تفاوت بأسعار العصائر الرمضانية في اللاذقية
في مدخل سوق “العنابة” الشعبي، الذي يكتظ بعربات بيع العصائر، وقف سامر الذي يبدو أنه في العقد الرابع من العمر، وهو يفاصل بائع “بسطة العصائر” على السعر، فالكيس الذي يحوي أكثر من ليتر بحسب البائع، يصل ثمنه إلى 5000 ليرة، لأنواع التفاح والعرقسوس والتمر الهندي، بينما يرتفع إلى 7000 ليرة لعصير الجلاب.
وقال سامر لعنب بلدي، إن تلك الأسعار مبالغ بها، فهو يدرك أن تلك العصائر “مغشوشة”، ومياهها مجهولة المصدر ولا ثقة له بها، لكن الرجل الذي يقيم في الطابيات أحد أحياء مدينة اللاذقية، اعتاد شراء تلك العصائر بالكيس كتقليد سنوي.
وأضاف أنه يحاول عبثًا إقناع زوجته بشراء ظرف مسبق الصنع بمبلغ 2500 ليرة لإعداد ليتر من العصير، لكنها تعتبر أن الذي يباع على “البسطات” أكثر جودة من مساحيق العصير التجارية التي تنتشر في الأسواق.
وبعد طول جدال، اشترى الرجل كيسين الأول عصير الجلاب والآخر تمر هندي، ودفع لقاءهما 11 ألف ليرة بعد أن سامحه البائع بألف ليرة.
وتشهد أسواق اللاذقية تفاوتًا بين أسعار العصائر الرمضانية، سواء تلك التي تباع على “البسطات” في الأسواق الشعبية، أو تلك التي تباع في محال العصائر، حيث تقل أسعارها كلما اتجهنا إلى وسط المدينة، وترتفع في الأحياء الرئيسة خارج السوق.
أما البائع محمد الذي يقيم في أحد المنازل القريبة من سوق “العنابة”، فقال إن العصير الذي يبيعه أصلي 100%، فهو يشتري التمر الهندي، وتساعده والدته في إعداده ومن ثم تغليفه وبيعه، وكذلك قمر الدين والعرقسوس.
وأضاف أن كلها باتت مستلزمات غالية الثمن، حيث يبلغ سعر الـ400 غرام من التمر الهندي 25 ألف ليرة، وقمر الدين 15 ألف ليرة، وكيلو السكر بـ16 ألف ليرة.
وترتفع أسعار العصير المشابه في أحياء أخرى مثل الزراعة والمشروع السابع إلى 7000 ليرة للكيس الذي يحوي نصف ليتر من العصير، بينما يصرّ صاحب “بسطة” على دوار “الزراعة” أن تلك الأسعار منطقية، وأن عصيره أكثر جودة من ذلك الذي يباع في الأسواق الشعبية.
وتغيب الرقابة بالكامل عن بيع العصائر على “البسطات”، التي يلجأ أصحابها لاستغلال زيادة الطلب عليها ورفع أسعارها بناء على مبدأ العرض والطلب.
كما أن شهر رمضان يشكل لهم فرصة موسمية جيدة لتحقيق المزيد من الأرباح، فمعظم باعة “البسطات” هم من الطبقة الفقيرة التي تمضي أكثر من 12 ساعة يوميًا في العمل، دون تحقيق مردود كافٍ نتيجة حالة الركود الكبيرة في الأسواق بسبب تراجع القدرة الشرائية لغالبية الناس.
السعر يتضاعف في المحال
يرتفع سعر العصائر الرمضانية إلى درجة أكبر بكثير في المحال ذات “الخمس نجوم”، التي تبيع العصائر بعلب بلاستيكية مع وجود شعار المحل واسمه، وتتراوح بين 40 ألفًا لقمر الدين والتمر هندي، وتصل إلى 75 ألف ليرة لبعض أنواع العصائر الطبيعية مثل الفريز والموز والتوت، بينما سجلت أسعار الجلاب 55 ألف ليرة، للعبوات بحجم ليتر ونصف الليتر.
وبالإمكان اكتشاف الفرق بين العصائر مرتفعة الثمن والعصائر التي تباع على “البسطات” من أول رشفة، كما قالت هنادي (41 عامًا) من سكان حي الزقزقانية، وأضافت أنها اشترت كيس عصير الجلاب ودفعت ثمنه 7000 ليرة من “البسطة”، إلا أن نكهته خفيفة جدًا ولا تشبه نكهة العصير المعروفة.
وذكرت أنها حين اشترته بسعر مرتفع من أحد المحال المخصصة لبيعه، كان طعمه كالمعتاد إلا أن ثمنه بلغ 55 ألف ليرة.
وتلجأ العديد من السيدات لتحضير العصائر يدويًا في المنزل، خصوصًا نوعي التمر الهندي وقمر الدين، اللذين يحتاجان لوقت طويل، لذا كانت السيدات يحرصن على تجهيزهما ضمن مؤونة التحضير لشهر الصوم في السابق.
بينما اليوم ونتيجة ارتفاع الأسعار فقد تم استبدال العصائر الرمضانية بعصير البرتقال الطازج، خصوصًا أن هذا موسمه وسعر الكيلو القابل للعصر لا يتجاوز الـ2000 ليرة.
ولا يقتصر ارتفاع الأسعار وتفاوتها على العصائر، فمع قدوم شهر رمضان ارتفعت أسعار معظم السلع، ولم ينعكس ارتفاع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي على الأسعار، والتي لم تنخفض على الرغم من تراجع الدولار الذي يعادل اليوم 13850 ليرة، بعد وصوله إلى أكثر من 15500 ليرة خلال شباط الماضي.
ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :