“بماذا أؤمن”.. جدلية راسل في الدين والمجتمع

tag icon ع ع ع

“أدين بساعات من السعادة لا تعد ولا تحصى لقراءتي أعمال راسل”، كُتبت هذه العبارة على الغلاف الخلفي لكتاب “بماذا أؤمن”، وتعود للعالم الألماني ألبرت أينشتاين.

يضم الكتاب عددًا من المقالات التي نشرها الفيلسوف البريطاني برتراند راسل بين عامي 1925 و1947، تناولت مواضيع جدلية حول الدين والمجتمع والحكمة.

يبدو الغرض الأساسي هو الغوص في عقلية راسل، الفيلسوف البريطاني المولود عام 1872، ويمكن الاستدلال على ذلك من خلال عنوانه، الذي هو أيضًا عنوان كتيّب أصدره راسل عام 1925، تحدث فيه بشكل عميق عما يؤمن به من أفكار فلسفية ودينية وعلاقتها بالعلم، قبل أن ينتقل خلال الفصول التالية لمناقشة أفكار أخرى، كالديمقراطية واللاأدرية وغيرها، وأدوارها في حياة الناس.

اتبع المترجم السوري عدي الزعبي صياغة جمل رشيقة ولغة بسيطة لترجمة أفكار تبدو معقدة، وهو ما يجعل القارئ مستمتعًا لا مطلعًا فقط.

صدرت طبعة الكتاب الثالثة في 2020، عن دار “ممدوح عدوان للنشر والتوزيع”، ضمن مشروع مشترك مع موقع “الجمهورية”.

الكتاب يمكن اعتباره مدخلًا مبسطًا لعلم معقد، هو علم الفلسفة، لذا يساعد كذلك الراغبين من غير المطلعين عليه لدخول عالمه، وهو مكون من 186 صفحة من القطع المتوسط، لا يصلح حكمًا لأصحاب الآراء المعلبة والجاهزة الرافضة لأي مختلف، إذ سيشكل لها صدمة لما يحمله من أفكار نقدية تجاه الأديان والسياسة، وهو أيضًا ليس سلاحًا لاستخدامه ضد هذه الأفكار أو ضد راسل نفسه.

لراسل أفكار جدلية كثيرة وردت في الكتاب، عبر خلالها عن رؤية شاملة للحياة كما يراها، مشرحًا بنية الدين والعلم والعلاقة بينهما، وفيه حديث طويل عن الأخلاق والإيمان.

وبقدر ما يبدو من النظرة الأولى كتاب ألفه صاحبه للهجوم على الأديان كفكرة عامة، إلا أن تشريح طريقة التفكير قد تدفع حتى المؤمن بأي دين أن يذهب باتجاه مختلف ونظرة أكثر عمقًا تجاه هذا الإيمان، خاصة عندما يتم ربطه بالظروف السياسية والاقتصادية في المجتمع.

كما يجيب عن مجموعة من الأسئلة حول القيم والأخلاق والدين وعلاقته بالعلم، ولهذا السبب يبدو منصة هجوم، بينما يوازن راسل ما بين الدين كمفهوم روحي يخص الفرد وحده، وبين علاقته بالسياسة والاقتصاد والعلم، وهو ما قد ينسف الأساس القائم عليه: الروحانية، وهو ما ينسجم مع مبادئ الفلسفة التحليلية.

راسل هو فيلسوف وعالم منطق ومؤرخ وناقد اجتماعي بريطاني، ويعتبر أحد مؤسسين اثنين للفلسفة التحليلية، وحصل على جائزة “نوبل للآداب” عام 1950.

نجاح

شكرًا لك! تم إرسال توصيتك بنجاح.

خطأ

حدث خطأ أثناء تقديم توصيتك. يرجى المحاولة مرة أخرى.




مقالات متعلقة


×

الإعلام الموجّه يشوه الحقيقة في بلادنا ويطيل أمد الحرب..

سوريا بحاجة للصحافة الحرة.. ونحن بحاجتك لنبقى مستقلين

ادعم عنب بلدي

دولار واحد شهريًا يصنع الفرق

اضغط هنا للمساهمة