الاتحاد الأوروبي: يجب الاستعداد للحرب لـ”صنع السلام”
تزداد الاستعدادات الأوروبية لحرب محتملة بين دول الاتحاد الأوروبي وروسيا، على خلفية الغزو الروسي لأوكرانيا.
وخلال الفترة الماضية، تزايدت تصريحات المسؤولين الأوروبيين حول الحرب في أوكرانيا، وما تشكله من تهديدات للأمن الأوروبي.
وقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي، شارل ميشيل، في مقال نشر بشكل متزامن في عدد من الصحف الأوروبية، الاثنين 18 من آذار، إن على أوروبا تعزيز قدراتها الدفاعية والتحول لوضع “اقتصاد الحرب”، كرد على تهديدات موسكو.
وأضاف أن أوروبا بحاجة إلى تحمل مسؤولية أمنها، وألا تعتمد على واشنطن فقط، وأن الدول الأوروبية إن لم تمنح أوكرانيا الدعم الكافي فستكون هي التالية.
وزادت دول الاتحاد الأوروبي من قدرات التصنيع العسكري لديها بنسبة 50%، فيما اعتبر ميشيل أن أوروبا لم تستثمر بما يكفي للدفاع عن أمنها، وأن تضمن حصول كييف على ما تحتاج إليه عبر استخدام أرباح الأصول الروسية المجمدة.
ووافقت دول الاتحاد، الاثنين، وفق ما ذكرت وكالة “رويترز“، على زيادة دعم الاتحاد للقوات الأوكرانية بخمسة مليارات يورو.
ووفق ميشيل، فإن على أوروبا إذا ما أرادت صنع السلام أن تستعد للحرب، وقال إن شعوره بعد إعلان الغزو أن الترتيبات الأمنية بعد الحرب العالمية الثانية “تغيرت بالكامل”.
ووصف روسيا بأنها تشكل تهديدًا عسكريًا خطيرًا لأوروبا والأمن العالمي.
مقال رئيس مجلس الاتحاد الأوروبي ينسجم مع تصريحات الرئيس الفرنسي، إيمانويل ماكرون، الذي قال في اجتماع مع المستشار الألماني، أولاف شولتز، إن فرنسا وألمانيا وبولندا مصممون على دعم أوكرانيا.
وأضاف أن المسافة بين مدينة لفيف الأوكرانية وستراسبورغ الفرنسية لا تتجاوز 1459 كيلومترًا فقط، وبالتالي فإن الحرب ليست بعيدة عن بلاده.
وسبق لماكرون أن اقترح إرسال قوات برية أوروبية إلى أوكرانيا، وهو ما رفضه زعماء أوروبيون، وأثار حفيظة موسكو.
وفي 17 من كانون الثاني الماضي، قال رئيس اللجنة العسكرية لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، روب باور، في اجتماع مع وزراء الدفاع في الحلف، في مدينة بروكسل البلجيكية، إن دول الحلف يجب أن تكون في حالة تأهب قصوى للحرب.
التخوفات الأوروبية تتعلق كذلك بالولايات المتحدة، مع تردد “الكونجرس” الأمريكي بمنح مساعدات مالية بقيمة 61 مليار دولار أمريكي لأوكرانيا، واحتمالية عودة ترامب للرئاسة.
هذه العوامل كلها تدفع قادة وساسة أوروبيون للحديث عن فكرة معينة، هي أن الاتحاد الأوروبي يجب أن يتولى مسؤولية “الناتو” للدفاع عن نفسه، مع وجود ركيزة دفاع أوروبية، تشمل مظلة نووية فرنسية، وهي الدولة الوحيدة التي تملك أسلحة نووية في الاتحاد، وفق صحيفة “الجارديان” البريطانية.
وفي 7 من آذار الحالي، نشر راديو “rfi” الفرنسي تحليلًا، قال فيه إن الحلف “يحاول إعادة تنظيم دفاعاته على الجبهة الشمالية لأوروبا”.
أمريكا تطمئن حلفائها
ووسط تواصل التقدم العسكري الروسي في أوكرانيا، ومحاولة الأخيرة الصمود لأكبر قدر ممكن، والمخاوف الأوروبية من المواقف الأمريكية، خرجت واشنطن بتصريحات جديدة في محاولة لطمئنة حلفائها.
ونقلت وكالة “رويترز” عن وزير الدفاع الأمريكي، لويد أوستن، قوله اليوم، إن الإدارة الأمريكية “ملتزمة بدعم أوكرانيا” حتى مع نفاد الأموال اللازمة لمواصلة التسليح.
وأضاف أن بلاد “لن تسمح بفشل أوكرانيا” دون ذكر طريقة الدعم الجديدة، وسط تعطيل “الكونجرس” الأمريكي لحزمة المساعدات المالية.
ووفق الوكالة، فإن حلفاء واشنطن يدركون وضع التمويل الأمريكي بسبب نقص الإمدادات.
ويرفض رئيس مجلس النواب الأمريكي، مايك جونسون، الدعوة للتصويت على مشروع قانون لمنح كييف 60 مليار دولار.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :