعمل في مجال الخياطة النسائية، قالت لعنب بلدي، إن الإقبال على خياطة الأزياء الكردية المخصصة لعيد “النوروز” هذا العام متراجع بشكل ملحوظ مقارنة بالأعوام السابقة.
وأضافت أن هذا العام لم تسجل سوى عدد قليل من الطلبات، واستثنائيًا طلبت إحدى الزبونات منها خياطة عدة أثواب لترسلها إلى أختها في أوروبا.
وذكرت أن المعتاد في كل عام هو ازدياد الطلب قبل شهر من عيد “النوروز”، إذ كانت النساء والفتيات يأتين للحجز عندها لخياطة الملابس، وكان محلها ومنزلها يكتظان بالزبائن.
وعن تكاليف خياطة الثياب، قالت روشدة إنها مرتفعة بسبب تعقيد النماذج والتفاصيل التي تتطلب جهدًا، فهناك نماذج تتطلب تطريزًا وأخرى تتطلب شغلًا يدويًا وهو جهد إضافي، وتتراوح قيمة خياطة الفساتين بين 30 وأكثر من 100 دولار أمريكي، حسب التصميم والتفاصيل بالإضافة إلى قيمة القماش التي ليست لها علاقة بقيمة الخياطة.
ويعادل الدولار الأمريكي 14450 ليرة السورية في محافظة الحسكة، بحسب موقع “الليرة اليوم” الخاص بصرف العملات.
الأقمشة غالية
كان الإقبال ضعيفًا أيضًا على حركة بيع وشراء الأقمشة، بحسب شكري خلو وهو صاحب أحد محال بيع الأقمشة في سوق مدينة القامشلي، وذكر أنه هناك تراجعًا هذا العام مقارنة بعام 2023.
وقال لعنب بلدي، إن سبب التراجع هو ارتفاع أسعار الأقمشة وضعف القدرة الشرائية للسكان، لافتًا إلى أن أسعار الأقمشة تتراوح بين 100 ألف و500 ألف ليرة سورية للمتر الواحد، وبعض الأقمشة تباع بالدولار الأمريكي، ويعود ذلك إلى جودتها وخامتها ونوعيتها.
وأضاف أن سبب غلاء أسعار القماش يعود لفرق قيمة الليرة أمام الدولار، إذ يشتري التاجر بضاعته بالدولار، لافتًا إلى أن الأقمشة تستورد وتشحن من إقليم كردستان العراق، ما يجعل مصاريف الشحن والتنقل مكلفة أيضًا.
التعديل مكلف أيضًا
تعمل الشابة بريتان حمندي (27 عامًا) ممرضة في مستشفى خاص بمدينة الحسكة، وقالت لعنب بلدي، إن الفتيات كن عادة يرتدين فستانًا جديدًا في كل عيد “نوروز”.
وفضّلت السيدة وهي أم لطفلين (صبي وبنت) شراء الثياب لهما بدلًا من التفصيل، لتوفير مبالغ مالية، لأن تكلفة خياطة أي فستان لا تقل عن 75 دولارًا أمريكيًا، بينما يبدأ سعر فستان ولباس الأطفال من 300 ألف ليرة (20 دولارًا) للجودة العادية، و450 ألفًا للجودة المتوسطة.
وذكرت أن إضافة بعض اللمسات إلى فستانها الذي خيطته عام 2023 أمر مكلف، لأن سعر قطع الإكسسوارات مرتفع، ويبلغ سعر أقل قطعة حوالي خمسة دولارات أمريكية، بينما قد يصل بعضها إلى 20 دولارًا أمريكيًا، لذلك قررت إحداث تغييرات بسيطة.
عيد “النوروز”
يحتفل الكرد سنويًا في سوريا وكل أنحاء العالم بعيد “النوروز” الذي يعتبر بداية السنة الكردية، ويوقدون مشعل “نوروز”، ويخرجون إلى الأماكن الطبيعية، وترافق ذلك طقوس من الرقص الفلكلوري الكردي، وقراءة الشعر والغناء.
كما تحتفي الأمم المتحدة في 21 من آذار، سنويًا، بـ “اليوم الدولي للنوروز“، لمشاركة هذا العيد مع بلدان العالم وشعوبه، بعدما أقرت الأمم المتحدة هذه المناسبة يومًا دوليًا عام 2010، بمبادرة من عدة دول، منها أذربيجان، وأفغانستان، وألبانيا، وإيران، وتركيا، ومقدونيا، وطاجيكستان، وقيرغيزستان، وكازاخستان، والهند.
وتعني كلمة “نوروز” يومًا جديدًا، وهو يوم الاعتدال الربيعي باعتباره بداية العام الجديد، وهو احتفال قائم منذ أكثر من 3000 سنة في آسيا الوسطى، والبلقان، وحوض البحر الأسود، والشرق الأوسط، والقوقاز، ومناطق أخرى.
اقرأ أيضًا: نوروز.. بعض من فرح
–