ارتفاع سعر “المعروك” يخفف حضوره على مائدة رمضان باللاذقية
سجلت أسعار “المعروك” ارتفاعًا كبيرًا هذا العام، مع تراجع حجمه، ما أخرجه من متناول يد شريحة كبيرة من أهالي محافظة اللاذقية، الذين يلجأ معظمهم لشراء الأساسيات من الطعام على حساب التفاصيل الأخرى.
سمر (43 عامًا) موظفة في القطاع العام وأم لأربعة أطفال أكبرهم بعمر تسع سنوات وأصغرهم بعمر عامين ونصف، قالت إنها كانت ترافق اثنين من أطفالها في جولة إلى سوق الخضار لشراء لوازم الإفطار، حين طلبا إليها بإلحاح شراء “المعروك” الذي يعرض في كل مكان تقريبًا، فاقتربت لتسأل عن السعر الذي شكل مفاجأة بالنسبة لها.
دفعت السيدة ثمانية آلاف ليرة سورية (الدولار يقابل 14000 ليرة) مقابل “معروكة جبنة” حجمها صغير لدرجة أنها بالكاد تكفي شخصًا واحدًا، وأحضرتها إلى المنزل لتقسمها بين أطفالها الأربعة.
وقالت سمر إن المخبز الذي اشترت منه يعتبر متوسط الأسعار، ويقع في حي المشروع السابع، وأضافت أن هناك العديد من الأنواع، فـ”معروكة الشوكولا” بـ15 ألف ليرة، والزبيب بـ20 ألف ليرة، والعديد من الأنواع الأخرى صغيرة الحجم مرتفعة السعر.
ولفتت السيدة إلى أن أسعار “المعروك” تضاعفت هذا العام، ففي العام السابق كان حجم “المعروكة” جيدًا وسعرها يتراوح بين 2000 و8000 ليرة سورية فقط.
أما خالد (46 عامًا) فهو موظف حكومي من سكان حي الصليبة، اشترى ثلاث “معروكات” مرة واحدة منذ بدء شهر رمضان في 11 من آذار الحالي، ودفع ثمنها 42 ألف ليرة، كما قال.
وأضاف أنه ورغم كون هذا النوع من المعجنات أساسيًا خلال الشهر الفضيل، فإنه هذا العام لم يستطع شراءه بشكل يومي، وقد يعيد شراءه لمرة أو لمرتين حتى نهاية رمضان.
وفي جولة على أسعار “المعروك” أو خبز رمضان في أسواق اللاذقية، فقد تفاوتت أسعاره بشكل كبير بين المحال التجارية، ففي المخابز وسط المدينة بالشيخ ضاهر والصليبة والعنابة تراوحت أسعاره بين 4000 و15 ألف ليرة.
وفي المشروع السابع والرمل الشمالي تراوحت أسعاره بين 12 ألفًا و25 ألف ليرة، كما ترتفع أكثر داخل محال بيع الشوكولا وسلطات الفواكه، لتسجل ما بين 20 ألفًا و38 ألف ليرة، بحسب حشوته سواء قشطة أو فواكه أو شوكولا أو فريز وموز.
والصفة الأساسية التي تجمع بين أنواع “المعروك” هي صغر حجمه، حيث لا يتجاوز حجم القطعة الواحدة حجم راحة اليد بكثير، بينما تتجه القطعة لتصبح أصغر بقليل في محال بيع سلطات الفواكه على الرغم من ارتفاع ثمنها.
ولجأت العديد من السيدات لإعداد “المعروك” في المنزل، كحال لميس (41 عامًا)، التي أعدت كمية صغيرة كتجربة، لم تكلفها أكثر من 25 ألف ليرة ثمن نصف كيلو طحين وكأسي حليب وبعض المنكهات مع جوز الهند، وبلغ عدد الأقراص الناتجة ستة متوسطة الحجم.
وأكدت السيدة أن أولادها أحبوا الطعم، على الرغم من أنه مختلف بعض الشيء عن “المعروك” في السوق.
“المعروك” ويدعى أيضًا “خبز رمضان”، لا يباع سوى خلال شهر الصوم، وعادة ما يتم تناوله مع كأس من الشاي بعد وجبة الإفطار.
وكان في السابق “سادة” (دون أي إضافات) أو مع تمر، لكن خلال السنوات القليلة الماضية بات ينتشر بالعديد من الحشوات، التي ساهمت برفع سعره إلى درجة كبيرة بالتزامن مع ارتفاع أسعار مستلزماته.
ومع قدوم شهر رمضان ارتفعت أسعار معظم السلع، ولم ينعكس ارتفاع قيمة الليرة السورية مقابل الدولار الأمريكي على الأسعار، والتي لم تنخفض على الرغم من تراجع الدولار بعد وصوله إلى أكثر من 15500 ليرة خلال شباط الماضي.
ويعيش الأهالي في سوريا واقعًا اقتصاديًا ومعيشيًا مترديًا، ويبلغ الحد الأدنى للرواتب الحكومية في مناطق سيطرة النظام نحو 279 ألف ليرة، بينما يبلغ متوسط تكاليف المعيشة أكثر من 10.3 مليون ليرة سورية، والحد الأدنى لتكلفة المعيشة 6.5 مليون ليرة.
–
اذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال يحوي معلومات خاطئة أو لديك تفاصيل إضافية أرسل/أرسلي تصحيحًا
إذا كنت تعتقد/تعتقدين أن المقال ينتهك أيًا من المبادئ الأخلاقية أو المعايير المهنية قدم/قدمي شكوى
-
تابعنا على :